بكين: قال الرئيس الصيني، هو جينتاو، إن مكافحة الفساد مهمة مصيرية للحزب الشيوعي الحاكم في البلاد منذ عقود، quot;لضمان استمراره،quot; مضيفاً، في خطاب ألقاه الجمعة على هامش الاحتفال بمرور 90 سنة على تأسيس الحزب، أن مستقبل الصين يعتمد على مواصلة الإصلاح والانفتاح الاقتصادي.
وقال جينتاو إن الحزب الشيوعي الصيني حقق ثلاث منجزات كبرى، وهي تحقيق quot;ثورة ديمقراطية جديدة والفوز بالاستقلال وتحرير الشعب،quot; إلى جانب إتمام الثورة الاشتراكية، وتنفيذ الحزب لثورة جديدة كبرى في الإصلاح والانفتاح وإبداع ودعم و تنمية الاشتراكية بسمات الخصائص الصينية quot;

ورأى الرئيس الصيني أن ما وصفه بـquot;طريق الاشتراكية بخصائص صينيةquot; هو الطريق الوحيد للصين لتحقيق الحداثة وتوفير حياة كريمة للشعب،quot; ودافع عن النظريات الماركسية الأساسية التي يعتمدها الحزب القول إنها quot;حقيقة لا تقبل الجدل.quot;
وتابع جينتاو، الذي يحتل في الوقت عينه منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي، محذراً من أن الابتعاد عن الشعب يشكل quot;أعظم خطرquot; على الحزب الحاكم، ودعا أعضاء الحزب وقادته إلى التقرب من الناس والتذكر بأن الجميع متساوون أمام القانون، في إشارة محتملة إلى قضايا الفساد والسوء استغلال النفوذ التي تنتشر بالبلاد.

وتعهد الرئيس الصيني في خطابه الذي استمر لقرابة الساعة، بأن يكثف الحزب من جهوده في مكافحة الفساد، وقال إن ذلك quot;يعد أمرا حاسما في كسب التأييد الشعبي للحزب وضمان بقائه،quot;ورأى أن بلاده حالياً quot;أكبر دولة نامية في العالم،quot; مشيراً إلى أن التنمية quot;ما زالت الحل الرئيسي لكل مشاكل البلاد.quot;
وتعتبر ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي من بين أبرز المناسبات الرسمية الصينية، وقد حضر الحفل أكثر من ستة آلاف مدعو من المسؤولين الحزبيين والسياسيين في الصين وخارجها.

وتعتبر مشكل الفساد من بين أكبر المعضلات التي تعترض النظام الصيني وحزبه الحاكم، وتشير الأرقام إلى أن قرارات اللجنة المركزية التأديبية في الحزب عاقبت أكثر من 146 ألف عضو بتهم على صلة بالفساد، وخضع 5373 منهم لمحاكمات جنائية.
ولدى الحزب الشيوعي الصيني 80 مليون عضو، أو ما يعادل 16 في المائة من عدد سكان البلاد، ما يجعله أكبر حزب حاكم بالعالم من حيث الحجم، ويشكل الشباب دون 35 سنة من العمر ما نسبته 24.3 في المائة من أعضاء الحزب، بينما يحمل 37 في المائة منهم شهادات ثانوية وجامعية.