الناطق الرسمي للمجلس الإنتقالي الليبي محمود شمام في بيروت

عرض الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الإنتقالي اللييبي محمود شمام ضمن ندوة ألقاها في لبنان جوانب شاملة للوضع السياسي القائم في بلاده، وتحّدث عن تسليح الثوار ودعم الدول الأجنبية لهم، مؤكداً على أن الليبيين تحدوا النظام. كما تطرّق إلى ملف تغييب الإمام موسى الصدر متهماً مباشرة القذافي بخطفه.


بيروت: quot;أول سؤال طرحه علينا معمّر القذافي هو: من أنتم؟، فأجبناه: نحن الشعب الليبي، الرافض للذل والقمعquot;، هي العبارة التي إفتتح بها الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا وعضو مجلس الإستشاري في مركز quot;كارينغيquot; للشرق الأوسط quot;محمود شمامquot;ندوته التي أقامها يوم الأربعاء في فندق quot;الفينيسياquot; في بيروت، والتي تمحورت حول النزاع القائم في ليبيا ورؤية المجلس الوطني الإنتقالي لمستقبل البلاد.

حضر الندوة، إلى جانب وزير الخارجية الأردني ونائب رئيس الحكومة السابق ونائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارينغي، quot;محمود المعشّرquot;، والذي أدار جلسة الحوار بعد تقديمه quot;شمامquot; إلى الحاضرين من إعلاميين وعسكريين، وسفراء أجانب وعرب.

إستهل شمام كلمته بتوجيه تحية إلى الشعب الليبي الصامد في وجه ما أسماه quot;الطاغوتquot; قاصداً بذلك معمّر القذافي وجيشه، وأكّد أن الثورة بدأت بشكل سلمي مدني، ولكن القذافي هو من عسكرها وحولها إلى معارك طاحنة بين أبناء البلد الواحد.

وقد إنتقد quot;شمامquot; معظم الوسائل الإعلامية، ولاسيما العربية منها،التي تحدثت عن إقتتال بين طرفين أو ما إعتبروه quot;حربا أهليةquot;، ولكن الواقع عكس ذلك مؤكداً أن المعركة الحاصلة هي بين شعب أعزل وجيش مدجج بالسلاح، تم الصرف عليه بلايين من الدولارات، التي اتت من داخل ليبيا وخارجهالمقاتلة شباب طامحون وباحثون عن الحرية.

الليبيون تحدوا النظام بإنشائهم مجلسًا إنتقاليًا

لم ينكر quot;شمامquot; جهود التونسيين والمصريين الذين سبقوا الشعب الليبي في تحركاتهم وثوراتهم، إلا أن ليبيا كانت السبّاقة في تحدي النظام البائس، وإستطاعت عبر ثوارها بإنشاء مجلس إنتقالي، وقد لحقها في ما بعد اليمن، الذي أنشأ أخيراً مجلساً إنتقالياً.

وشدد على أن الجهود التي قامت بتمويل تلك الثورة أتت من تمويل وجهد فردي، نافياً أي تدخل لأي تمويل خارجي أو أجنبي، وأكّد: quot;لم يتلق المجلس قرشاً واحداً من جهة غربية أو غيرها، وما إستلمناه هي مساعدات عينية عبارة عن ادوية، ومواد غذائية، وأخيراً حصلنا على بعض الأسلحة الخفيفة، والتي يحتاجها الثوار لمتابعة معركتهم ضد النظامquot;.

وألمح إلى مسألة مهمة شغلت الرأي العام العربي والعالمي،تدور حول مخاوف من نشوب حرب أهلية وحدوث تقسيم مناطقي، وإستغلال القاعدة لتلك الظروف لتمرير أهدافهم، فأجاب موضحاً عن تلك النقطة: quot;98% من المجتمع الليبيهو مسلم سني، وهناك 2% من الأقليات المسيحية واليهودية، رغم ذلك نص الدستور عام 1959 على حق الأقليات بالمشاركة في الحياة السياسية والندوات البرلمانية، وهذا ما تم فعلاً، إذن أين الخوف على الأقليات أو حتى من وقوع حرب مذهبية، طالما أن الغالبية الكبرى تنتمي إلى مذهب ودين واحدquot;.

شمام و إلى جانبه وزير الخارجية الأردني مروان المعشّر

الشعب سيستمر بالمقاتلة ولو خرج حلف الناتو

ولفت إلى مسألة تدخل حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، مشيراً إلى أن هذا التدخل جاء بموافقة من جامعة الدول العربية ومن الشعب الليبي على حد سواء، بعدما إستخدم القذافي الأسلحة الجبارة ضدهم لإبادتهم جميعاً، وأكّد انها المرة الأولى التي تتحرك فيها قوات الناتو من دون قيام مظاهرات مناهضة في الدول العربية.

وتوجه بسؤال إلى الحاضرين مستغرباً ومستهجناً quot;هل يعقل أن رئيس دولة محترم يصف شعبه بالجرذان، وانه سيلاحقهم ويقاتلهم في كل زاوية وزاروب؟quot;.

ونفى الأقاويل التي إنتشرت منذ فترة بأن المجلس الإنتقالي غير معروف، وأن أعضاءه مجهولون، مؤكداً عكس ذلك، وبأنهميلقون الدعم من الدول الأجنبية، لكون معظم الأعضاء يحملون الجنسيات الأوروبية والأميركية.

وقدم دليلاً على شرعية المجلس بقوله: quot;في الوقت الذي أحاضر فيه ندوتي، يجتمع في هذه الأثناء مسؤول المكتب التنفيذي للمجلس مع المعنيين في الصين للتباحث عن كيفية إخراج القذافي بشكل سلمي ودون أي أذى من ليبياquot;.

و إعتبر quot;شمامquot; أن العلاقة مع الدول العربية جيدة، رغم بعض التحفّظات بشأن الحكومة التونسية والمصرية، ولكن ذلك لا ينفي تلك العلاقة، مشدداً على متانة العلاقة مع الغرب الذين هم أصدقاء للمجلس.

وقبل أن يختم كلمته لبدء تلقي والإجابة عن أسئلة الصحافيين، أكّد وبشدة على أن احداً من أعضاء المجلس لا يحق له المشاركة في الإنتخابات الرئاسية او غيرها، وذلك قبل مضي أربع سنوات من إستلام الرئيس الجديد زمام الامور في البلد وتغيير النظام، معتبراً أن هدف المجلس ليس السلطة والتفرّد بالحكم، بل الخروج من ظلمات النظام الحالي وإعطاء بصيص الأمل لشباب المستقبل.

السلاح الموجود لدى الثوار مصدره دول عربيةوأقل مما يملكه لبنان

وبعدما فرغ من كلمته، قام الوزير الأردني quot;مروان المعشّرquot; بإدارة دفة الحوار وتسجيل أسئلة الموجودين، وكانت البداية بسؤال طرحه عليه العميد في الجيش اللبناني quot;الياس فرحاتquot; والذي تمحور حول موقف كل من quot;تشادquot; وquot;الجزائرquot;من القذافي.

وجاء الجواب من شمام على الشكل الآتي: quot;هناك مرتزقة تم إستقدامهم من تشاد لتجنيدهم في صفوف الجيش المقاتل للشعب، وقد تم السيطرة على قسم كبير منهم، كما تم سابقاً القاء القبض على طيارين من سوريا أتوا لمساندة النظام، وتم أيضاً القاء القبض عليهم. أما ما يخص الجزائر فنحن لا نهتم للحكومة، بل للمواطن الجزائري، الذي يعاني ما يعانيه أخوه الليبي، رغم أن جزءًا بسيطًا منالجزائريين اتوا كمرتزقة لمساندة النظامquot;.

وطرحت صحافيّة سؤالاً حول موضوع quot;مذكرات التوقيف بحق القذافي، والتي قد تزيد من تشبثه بالحكم ومعاندة إرادة الشعبquot;، فأجاب شمام بأنه لا ينكر تلك المسألة، وأن الثوار من شدة غضبهم زادوا من حدة تهديدهم، وهذا قد يعزز موقف القذافي في التمسّك بالكرسي معاندة للثوار، ولكن عزيمة الشعب الليبي الذي قاتل الجيش الإيطالي طيلة 40 سنة، لن تردعه من مواصلة القتال سبيلاً في تحقيق حلمه بالتحرر من قيود الظالم.

في الإجابة عن سؤال حول إمكانية حصول إنشقاقات كبيرة داخل الجيش الليبي تكون لمصلحة الشعب، قال شمام: quot;الجيش الليبي حالة فريدة ومختلفة عن كل من الجيش المصري والتونسي، بحيث إن الأخيرين وقفا مساندة لشعبهما. أما الجيش الليبي فقد ضم مرتزقة وغيرهم مساندة للنظام، ولكن هذا لا يمنع من إنقلاب الجيش في ما بعد على القذافي واولادهquot;.

وأكّد شمام في إجابته عن السؤال الذي طرح عليه الصحافي قاسم قصير حول خوف الناتو من القذافي بدليل أن العمليات العسكرية للحلف ستتوقف، قال: quot;خلال أسبوع واحد إستطاع الثوار من تحرير معظم المدن الليبية، ولو خرج الناتو من البلاد، لن نتراجع وسوف نقاتل بأسناننا، لقد قاومنا النظام وجيشه طيلة 3 اسابيع، ومن ذاق مرّ القذافي لن يقبل بعودته مجدداًquot;.

عن مصادر الأسلحة التي ترد إلى الثوار في ليبيا،وموضوع تسليح المواطنين أجاب شمام: quot;لدينا في بنغازي 22 ألف قطعة سلاح، ولكنها كلها فردية، لم تؤذ أحداً، ولم توجّه إلى المواطنين، هناك تعهدات بيننا وبين الثوار تلزمهم عدم بيعها، أو إستخدامها في أعمال العنف، والجدير ذكره أن الأسلحة في بيوت المواطنين الليبيين عادية جداً، فهي تستخدم للزينة في الأحوال العاديةquot;.

وأضاف موضحاً: quot;مصادر أسلحتتنا هي الدول العربية، وبعض من الدول الغربية الصديقة، ولكن بكل الأحوال يبقى عدد السلاح الموجود لدينا أقل بكثير من الأسلحة الموجودة في لبنان مع بعض الفئات او الجهات المعروفة، فما نملكه هو عبارة عن رشاشات وأسلحة خفيفة، وأريد تسليط الضوء على مسألة مهمة، وهي أن الشعب لم يعتد على الجيش، فأهل مصراتة لم يخرجوا منها للزحف نحو طرابلس ومقاتلة السكان الآمنين، من قصف مصراتة هو القذافي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجبل الأخضر، وأريد التنويه بموضوع إنقلاب أهل الجنوب في سدهة ومرزق على نظام القذافي بعدما كانوا موالين لهquot;.

ملف موسى الصدر سيكشف الغطاء عنه قريباً

يجيب على أسئلة الصحافة

في إستيضاح من quot;إيلافquot; حول ملف اللبناني الليبي، ولا سيما في ما يتعلّق بمسألة خطف الإمام quot;موسى الصدرquot;، أكّد شمام أن العلاقة مع لبنان ممتازة، وليس هناك أي خلاف مع أي جهة سياسية أو دينية معينة.

وعن موضوع الصدر أجاب quot;ننظر إلى الإمام موسى الصدر كشخص ليبي، ونحن مع متابعة قضيته، فهو قد جاء إلى ليبيا ليحصل على الدعم منها، ولكن القذافي غدر به وخطفه، ولا أحد يعلم مصيره حتى الآن سوى القذافيquot;.

ثم أردف قائلاً quot;لدى القذافي صندوق أسود كبير، يوم يقعهذا الظالم في يد العدالة، ويفتح الصندوق، سيكشف عن أمور وقضايا وفضائح كانت مطمورة طيلة 40 عاماًquot;.

وأكّد في إجابته عن سؤال لـquot;إيلافquot; حول إمكانية زيارته مسؤولين ومعنيين لبنانيين، بأن لا وقت لديه للقيام بمثل تلك الزيارات، فهو سيغادر يوم غد، وأن هدف الزيارة إلى لبنان كان للقاء الأعضاء والمسؤولين في مركز quot;كارينغيquot; (مكتب بيروت)، وأن المسؤولين في المجلس إستغلوا وجوده في لبنان ودعوه إلى القاء ندوة حول الوضع الليبي.