صدامات وحرائق في تظاهرة لأنصار المالكي وأخرى لمعارضيه |
صعدت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي وحزب الدعوة برئاسة نوري المالكي من اتهاماتهما المتبادلة اليوم الأحد، وحمّل كل منها الآخر مسؤولية التوتر السياسي في البلاد وممارسة ثقافة قمعية ولا أخلاقية تشجّع على التحريض والعدوان والبلطجة والارتزاق، بحسب وصفهما.. فيما نأت الإدارة الأميركية بنفسها عن تصريحات لأعضاء وفد للكونغرس زاروا العراق، وطالبوا فيها بغداد بتعويضات عن خسائر بلادهم على أراضيها وإجراء تحقيق في مهاجمة قواتها لمعسكر أشرف لمنظمة خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد.
وصفت القائمة العراقية بزعامة إيادعلاوي،رئيس الوزراء نوريالمالكي بالفشل، وقالت انه يعتمد على البلطجية من خلال ممارسة لا تنمّ عن ثقافة أو معرفة بأبسط القواعد الأخلاقية أو الديمقراطية أو أي احترام لحقوق الانسان، وحمّلت جميع الأطراف الموقعة على اتفاقية أربيل مسؤولية تنفيذ الاتفاقيات وبناء مستقبل العراق الديمقراطي.
وقالت العراقية عقب اجتماع لقادتها في بيان تلي على الصحافيين اليوم انها حملت على أكتافها ومازالت مشروعاً وطنياً، يتضمن آمال العراقيين المتطلعين الى بناء دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بعيداً عن العقد الطائفية والفئوية الدخيلة على مجتمعنا، وتعيد للعراق سيادته واستقلاله الحقيقي تجاه كل الأجندات الاقليمية والدولية.
وأضافت quot;كنا نعلم منذ اليوم الأول انها مهمة عسيرة ومحفوفة بالمخاطر والاستهدافات من قبل أولئك الذين لا يؤمنون بالمنهج الديمقراطي، ويريدون للعراق أن يعيش في العصور الوسطى، ويبقى أسيراً لمستنقع الاحتقان الطائفي القوميquot;.
وأوضحت ان الشعب العراقي انتظر مهلة انقضاء المئة يوم أملاً في رفع المعاناة عنه، الا انه بدلاً من تنفيذ الوعود من قبل رئيس مجلس الوزراء، لم يتفاجأ المواطنون، حينما تم التعامل مع الفشل الملموس بممارسات بلطجية، لا تنم عن ثقافة أو معرفة بأبسط القواعد الأخلاقية أو الديمقراطية أو أي احترام لحقوق الانسان.
ونظراً إلى عدم استجابة الحكومة لأي من مطالب الشعب المشروعةواستخدام موارد الدولة وإمكانياتها في قمع المتظاهرين السلميين وممارسة الاعتقالات العشوائية لشباب العراق الواعي بلا مبرر قانوني وحماية شقاوات المظاهرات في تطاولهم على زعيم العراقية علاوي وعدم تحقيق الشراكة الوطنية التي تم الاتفاق والتوقيع عليها، وإبقاء الوزارات والمؤسسات الأمنية شاغرة، بالرغم من مرور ستة أشهر على تشكيل الحكومة، ومنها وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني وجهاز المخابرات وتسييس مؤسسات الدولة الأمنية وغير الأمنية.
واشارت القائمة الى انها quot;وتضامناً مع كل شهداء العراق، وعلى رأسهم شهداء مذبحة عرس الدجيل الوحشية، واحتجاجاً على التعتيم الكامل لمؤامرة تهريب أمراء القاعدة من سجن البصرة الفيحاء، فإنها تحمّل جميع الأطراف الموقعة على اتفاقية أربيل مسؤولية تنفيذ الاتفاقيات وبناء مستقبل العراق الديمقراطيquot;.
وقالت quot;في الوقت الذي يدعونا فيه زعماء حزب الدعوة إلى التهدئةتستمر الممارسات المشبوهة في الاعتداء على زعيم العراقية من قبل أفراد مأجورين في محافظات العراق المختلفة، بل امتدت ليعتدي القيادي في حزب الدعوة كمال الساعدي اليوم وتحت قبة البرلمان على النائب حيدر الملا بشكل لا ينمّ عن أي إسلوب حضاري أو أخلاقيquot;. وطالبت العراقية من وصفتهم بالعقلاء من أعضاء حزب الدعوة بتحمل المسؤولية لوقف تداعيات الأمور وانعكاس ذلك على الشارع العراقيquot;.
واكدت quot;تضامنها مع كل مطالب الشباب المشروعة، وأنها تقف وقفة أسرة متماسكة ورجل واحد مع الدكتور أياد علاوي وتعتبر استهدافه استهدافاً لها وللمشروع الوطني ووأداً للديمقراطية وتهميشاً لمطالبات الشعب في ساحة التحرير وساحات الحرية في كل المحافظات، وتعلن انسحابها من جلسة مجلس النواب لهذا اليوم 12 حزيران/يونيو 2011 احتجاجاً على كل الانتهاكات، علماً ان العراقية ستتقدم بشكوى الى القضاء العراقي، وهي تدرس رفع شكوى الى الهيئات القضائية الدولية المعتبرة للتحقيق في الجرائم الجنائية الكبرى التي راح ضحيتها الالاف من أبناء شعبنا الصابر، وعلى رأسها مذبحة الدجيل الجبانة لنكشف عن قتلة وسارقي الشعب العراقي الحقيقيينquot;.
.. وحزب المالكي يتهم علاوي بثقافة قمعية تحمل التحريض
في المقابل، وصف حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي علاوي بالتحريض والعدوانية، وقال ان زعيم العراقية بخطابه الاخير، الذي اتهم فيه الحزب، يكشف عن دكتاتورية مكبوتة لاتتحمل ضريبة الديمقراطية.
وطالب الحزب علاوي بتقديم اعتذارعلني له وللعراقيين، وقال ان الشعب العراقي قد quot;فوجئ بالنبرة التحريضية والعدوانية للخطاب، وظهر وكأنه يلقي بيانًا حربيًا، وهو نوع من الخطابات التي نعتقد ان العراق الجديد قد تخلص منها الى الابد، باعتبارها جزءًا من ثقافة التهديد والوعيد والكلام غير المسؤول التي جرت على العراق وشعبه ويلات الحروب والدمار والتخلفquot;.
وأضاف الحزب في بيان صحافي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه اليوم أن خطاب علاوي الجمعة quot;عن سيل من الشتائم والعبارات البعيدة عن ابسط اللياقات الادبية في لغة الخطاب السياسييوجهها لحزب الدعوة الاسلامية تارة، وللحكومة ومؤسساتها تارة اخرى، وللمتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة التحرير، وهم يطالبون بإنزال القصاص العادل بالارهابيين والقتلة، حين وصفهم بعبارات نابية وغير لائقةquot;.
وقال حزب المالكي quot;ان علاوي الذي ضاق صدره عن تحمل تظاهرة واحدة عبّرت عن موقفاجمع على ادانته العراقيون بمختلف انتماءاتهم،انما يكشف عن دكتاتورية مكبوتة لاتتحمل ضريبة الديمقراطية التي اثبت بخطابه المتشنج انه يقف بالضد منها، كما اثبت بموقفه الانفعالي انه لم يعد يصلح للقيام بأية مهمة في مؤسسات الدولة التي تتطلب التحلي بالحكمة والتروي وضبط النفسquot;.
واشار الى ان الخطاب يدل على quot;ثقافة قمعية غير مستغربة يصرّ على التمسك بها للاسف الشديدquot;.. داعيًا quot;السياسيين كافة الى التبرؤ منها والابتعاد عنها مهما بلغت الخصومة السياسية حفاظًا على المصلحة الوطنية العليا وأمن البلاد واستقرارهquot;.
وطالب الحزب علاوي بتقديم اعتذارعلني له وللشعب العراقي quot;ولعوائل الضحايا الذين لم يواسهم بكلمة واحدة في خطابه، ولم يحسب حسابًا لمشاعرهم، وهم يستمعون إلى الاعترافات الرهيبة ويشاهدون ابناءهم واطفالهم يقتلون ويعذبون بطريقة بشعة وبناتهم تنتهك اعراضهن بلا أدنى حياء او اعتبار انساني واخلاقي، في وقت عرف عنه ترحمه على مؤسسي وقادة البعث الصدامي في احاديث وتصريحات كثيرةquot;.
واكد الحزب انه قرر اقامة دعوى قضائية ضد علاوي لما وصفه quot;بالاتهامات الكاذبة والباطلة والتحريضية ضد قيادة الحزب وكوادره والمشاركين في تظاهرة يوم الجمعة الماضي للتعبير عن ارائهم ومشاعرهم.
معركة كلامية ودعاوى قضائية
واندلعت معركة اتهامات الجمعة الماضي بين كتلتي العراقية ودولة القانون بزعامة المالكيرافقتها تهديدات بدعاوى قضائية متبادلة بين قائدي الكتلتين، لينقلا الصراع بينهما من المشاركة السياسية في الحكم الى ساحات المحاكم عبر اتهامات متبادلة ودعاوى قضائية متقابلة، زادت من تعقيد الوضع السياسي الذي يعاني اصلا هشاشة واضحة.
في اعقاب ما شهدته ساحة التحرير في وسط بغداد الجمعة من اشتباكات بين انصار المالكي في حزب الدعوة الذي يترأسه والذين هتفوا ضد علاوي وضربوا صورته بالاحذية واطلقوا شعارات معادية له وبين معارضي المالكي الهاتفين بسقوط حكومته واتهامه بالكذب والفشل في تحقيق وعوده خلال المائة يوم التي اعلنها للاصلاح، فقد تصاعدت حدة المواجهة بين الزعيمين السياسيين بشكل غير مسبوق.
وكان علاوي وصف المالكي بأنه قائد خفافيش الظلام، مؤكدًا أن حسابه سيكون عسيراً، وأشار إلى أنه رضخ لإيران، حتى يبقى في منصبه، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لحماية العراق من تدخل إيران وضمان التوازن للعملية السياسية التي فقدت توازنها.
واضاف في خطاب الى الشعب العراقي عقب تظاهرات حزب الدعوة هتفت ضد علاوي ان رأس حزب الدعوة هو أمام مرحلة تاريخية وحساب عسير.. هو قبل وزرائه.. هو وليس حزبه.. هو وليس كتلته.. هو من يحرك نفراً من وزرائه، ونفراً من مجالس اسناده، ونفراً من ازلامه، ليهيئوا لهذا اليوم من خلال البلطجية والازلام والشقاوات والمرتزقة.. والله اكبر على من يستخدم موارد العراق ليبطش بشعبه.
جاءت هذه التطورات في وقت تظاهر مواطنون ورجال عشائر في ساحة التحرير وقامت حافلات حكومية بنقلهم من مناطق في العاصمة ومحافظات مجاورة الى ساحة التحرير، وهم يرفعون لافتات تدعو إلى الاسراع في اعدام منفذي الجرائم الارهابية، وهتفوا ضد علاوي، وهاجموا شباب الاحتجاجات بالهراوات والسكاكين، وذلك حين كان هؤلاء يتظاهرون في جانب اخر من الساحة مطالبين بإسقاط الحكومة لعدم ايفائها بوعود الاصلاح التي اطلقتها، واعدة بتحقيقها خلال مهلة المائة يوم التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط (فبراير) الماضي، مما ادى الى اشتباكات بالايدي بين الطرفين.
وكانت وزارة حقوق الانسان قد اعلنت قبل ثلاثة ايام ان تظاهرة المطالبين بإعدام منفذي جريمة العرس ستنظم يوم السبت (امس)، لكنه يبدو انه تم تقديم موعدها الى الجمعة، وأطلق عليها quot;جمعة القصاصquot;، بهدف التغطية على التظاهرة، التي اعد لها ناشطون يهتفون ضد الحكومة تحت شعار quot;جمعة القرارquot;.
خرجت هاتان التظاهرتان بعد انقضاء مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي لتحسين عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية وتطوير الخدمات في البلاد على خلفية التظاهرات التي اجتاحت المدن العراقية مطالبة بتوفير الخدمات ومحاربة الفساد والقضاء على البطالة.
ويشهد العراق منذ 25 شباط الماضي تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، في وقت لا تزال الدعوات تتصاعد للتظاهرات في المحافظات كافة حتى تحقيق الخدمات بالكامل.
وتعهد المالكي في بيان، عقب تظاهرات الـ25 من شباط الماضي، بتنفيذ كل مطالب التظاهرات، وأمهل الوزارات والمجالس المحافظات مائة يوم لتحسين الخدمات، فيما أكدت لجنة الخدمات البرلمانية أنه لا يمكن للمالكي إيجاد حلول جذرية لمطالب المتظاهرين.
واشنطن لا تؤيد وفدها بشأن تعويضات الاحتلال وأشرف
تنصلت الادارة الاميركية من تصريحات وفد للكونغرس اختتم زيارة العراق أمس، وطالب خلالها بتعويضات عن احتلال العراق، واجراء تحقيق في مهاجمة القوات العراقية لمعسكر أشرف لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في شمال بغداد في نيسان (ابريل) الماضي، وقتل 36 منهم واصابة 300 آخرين.
وقال السفيرالأميركي في بغداد جيمس جيفري ان مطالبة وفد يضم ستة من أعضاء الكونغرس بدفع تعويضات للجيش الأميركي عن الخسائر التي تعرض لها في العراق لا تمثل رأي الإدارة الأميركية. واستبعد السفير خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم اي تاثير لهذه الآراء على العلاقة بين بغداد وواشنطن.
واشار الى تخصيص بلاده ملياري دولار للعراق، منها مليار دولار لتجهيز وتدريب القوات الأمنية العراقية، ومليار اخرى لتأهيل السجون وتدريب القضاة في العراق.واكد أن بلاده لن تخفض دعمها الاقتصادي للعراق بعد الانسحاب منه بنهاية العام الحالي 2011 بموجب ما نصت عليه الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في اواخر عام 2008.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل وفق الجدول العادي باتجاه انسحاب القوات الأميركية في آخر هذه السنة، كما تعمل على خطط بأن تكون السفارة الأميركيةالمسؤولة عن بعض برامج التدريب والتجهيز بعد مغادرة الجيش الأميركي، كما تعمل أيضًا على أجندة دبلوماسية.
واشار الى ان الرئيس باراك أوباما وقّع على أمر جمهوري لتزويد الحماية لصندوق تنمية العراق بعد انتهاء حماية الأمم المتحدة في نهايةالشهر الحالي. واكد استمرار واشنطن بالعمل مع جيران العراق والأمم المتحدة لترى ما ستقوم به بعد قرار مجلس الأمن في كانون الأول (ديسمبر) الماضي برفع العديد من عقوبات الفصل السابع عن العراق.
من جهته، قال وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم ان حكومته تلقت ردأَ رسميا مكتوباً من السفارة الاميركية في بغداد تؤكد ان تصريحات النائب دانا رورابشر رئيس اللجنة الفرعية للتحقيقات والمراقبة التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي تمثل رأيه الشخصي، ولا تعبّر عن الرأي الرسمي للولايات المتحدة.
وكان ستة من أعضاء الكونغرس الاميركي طالبوا من بغداد الجمعة الماضي العراق بدفع تعويضات عن خسائر الجيش الأميركي فيه، وانتقدوا الحكومة العراقية لمنعهم من زيارة معسكر اشرف لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة الواقعفي شمال شرق بغداد، والذي يأوي 3400 من عناصر المنظمة، بينهم الف من النساء والاطفال.
يذكر أن تكاليف الجيش الأميركي في العراق كانت تبلغ شهرياً4.4 مليار دولار عام 2003،فيما ارتفعت عام 2008 لتصل إلى 12 مليار دولار شهرياً، وبلغت القيمة الإجمالية للحرب على العراق طبقاً للمصادر الأميركية 1.8 تريليون دولار.
وكانت بغداد ابلغت الوفد اثر هذه التصريحات بأنه غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة العراق، لكنه رحل الى اربيل، وعقد اجتماعًا مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
وتقول مصادر عراقية ان فكرة تسديد العراق عن حرب لم يكن للعراقيين دور فيها لا يرضي الشعب العراقي، الذي تختلف آراء أبنائه بشأن الوجود الاميركي. وبينما يشعر الكثير من العراقيين بالسرور لتخلصهممن الرئيس السابق صدام حسين، فإنهم يلقون اللوم على الولايات المتحدة في الفوضى والعنف الطائفي الذيتبع إسقاط النظام.
التعليقات