مسجد ريجنتس بارك في قلب لندن

أثار تريفور قيليبس، رئيس laquo;لجنة المساواة وحقوق الإنسانraquo;، غضبًا في بريطانيا بقوله إن المهاجرين المسلمين أفضل حالاً من المهاجرين المسيحيين عندما يتعلق الأمر بالاندماج في المجتمع. وفيليبس ليس غريبًا على إثارة الجدل بسبب آرائه الصادمة في الكثير من الأحوال للرأي العام.


النظرة السائدة في الغرب عن المسلمين هي عزوفهم عن الاندماج في مجتمعاتها، بسبب ثقافتهم المختلفة تمامًا عن الثقافة الغربية. لكن رئيس laquo;لجنة المساواة وحقوق الإنسانraquo;، تريفور فيليبس، وهو نفسه ابن مهاجرين من غويانا في أقصى شمال أميركا الجنوبية، هرع إلى تفنيد هذا الزعم.

وقال فيليبس إن المهاجرين المسلمين laquo;أشد اندماجًا في المجتمع البريطاني من نظرائهم المسيحيين الآتين من مناطق مثل الكاريبي وأفريقيا السوداءraquo;. وقال إن هؤلاء الأخيرين أتوا إلى بريطانيا حاملين آراء غير متسامحة، وإن شكواهم من تمييز ضدهم تماثل شكاوى التيار الرئيس من الروافد التي لا تعجبه، لأن الفريقين ينطلقان من أهداف سياسية ذات غرض.

في المقابل، تبعًا له، فإن laquo;الجاليات الإسلامية في هذه البلاد تفعل أقصى ما بوسعها للتعايش مع جيرانها والاندماج في المجتمع، ولتطوير نهج إسلامي يتواءم والعيش في ديمقراطية ليبرالية حديثةraquo;.

تريفور فيليبس

ويضيف قوله: laquo;أعتقد أن هناك ضوضاء عالية عن استهداف المهاجرين المسيحيين. لكن المسألة الحقيقية التي تواجه الكنيسة التقليدية هي أن الذين يدفعون بها نحو النجاح والازدهار يؤمنون بدين قديم لا يتفق، في رأيي، مع مجتمع حديث متعدد الأعراق والثقافاتraquo;.

ويمضي قائلاً في تصريحات تداولتها الصحف البريطانية على نطاق واسع: laquo;ضحية التمييز الديني الحقيقي في المجتمع البريطاني هم المسلمون. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يجهرون بالشكوى قائلين إنهم يشعرون بأن حقهم مغبون فهم المسيحيون الإنجيليون على الأرجحraquo;.

يذكر أن كبار رجالات كنيسة انكلترا، مثل كبير أساقفة كانتربري، اللورد كيري، انتقدوا فيليبس وقوانين المساواة التي يدعو اليها لأنها laquo;تخنق المسيحيةraquo; على حد قولهم. لكن فيليبس نفسه يقول إن العديد من الدعاوى القضائية التي يرفعها المسيحيون في مسائل تتصل بالمثلية الجنسية، على سبيل المثال، إنما هي تحركات مدفوعة بمحاولة نيل النفوذ السياسي.

ويقول: laquo;العديد من النشطاء المسيحيين يسعون إلى خوض معركة ما، فيختارون المثلية أو شيئًا مشابهًا مسرحًا لها. الأمر في اعتقادي لا يتعلق بحقوق المسيحيين، وإنما هو غرض سياسي بحتraquo;.

وقال فيليبس إنه يتفهم إحساس أتباع الديانات بأنهم مستهدفون، إذ لا جدال حول أن ثمة توجهًا قويًا معاديًا لها. وأضاف قوله إنه يؤمن بألا تسري القوانين الوضعية الخاصة بالمساواة على معتقدات الكيانات الدينية. ففي الكاثوليكية لا يستطيع الشخص أن يصبح قسيسًا الا إذا كان رجلاً، وفي الإسلام ينطبق الشيء نفسه على إمامة المساجد. وقال: laquo;هذه شؤون داخلية لا شأن مباشرًا لنا بهاraquo;.

يذكر أن فيليبس (58 عامًا) مذيع ومنتج تلفزيوني سابق، صار ناشطًا سياسيًا عبر حزب العمال. وفي 2003 انتخب رئيسًا للـlaquo;لجنة المساواة العرقيةraquo;، ثم رئيسًا للجهاز الذي حل محلها العام 2006 وهو laquo;لجنة المساواة وحقوق الإنسانraquo; القائمة اليوم.

لكن فيليبس، الذي لا يخشى حقيقة أن آراءه كثيرًا ما تتصادم مع التيار العام، صار بهذا محل جدل وانتقادات مستمرة، وصار أسلوب إدارته موضع نزاعات داخلية حادة. وحتى الآن قدم ستة من مساعديه استقالاتهم، وأوردت أنباء أن آخرين ينوون السير على خطاهم.

وكثيرًا ما يقحم الإعلام حياته الشخصية في في ساحة النقاش. وكان أفضل مثال على ذلك المساحات الكبيرة التي أفردتها صحف التابلويد الشعبية لانفصاله عن زوجته لـ28 عامًا، آشا بوناغاري في 2008، ثم مجددًا عندما أقام علاقة في 2009 مع المنتجة التلفزيونية هيلين فيل التي تصغره بستة عشر عامًا، واتخذت من فارق السن هذا سلاحًا للهجوم عليه.

وكما هو متوقع، فقد أدت تصريحاته الأخيرة حول اندماج المهاجرين المسلمين في المجتمع بشكل أفضل من نظرائهم المسيحيين الى جدل واسع النطاق. وبين الأصوات الناقدة، قال النائب البرلماني المحافظ فيليب ديفيز إن رئيس لجنة المساواة laquo;يحاول صرف الأنظار عن مشاكله الداخلية في اللجنةraquo; التي ظلت محل انتقادات عنيفة بطبيعة عملها وقراراتها التي لا ترضي الجميع بالضرورة.

من جهتها قالت وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، إنها ستنظر في إصلاح اللجنة بعد تقارير عديدة وصفتها بأنها laquo;نموذج للفشل المكلّف ماليًاraquo;.