الجبوري مع الوزير عبد الرحمن

حين روج حزب الدعوة العراقي بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لصورة منفذ جريمة عرس التاجي فراس الجبوري الذي كان يترأس منظمة للمجتمع المدني للتغطية على جرائمه وهي تجمعه مع زعيم القائمة العراقية أياد علاوي بهدف تسقيطه سياسيا والايحاء بدعمه للارهاب لم يكن يخطر على بال قادة الحزب أن الشخص ذاته قد التقط صوراً أخرى تجمعه مع قياديين في حزبهم أيضا حيث بدأت القائمة العراقية بالمقابل بتوزيعها اليوم وحصلت quot;ايلافquot; على نسخ منها.. فيما بدأ ناشطون عراقيون تعرضوا للاعتداء خلال تظاهرة احتجاج وسط بغداد الجمعة الماضية بجمع أدلة لتقديم المعتدين الى القضاء.


منذ الأسبوع الماضي يروج مسؤولون وأجهزة إعلام تابعة لحزب الدعوة بزعامة المالكي لصورة للجبوري منفذ جريمة عرس التاجي التي قتل فيها عام 2006 حوالى 70 شخصا بينهم 22 طفلا وهي تجمعه مع علاوي ويرفقونها بتصريحات عن علاقة له مع إرهابيين حتى ان المالكي نفسه هاجم في تصريحات له quot; مسؤولين يرتبطون بعلاقات مع إرهابيين يحمونهمquot;. ولم يتم الاكتفاء بنشر هذه الصورة وانما أعقبتها عمليات نشر لصور اخرى للجبوري مع قياديين آخرين في العراقية بينهم صالح المطلك نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة رئيس جبهة الحوار الوطني وآخرين من الاعضاء.

وكان الجبوري قام عام 2006 مع اشخاص آخرين بقتل نساء شاركن في حفل العرس بعد اغتصابهن وإلقاء 15 طفلا تتراوح اعمارهم بين عامين و12 عاما في نهر بعد ان ربطوا اجسادهم بالاثقال واغتصاب العروس امام اعين زوجها داخل قبو المسجد قبل ان يقطع احد المسلحين ثديها ويتركها تنزف حتى الموت ومن ثم قتل زوجها في جريمة وصفت بأنها الابشع التي يرتكبها تنظيم القاعدة منذ عام 2003، ويطالب ذوو الضحايا حاليا القضاء العراقي بإنزال اقصى العقوبات بحقهم وتنفيذ حكم الاعدام في مكان الجريمة في ضواحي بغداد والمساعدة على ايجاد رفات القتلى.

وقالت قيادة عمليات بغداد انها تمكنت من اعتقال فراس الجبوري رئيس منظمة حقوق الانسان احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالسجون والمعتقلات، وينتمي الى تنظيم القاعدة. واوضحت انه انتمى الى تنظيم القاعدة عام 2005 وكان يعمل في الوقت نفسه في منظمة مجتمع مدني مدعومة من الامم المتحدة.

ولم يكتف حزب الدعوة بترويج صورة الجبوري مع علاوي وانما نظم تظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة الماضية لعائلات ضحايا جريمة العرس حشد لها رجال عشائر تم نقلهم من بعض المحافظات الى بغداد بحافلات حكومية حيث رفعوا الصورة وأخذوا يضربونها بالاحذية ثم احرقوها ورددوا شعارات معادية لعلاوي يطالبون فيها بالتحقيق معه واحالته على المحاكم في تصرف استفزازي مستغلين هذه الصورة والهدف كان الاساءة الى غريم زعيم الدعوة المالكي في محاولة لتسقيطه سياسيا.

الجبوري مع علاوي

وقد اثار هذا التصرف استياء علاوي الذي ألقى خطابا غاضبا الى الشعب العراقي بعد ساعات من انتهاء التظاهرة هاجم فيه المالكي بشدة قائلا انه quot;قائد خفافيش الظلامquot; مؤكدا أن حسابه سيكون عسيراً مشيرا الى انه رضخ لايران حتى يبقى في منصبه داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته لحماية العراق من تدخل ايران.

وقال علاوي معلقا على الصورة انها واحدة من آلاف الصور التي تلتقط مع مختلف ممثلي الشعب خاصة وان الجبوري كان يحمل هوية رسمية باعتباره رئيسا لاحدى منظمات المجتمع المدني. واضاف quot;انهم يعتمدون على صورة باطلة لي منها مئات الالوف مع ابناء شعبنا ومنطقتنا.. اغلبهم من الشرفاء.. وربما يكون عدد محدود منهم صاحب غاية او غرض.. فهل تكون صورة من هذا النوع تهمة...؟! ام انه الكذب والنفاق والتضليلquot;. واوضح انه سيتقدم الى القضاء بدعوى له ولحركة الوفاق ضد رئيس الحكومة وحزب الدعوة والقنوات الاعلامية المرتبطة بهما بعد هجوم اعلامي غير مبرر عليه وعلى حركته في محاولة لتسقيط وتشهير شخصي وسياسيquot;.

ومن جهتها اكدت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة علاوي ان quot;هذه الصورة كانت إبان الحملات الانتخابية ولا تعبر عن شيء مجرد صورة تذكارية شخص يحب اراد التقاط هذه الصورة لا غيرquot;. وقالت ان الصور المنشورة لم تكن الا في سياق زيارات كانت تقوم بها منظمات مجتمع مدني ووفود من العراقية وهي صور تذكارية وهو امر لا يمانعه اياد علاويquot;.

وبالمقابل ردت القائمة العراقية اليوم بنشر صور للجبوري تجمعه مع عدد من قادة حزب الدعوة كان اولها مع وزير الهجرة والمهجرين السابق عبد الصمد عبد الرحمن. وابلغ مستشار العراقية هاني عاشور quot;ايلافquot; ان هذه الصورة هي واحدة من عدد كبير من الصور التي تجمع منفذ جريمة التاجي مع قياديين في حزب المالكي quot;وهو ما يوضح الحقيقة التي استغلها نوري المالكي لتشويه القائمة العراقيةquot; كما قال.

ويرى سياسيون عراقيون في حملة الاتهامات المتبادلة هذه بين أنصار علاوي والمالكي تعقيدا للمشهد السياسي الهش اصلا ويعاني خلافات عدة بدأت تلقي بظلالها على الوضع الأمني الذي يشهد حاليا انهيارات واضحة من خلال عمليات مسلحة نوعية في أكثر من مكان من البلاد حيث شهدت محافظات عدة عمليات اقتحام لمقرات مجالسها وتنفيذ عمليات تفجير في إدارات ومؤسسات مهمة توقع في كل يوم العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.

ناشطون بدأوا جمع أدلة ضد المعتدين عليهم لتقديمهم للقضاء

دعا ناشطون عراقيون ينظمون تظاهرات الجمعة الاحتجاجية في عدد من المدن العراقية منذ شباط (فبراير) الماضي جميع الذين تعرضوا لاعتداءات خلال ذلك الى تزويدهم بأدلة موثقة عن هذه الاعتداءات تمهيدا لتقديم مرتكبيها الى القضاء.

وقال quot; شباب نصب الحريةquot; في نداء عاجل تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان حكومة المالكي مارست ومنذ انطلاق هذه التظاهرات quot;أبشع الوسائل وأساليب الانظمة الفاشية في قمع الناس وتكميم أفواه الأصوات الحرة المطالبة بحقوقها والقضاء على الفساد ونظام المحاصصة فمرة تقوم باختطاف شبابنا بسيارات إسعاف والى جهات مجهولة ومرة تعتدي بالضرب بالعصي والسكاكين ضد متظاهري ساحة التحرير وليس آخرها محاولة اعتقال النشطاء دون مذكرات قضائية ومحاولات اغتيالهمquot;.

واضافوا ان استخدام أساليب الإكراه في انتزاع الاعترافات الباطلة والتي يراد منها إدانة الحركات الاحتجاجية المشروعة والتي كفلها الدستور وكذلك الوسائل البوليسية الرخيصة كما حدث في جمعة القرار حينما استقدمت الحكومة بعض المليشيات تحت عناوين وطنية زائفة لن تمر دون حساب اذ بدأ الشباب إعداد ملفات قانونية ستقدم الى المحاكم العراقية والدولية quot;للاقتصاص من كل الجلادين الذين قاموا بترويع واختطاف وتعذيب الشباب والنسوةquot; بحسب قولهم.

ودعوا كل الذين تعرضوا للتعذيب او الاعتقال او الانتهاكات الى موافاتهم quot;بشكل محدد وبالوثائق والتقارير الطبية تواريخ هذه الانتهاكات واية مستمسكات قانونية تساعد العدالة في إتمام مهمتها وتقديم الجناة الى القضاء لينالوا قصاصهمquot;.

واضافوا قائلين quot;نحن نتطلع الى العدالة في جهازنا القضائي قبل التحرك إلى المحافل الدولية التي ابدت رغبتها بالتعاون في هذا الملف الخطر الخاص بحقوق الانسان في عراق ينظر اليه عالميا ومنذ سقوط نظامه الدكتاتوري على انه بلد ديمقراطي يحترم ويصون حق التعبير وحق تصدي المواطن العراقي وبالوسائل السلمية لكافة المظاهر التي لاتليق بحكومة منتخبةquot;.

واكد الناشطون بالقول quot;سوف لن يفلت من العقاب كل من امر ونفذ وساعد في ارتكاب تلك الجرائم ولتكن الحرية والعدالة حقا لكل العراقيين رغما عن انف الفاسدين والقتلة والمزورين والمدعين الذين ستطيح بهم ساحة التحرير حتى وان طال امد هذا اليوم فانه قادم بهمة وصبر الشباب لا محالةquot;.

ومن جهته قال نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي إن أحداث ساحة التحرير الجمعة الماضي قد ألحقت العار بالديمقراطية الناشئة وقال انها تمثل quot;واقعة الجمل المصريةquot; في ميدان التحرير في القاهرة.

وقال الهاشمي في كلمة لدى افتتاحه المعرض الثاني للخط العربي في بغداد ان quot;البعض يريد أن يحيي أحداثاً عفا عليها الزمن وأغلقت صفحاتها السوداء التي لن نعود لها مرة أخرىquot;. واضاف أن quot;من ارتكب ظلما وجورا بحق العراق فلابد أن يقدم للقضاء ويأخذ جزاءه العادلquot;. وقال إن quot;هناك اليوم موازين مختلة فنسمع أحيانا خطابا طيبا من سياسيين عديدين لكننا نجد ممارسة على الأرض يصعب على العاقل أن يربطها بذلك الخطابquot;.

وشدد بالقول إن quot;ما حصل يوم الجمعة الماضي يلحق العار بالديمقراطية الناشئةquot;. واشار الى انه quot;ما كان ينبغي أن نكرر تجارب بائسة حدثت في ميدان التحرير في دول عربية أو واقعة الجمل المصرية في ساحة التحرير في العراقquot;. واضاف أن quot;تلك الممارسات ألحقت بنا العار والعيب والخجل وينبغي عدم تكرارهاquot;. وأشار إلى أن quot;الظروف الاستثنائية التي مر بها البلد قد انتهت وحان الوقت الذي يستعيد فيه العراق عافيته وسيادته الناجزة وأن يمهد لخروج القوات الأجنبيةquot; مؤكدا أن quot;نهاية العام الحالي 2011، سنكون أمام مفترق طرق بشأن موضوع انسحاب القوات الاميركية المطروح على الساحة الوطنيةquot;.

واكد الهاشمي أن quot;القلق من المستقبل يتطلب من الجميع أن يتهيأوا ويأخذوا بزمام المبادرة وان تكون أجواء الأخوة والمحبة والمصالحة في العام القادم أفضل مما هي عليه اليومquot;، مشيرا إلى أن quot;الذي يندد بالإرهاب لا ينبغي أن يقبل الظلم ويخل بميزان العدالةquot;. وشدد الهاشمي على ضرورة خروجquot;الجياع والمضطهدين والمحرومين ليقولوا ما يشاؤون ولا ينبغي أن نقلق ونخافquot;، مبينا أن quot;هؤلاء على الحق وكان على الدولة أن توفر لهم فرص العمل وتنقذهم من الفاقة والفقر والجوعquot;.

وكانت ساحة التحرير وسط بغداد شهدت الجمعة الماضي تظاهرتين متقابلتين الأولى نظمها حزب الدعوة للمطالبة بإعدام منفذي حادثة الدجيل والثانية نظمها مطالبون بإسقاط الحكومة تخللتهما اشتباكات بالأيدي بين الطرفين.