أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة

رحب المسؤولون الاميركيون في اجهزة مكافحة الارهاب باعلان تنظيم القاعدة تولية ايمن الظواهري قيادة التنظيم بعد مقتل اسامة بن لادن مشيرين الى ان الثغرات الموجودة في شخصيته ستضعف قيادة الشبكة في الصميم.

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان بن لادن كان صاحب كاريزما يفتقد اليها الظواهري. وان بن دلان كان اكثر انخراطا في تخطيط العمليات من الظواهري. واضاف ان اصول الظواهري المصرية وتمحوره المصري يحدان من جاذبيته بين مقاتلي البلدان الأخرى.

واشار غيتس الى مرور سبعة اسابيع تقريبا على مقتل بن لادن قبل ان يعلن تنظيم القاعدة اختيار الظواهري قائدا فقال quot;ان فرز الأصوات صعب حين يكون المرء في كهفquot;.

ويتفق خبراء مستقلون على ان الظواهري ليست نموذجا ملهما للمقاتلين الشباب لافتين الى انعدام خبرته القتالية وتاريخه المديد من الصراعات الفقهية وسلوكه الفظ وخطاباته الوعظية المتعالمة بضمنها سلسلة ذات ست حلقات من الرسائل الصوتية عن مصر جاءت متأخرة جدا عن التطورات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن براين فيشمان الخبير في شؤون القاعدة في معهد اميركا الجديدة في واشنطن ان الظواهري كان دائما شخصية تقسيمية quot;وان كثيرين في تنظيم القاعدة لا يحبونه شخصياquot;. وتابع ان quot;شخصيته تقف دائما عقبة في الطريقquot;.

وقال خبراء وناشطون عملوا مع الظواهري انه حاول ان يتجاوز تاريخه ويتواصل مع دائرة واسعة من الاسلاميين بهدف توسيع نفوذ القاعدة. ولكنهم نبهوا ايضا الى عدم الاستهانة بضراوته وذكائه.

وقال لورنس رايت الذي قابل اشخاصا تربطهم صلة قربى بالظواهري قبل نشر كتابه عن القاعدة quot;البرج العاليquot; عام 2006 ان الظواهري شكل خلية لإسقاط نظام الحكم في مصر حين كان في الخامسة عشرة من العمر. ولاحظ رايت الذي يعمل باحثا في مركز القانون والأمن في جامعة نيويورك ان الظواهري قام بدور بالغ الأثر في توجيه شبكة القاعدة نحو قتل الاميركيين جماعيا وان حماسته لم تفتر بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر ومقتل زوجته وواحدة من بناته على الأقل خلال الغارات الجوية في افغانستان عام 2001.

الآن يتولى الظواهري الذي يبلغ الستين يوم الأحد قيادة تنظيم يواجه ضغوطا شديدة رغم المكاسب الذي حققها بامتداداته الخطيرة في اليمن وشمال افريقيا والصومال ومناطق اخرى. فان الضربات الصاروخية التي وجهتها طائرات وكالة المخابرات المركزية بدون طيار في مناطق باكستان القبلية اسفرت عن مقتل العديد من عناصر القاعدة وكادت تصيب الظواهري نفسه ، وجعلت من الصعوبة بمكان على التنظيم ان يجري اتصالاته ويدرب مقاتليه ويخطط هجماته.

ولعل ما له أهمية حاسمة ان الانتفاضات الديمقراطية في الربيع العربي احالت تنظيم القاعدة متفرجا على التاريخ. واختُزل دوره الى اصدار بيانات متأخرة تؤيد ما انجزه شباب يرفضون في الغالب فكر القاعدة وعقيدته. فان خلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان هدفا اساسيا في حياة الظواهري ، تحقق من دونه وبطرق طالما أدانها الظواهري نفسه.

إزاء هذه الوقائع قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نيولاند: quot;بصراحة ليس مهما مَنْ يتولى قيادة القاعدة لأن القاعدة ايديولوجيا مفلسة. وإذا نظرتَ حول العالم فان الحركات السلمية من اجل التغيير حققت للمسلمين أكثر بكثير مما قدمه تنظيم القاعدة لهمquot;.

وأدى إعراض الانتفاضات العربية عن تنظيم القاعدة الى تكهنات بأن التنظيم قد يتخطى الظواهري ويختار قائدا أكثر شبابا وكاريزمية. ولكن بسبب تشديد القاعدة على اللوائح النظامية والسلطة والهيبة فان غالبية الخبراء يرون ان مجلس شورى التنظيم لم يكن لديه خيار سوى تسمية الرجل الذي ظل فترة طويلة قريبا للغاية من بن لادن.

وقال الخبير فيشمان ان الظواهري quot;هو الشخص الوحيد الذي لديه السمعة والمكانة بين الحرس القديم والحرس الجديدquot;.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان ناشطين في القاعدة تحدثوا اليها هاتفيا من بلدان مختلفة اشادوا بالظواهري وجهوده للتواصل مع الآخرين ، بما في ذلك حديثه الايجابي مؤخرا عن حركة حماس. كما دعا الى عدم استهداف المدارس والأسواق في هجمات القاعدة.

وقال الخبير في شؤون الارهاب جاريت براكمان ان الظواهري اصبح من الناحية الاستراتيجية أكثر برغماتية واستعدادا للتعاون بل انه اطلق تصريحات تصالحية بشأن اقباط مصر في ابتعاد ملحوظ عن التنديد المعهود من القاعدة بغير المسلمين.

واعتبر براكمان ان الظواهري الذي يُعتقد انه يعيش في عزلة داخل باكستان quot;طالب مجتهدquot; وانه فوجئ حين اكتشف ان اسمه ظهر عشر مرات في الطبعة المنقحة من مذكراته quot;فرسان تحت راية النبيquot; ، التي صدرت العام الماضي. واضاف الخبير الاميركي انه تذكر كيف ان الظواهري quot;يراقبنا عن كثب فيما نحن نراقبهم عن كثبquot;.

من الحكايات السوداء في ماضي الظواهري ما يكتبه عمر نجل بن لادن في مذكراته الصادرة عام 2008. فهو يروي واقعة في افغانستان إبان التسعينات عندما اغتصب عدة رجال صبيا كان صديقه في المعسكر الذي يعيشون فيه. والتقط الرجال صورا فوتوغرافية لعملية الاغتصاب وقاموا بتداولها من باب المزاح. وابدى الظواهري انزعاجه من الصور ظنا منه بأن الصبي كان يمارس نشاطا مثليا ، بحسب عمر بن لادن. وأمر الظواهري بتقديم الصبي الى المحاكمة التي ادانته وحكمت عليه بالاعدام.
وكتب عمر ان صديقه جُر الى غرفة الظواهري الذي قتله باطلاق النار على رأسه. وقال عمر بن لادن ان هذه الواقعة كانت عاملا في قراره القطيعة مع والده والرحيل عن افغانستان.