مواطنون باكستانيون امام المنزل الذي كان يختبئ بداخله بن لادن |
أثار الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يوم الاثنين، في عملية قامت بها قوة أميركية خاصة ضد مجمّع كان يوجد فيه مؤسس تنظيم القاعدة في أبوت أباد الباكستانية، ردود فعل متباينة في صفوف المتطرفين في المغرب، إذ اختلفت مواقفهم، التي عبروا عنها في موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;، بين تبادل التعازي، وإرسال إشارات قد تكون بمثابة تهديد.
وفي هذا الإطار، قال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، quot;من خلال تتبعنا للخبر لاحظنا وجود موقفين متقاربين، الأول أعلن فيه أصحابه عن تعاطفهم وتعازيهم، وأقاموا صلاة الغائب على الشيخ أسامة بن لادن، فيما تعامل الآخرون مع نبأ الهجوم العسكري الأميركي على بيت بن لادن، والطريقة التي أعلن عنها في التعامل مع جثته بكثير من الاستهجان والكراهية لأميركا وعناصر جيشهاquot;.
وأضاف عبد الرحيم مهتاد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;إن كان من تأثير يمكن تسجيله، هو أن أميركا فتحت الجرح مرة أخرى، ما يبقي باب الانتقام منها ومن مصالحها أمرًا واردًا، خصوصا ونحن نعلم طبيعة تنظيم القاعدة، الذي يدين فيه المخلصون لأسامة بن لادن بالولاء والطاعة حيا كان أو ميتاquot;.
وردا على سؤال حول وجود مخاوف من هجمات، أكد رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، أنه quot;لا يمكن استبعاد هذه الفرضية، فقد حافظت باكستان على حياة بن لادن، واحتضنته قريبا من معاقلها المحصنة، وبتخليها اليوم عليه، كما فعلت مع أتباعه (حين ابتاعتهم للأميركيين بـ 5000 دولار أميركي للواحد)، عقب احتلال أفغانستان، وسقوط إمارة طالبان، نكون أمام مرحلة جديدة، سيمتها انفراط عقد التنظيم، وظهور قيادات جديدة وفي كل المناطق، قد تسعى بكل الوسائل المتاحة للتعبير عن انتقامها لقتل الشيخ أسامة، وبأعمال عنف وانتقام أعمى، وتكون باكستان أول المكتوين بذلكquot;.
وذكر عبد الرحيم مهتاد أن quot;مشكلة تنظيم القاعدة أنه بنى هيكلته على رمزية الشيخ أسامة بن لادن، هذا مع التأكيد على أنه بالفعل لم يكن تنظيما لا هرميا ولا عنقوديا، ما صعب مأمورية تتبعه والقضاء عليهquot;.
وأضاف رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين quot;بموت الزعيم والأب الروحي للتنظيم (أسامة بن لادن)، والحرب المعلنة على هذا التنظيم، ومن جميع الدول، أكيد أنه سيضعف، وربما تحولت فلوله في المستقبل القريب إلى تنظيمات قطرية، وعلى رأس كل واحد منها من يدعي مرافقه وصحبته للشيخ أسامة وأهليته بتركته الفكرية والتنظيمية. وأعتقد أن الذي أهدى بن لادن للأميركيين لن يدخر جهدا من أن يفعل الشيء نفسه مع الشيخ أيمن الظواهري، وكأن مرحلة هؤلاء الفاعلين قد انتهتquot;.
وأوضح عبد الرجيم مهتاد أن quot;طريقة قتل وتغييب جثة الشيخ أسامة، وطمس كل المعالم الدالة على شيء ما، يؤكد أن أميركا وحلفائها لا يسعون إلى معرفة حقائق الأمور، سواء في ما يتعلق بالعمليات التي نفذت في أميركا أو عدد من الدول الأخرى، ويكون الخاسر الأكبر في هذه العملية هم أهل الضحايا، الذين يهمهم معرفة ما جرى؟ وكيف جرى؟ ومن المسؤول؟. وعليه فبموت أو قتل الشيخ أسامة، وبهذا السيناريو المحبوك تطوى صفحة بكل ما لها وما عليهاquot;.
التعليقات