يجري الزعيم الليبي معمّر القذافي إتصالات غير مباشرة مع الثوار بهدف التوصل إلى حل وسط يضمن له مخرجاً نظيفاً، وسط حديث عن تلميحات باستعداده الإنتقال إلى مدينة سرت مع ضمان حياة كريمة له وعدم ملاحقته قضائياً.


الثوار يحققون تقدماً على الجبهة الغربية

طرابلس:فيما يزداد الخناق على الزعيم الليبي معمر القذافي بسبب إستمرار ضربات حلف شمال الأطلسي وتقدم الثوار غرباً باتجاه العاصمة طرابلس، تتحدث العديد من التقارير عن إشارات يرسلها العقيد للثوار والناتو تهدف إلى تطوير المبادرة الأفريقية، والتي بموجبها يتم إجراء انتخابات تحت إشراف دولي لضمان انتقال السلطة لمن يختاره الشعب، هذا فيما يتحدث العديد من الوزراء والمسؤولين المنشقين عن النظام عن أن الزعيم الليبي لم يعد امامه الكثير من الخيارات وهو يبحث عن مخرج نظيف.

وبحسب المعيطاتالتي يجري تناقلهاافإن مباحثات اجراها بشير صالح، مدير مكتب القذافي مع اعضاء من المجلس الإنتقالي خلال الأسابيع الماضية، ونقلت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; عن مصادر ليبية قولها إن مبعوث الزعيم الليبي تحدث خلال احد الإجتماعات إن القذافي قد يفكر لاحقاً إلى الانتقال إلى مسقط رأسه في سرت، مع ضمان عدم ملاحقته وتوفير حياة كريمة له.

وأكد الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض محمود شمام في وقت سابق ان محادثات غير مباشرة بين الحكومة الليبية والمعارضة تجري في باريس وجنوب أفريقيا، معلنا قبول المعارضة لانسحاب العقيد معمر القذافي إلى أي مكان بعيد داخل الأراضي الليبية. وقال الناطق باسم المجلس، ومقره بنغازي في مقابلة مع صحيفة laquo;لو فيغاروraquo; الفرنسية نُشرت في عددها الصادر أمس: laquo;نعم، هناك اتصال في الوقت الحالي عبر وسطاء. ولكن هذه المفاوضات ليست مباشرةraquo;.

يأتي ذلك فيما رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس إلى دور اوروبا في الحرب في ليبيا، قائلاً ان حلفاء واشنطن quot;يؤدون المهمةquot;.

يأتي هذا الجدل كأحدث مؤشر على تصاعد التوتر بين الحلفاء في حلف شمال الاطلسي بشأن حملتهم العسكرية الرامية إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمّر القذافي، حيث رفضت بريطانيا وفرنسا ودول اخرى دعوة ايطاليا في الاسبوع الماضي إلى وقف العمليات العسكرية للسماح بتقديم المساعدات الانسانية.

تفجر هذا الجدل في الوقت الذي صوّت فيه مجلس النواب الاميركي برفض قرار يؤيد المشاركة الاميركية في المهمة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في ليبيا بغالبية 295 صوتًا مقابل 123، فيما يتماشى إلى حد كبير مع حجم الكتل الحزبية في المجلس.

وغضب المجلس بسبب عدم سعي أوباما إلى الحصول على موافقة الكونغرس على العمل العسكري في ليبيا.

وقال ساركوزي في قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل quot;كان من غير الملائم أن يقول السيد جيتس هذا.. والاكثر من هذا أنه خطأ محض بالنظر الى ما يحدث في ليبيا.

quot;هناك بالتأكيد لحظات أخرى سابقة كان يمكنه أن يقول فيها هذا .. لكن ليس في الوقت الذي تولى فيه الاوروبيون زمام القضية الليبية بشجاع،ة ولا في الوقت الذي تؤدي فيه فرنسا وبريطانيا مع حلفائهما المهمة الى حد كبيرquot;.

في هذه الأثناء، قالت مصادر ملاحية مصرية ان حاملة الطائرات الأميركية laquo;يو أس أس انتربرايزraquo; عبرت أمس قناة السويس آتية من البحر الأحمر في طريقها إلى البحر المتوسط.

وقال مصدر ملاحي ان السفينة، التي تعتبر أكبر حاملة طائرات في العالم، رافقتها مدمرة وسفينة إمداد. وأضاف ان سلطات الأمن المصرية قامت بفرض حراسة أمنية مشددة على جانبي ضفتي القناة لتأمين السفينة الأميركية التي تبلغ حمولتها 60 طائرة ووزنها نحو 93 ألف طن.

ومن المرجح أن تكون حاملة الطائرات الأميركية في طريقها إلى السواحل الليبية للمشاركة في ضربات حلف الناتو ضد العقيد معمر القذافي.