الزيارات المتبادلة بين مسؤولي السعودية ومصر مستمرة ومتواصلة

تسبب داعية سعودي يعمل في الحرم النبوي في المدينة المنورة بحالة متنامية من الغضب لدى فئات من المصريين وخصوصاً الأقباط، وذلك بعد دعوته لهم بتوحيد الأمة تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في وقت لازالت فئات واسعة من المسيحيين تخشى من تنامي المد السلفي وتتهمه بتلقي دعم سعودي.


الرياض:طالب الداعية السعودي عدنان الخطيري المصريين بأن ينتبهوا من أن تختطف ثورتهم من غير المتدينين، وتمنى الخطيري خلال خطبة بعنوان quot;انشراح الصدرquot; فى مسجد الجمعية الشرعية بإمبابة quot; أن تتوحد الأمة تحت راية الأزهر، وألا يكون هناك أحزاب ولا جماعات إسلامية، بل أن تكون أمة موحدة تحت الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مؤكدا أن أهل مصر لديهم فرصة عظيمة لإقامة دولة إسلامية قائلا: quot;فلا تجعلوا أنفسكم تخرجون منها أصفار الأيدى وتتركونها لآخرين لا يقيمون الدينquot; وفق مانشرته صحيفة اليوم السابع المصرية.

الخطبة أشعلت التساؤلات من جديد بين المصريين حول الدعم الذي تحظى به الجماعات السلفية، وأعاد الحديث عن الاتهامات التي تنتشر في مصر بأن سعوديين يقفون وراء هذا الدعم، في وقت مازالت السعودية على المستوى الحكومي تبذل جهودها الحثيثة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين في الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة العربية كاملة، وتحاول جهدها تقديم كل ما يلزم مصر للوقوف من جديد بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

حيث لم تنقطع الزيارات المتبادلة بين مسؤولين رفيعوا المستوى طوال الفترة التي أعقبت سقوط الرئيس مبارك، و أخيراً قدمت السعودية مبلغ 4 مليارات دولار دعماً للاقتصاد المصري على شكل منح وقروض ميسرة، في حين تجاوب رجال أعمال سعوديين مع المصلحة الوطنية وأبدوا مرونة كبيرة في عمليات إعادة التقييم التي تقوم بها الحكومة المصرية لاستثماراتهم في مصر.

ورغم أن الخطبة التي ألقاها الخطيري كانت في مسجد لا يعتبر كبيراً ولم يشهده الآلاف مثل المساجد الكبرى في مصر أو السعودية، إلا أن الجهل السياسي ربما هو ما جعل الخطيري يلقي خطبته في أكثر المناطق المصرية حساسية في الوقت الحالي، حيث أن حي إمبابة في الجيزة جنوب القاهرة يعتبر أحد أشهر المناطق التي شهدت صدامات بين المسلمين والمسيحيين إثر تأزيم طائفي متبادل، راح ضحيته المئات من القتلى والجرحى.

وينطبق الأمر على ذاته على تصرف الخطيري عندما طالب المصريين بإقامة دولة إسلامية قائلاً لهم أن يستغلوا الفرصة العظيمة، دون أن ينظر في مخاطر دعوته تلك في بلد متنوع وغني بطوائفه وتياراته الفكرية والسياسية.

خطبة الجمعة التي ألقاها الخطيري يبدو أن مرورها سيكون عاصفاً، خصوصاً وأن السعوديين متهمين بأنهم رعاة للسلفية في مصر، ولذات السبب نظمت رابطة المصريين المسيحيين باليونان، مظاهرة حاشدة أمام السفارة المصرية بالعاصمة اليونانية quot;أثيناquot;، شارك فيها العشرات من الأقباط، وطالبوا خلالها بوقف تمويل السعودية للسلفيين وطرد السفير السعودى من مصر، ووقف الاعتداءات على الأقباط، خاصة في الفترة الأخيرة مثلما حدث فى إمبابة وأطفيح.

كما طالب بهاء رمزى رئيس الهيئة القبطية المصرية بهولندا، وعماد فايز، الناشط بذات الهيئة العالم إلى التظاهر أمام السفارات السعودية لوقف دعم الإرهاب، ودعمها للسلفيين في مصر.

وبحسب مراقبين، فإن هذا الجهل السياسي هو ما يشوه صورة السعوديين في حالات كثيرة ويتسبب بها بعض من رجال الدين خصوصاً من خارج المؤسسة الدينية الرسمية، مستشهدين بما فعله سابقاً الشيخ محمد العريفي عندما هاجم المرجع الشيعي علي السستاني خلال أيام العمليات العسكرية السعودية على حدودها مع اليمن وقتالها مع جماعة الحوثيين.