فضلوزير الإعلام اللبنانيالجديد، المحامي وليد الداعوق،عدم الدخول في سجال مع الفريق المعارض لحكومة ميقاتي الجديدة، مشيراً إلى أنه من الأفضل عدم التطلع إلى الوراء والتوقف عند انتقادات من هنا وهناك، مبدياً تفاؤله بما ستقوم به الحكومة من اعمال وإنجازات على كافة الصعد كونها متجانسة وعازمة على الانتاج لتعويض اللبنانيين ما فاتهم طيلة المرحلة الماضية.


وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة

بيروت: عقدت الحكومة اللبنانية الجديدة أولى جلساتها صباح اليوم الأربعاء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والوزراء الثمانية والعشرين، بعد أن تغيب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الذي قدم استقالته إثر الاعلان عن التشكيلة الوزارية احتجاجاً على إعطائه حقيبة وزير دولة فيما كان يطالب بحقيبة سيادية أو وازنة.

ويأتي انعقاد الجلسة، الذي سبقه التقاط الصورة التذكارية للحكومة في القصر الجمهوري، على وقع حملة عنيفة بدأت تشنها قوى 14 آذار معبرة عن معارضتها لما اسمته quot;الانقلابquot;، وفي ظل quot;انتكاسةquot; للحكومة نفسها التي جاءت ناقصة على صعيد التمثيل الدرزي بعد خروج أرسلان منها.

وفيما تبذل جهود ومحاولات لإقناع النائب أرسلان بالرجوع عن قراره عدم الالتحاق بالقطار الحكومي أو القبول بتسمية من يختاره بديلاً منه، ذكرت اوساط قريبة منه لـ quot;إيلافquot; أن quot;الميرquot; متمسك بموقفه ولن يقبل بأي مساومات بهذا الشأن خصوصاً بعد أن أصدر الحزب الذي يتزعمه بياناً واضحاً يقضي بعدم المشاركة في الحكومة الميقاتية.

وفي هذا الإطار ابلغ أرسلان quot;إيلافquot; انه عاتب على حلفائه بقدر امتعاضه من الرئيس ميقاتي مؤثراً عدم الافاضة في الحديث في الوقت الراهن، إلا أن الأوساط القريبة منه أوضحت أن الموقف الذي اتخذه أرسلان من الحكومة سبق أن لوّح اكثر من مرة خلال عملية التشكيل، وحذر الرئيس المكلف والحلفاء والاصدقاء من مغبة الإقدام على تهميش موقعه وما يمثل في الحكومة العتيدة.

وقد بلغت تحذيرات رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني حد توجيه الرسائل المباشرة الى كل من يعنيهم الأمر في المعارضة السابقة أو الأكثرية الجديدة ومفادها بانه لن يقبل بعد الآن التعامل معه على أساس أنه حليف quot;وقت الحشرةquot; فقط وفي أوقات الشدة، في حين يجري التعامل معه بإسترخاء وتجاهل لمطالبه والإحجام عن مؤازرته على غرار ما حصل أخيراً حيث وجد نفسه وحيداً في معركة رفض وزارة الدولة واستبدالها بأخرى سيادية.

هذا وأبدت الأوساط القريبة من أرسلان استغرابها لموقف النائب سليمان فرنجية من استقالة الأول إذ لم يبادر حتى الى الاتصال بحليفه وصديقه الزعيم الدرزي من باب التواصل على الأقل.

فيما عبرت هذه الاوساط عن تأثر quot;الميرquot; الشديد بما سمعه من رئيس الحكومة السابق عمر كرامي من عبارات دعم وتأييد بعد أن ابدى له استياءه من تصرف المشاركين في الطبخة الحكومية وعدم الاستجابة لرغبته ومنحه الموقع الحكومي الذي يطمح إليه لا من اجل مصلحة شخصية بل تعزيزاً للطائفة التي يمثل. كما أكدت هذه الأوساط أن لا تراجع عن الاستقالة وذكرت أنها غير معنية بكل الاتصالات والمشاورات الجارية لمعالجة الموقف.

وكان أرسلان عقد مؤتمراً صحافياً بعد ساعات قليلة على صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة حمل فيه بعنف على رئيسها نجيب ميقاتي قائلاً بأنه quot;لا يشرفني الجلوس الى يمينهquot;، متهماً إياه quot;باعتماد أسلوب quot;القرصنةquot; من خلال محاولته الإيقاع بينه وبين كل من المقاومة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاطquot;.

وفي موقف سعى فيه الرئيس ميقاتي إلى quot;استيعابquot; قرار أرسلان بالاستقالة، قال إنه لا يعترف بها طالما أنها لم تصله خطياً مفسحاً بذلك المجال أمام quot;سعاة الخيرquot; لثني أرسلان عن قراره أو إيجاد مخرج يسد النقص الحاصل في التمثيل الدرزي الأمر الذي لم يتم حتى الساعة، علماً أن رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب انتقد موقف أرسلان وإقدام مناصريه على قطع طرقات في بيروت والجبل في وقت لم يصدر عن النائب جنبلاط أي تعليق بهذا الخصوص.

من جهة أخرى، تجنب وزراء في الحكومة الجديدة الرد المباشر على الحملات التي انطلقت معارضة طريقة تشكيلها كما جاء في بيان quot;كتلة المستقبلquot; النيابية الذي اعتبرها quot;حكومة الثامن من آذار وحكومة quot;حزب اللهquot; والكيد السياسيquot; غامزاً من قناة رئيسها بقوله quot;إنها اطاحت بوسطيته المزعومةquot;، فيما وصفت قيادات في الرابع عشر من آذار هذه الحكومة بأنها quot;حكومة بشار الأسدquot; وquot;جسر الشغورquot; الأمر الذي علقت عليه اوساط قريبة من ميقاتي بالموافقة على هذا الكلام لكن مع التوضيح التالي quot;أن الحكومة الجديدة جاءت لتسد بالفعل الشغور الذي كان حاصلاً في موقع رئاسة الحكومة والحكومة والسلطةquot;.

من جهته، آثر وزير الإعلام الجديد المحامي وليد الداعوق عدم الدخول في سجال مع الفريق المعارض لحكومة ميقاتي الجديدة، مشيراً في تصريح مقتضب لـ quot;إيلافquot; إلى أن من الأفضل عدم التطلع إلى الوراء والتوقف عند انتقادات من هنا وهناك، مبدياً تفاؤله بما ستقوم به الحكومة من اعمال وإنجازات على كافة الصعد كونها متجانسة وعازمة على الانتاج لتعويض اللبنانيين ما فاتهم طوال المرحلة الماضية. وقال الداعوق إن ما تشهده المنطقة من أوضاع مضطربة يجعلنا نتمسك اكثر بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والحرص على الاستقرار وصيانة السلم الاهلي حفاظاً على لبنان بلد العيش المشترك.