متظاهرون يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل

قضى ميدان التحرير ليلة ساخنة امس لم تهدأ فيها الهتافات المناهضة لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف والمجلس العسكري الذي يتولى إدارة شؤون البلاد فيما توقع عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق في إفادة لـquot;إيلافquot; خروج رد من المجلس العسكري اليوم.



في ظهوره الثاني خلال 48 ساعة فشل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في تهدئة الوضع في ميدان التحرير الذي لا يزال الالاف من المصريين معتصمين فيه منذ يوم الجمعة الماضية للمطالبة باستكمال مطالب الثورة وسرعة تحقيقها، وذلك رغم تعهد شرف بتنفيذ مطالب الثوار وإجراء تعديل وزراي الأسبوع المقبل وحركة جديدة للمحافظين.

وجاء بيان شرف في وقت كان يتوقع فيه المعتصمون الإعلان عن التغيير الوزاري بالفعل وحركة المحافظين لاسيما وان شرف توجه إلى المجلس العسكري قبل ساعات قليلة من القاء البيان وقالت وسائل الإعلام المصرية انه ذهب ليعتمد اسماء الوزراء الجدد في حكومته من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري.
ورفض متظاهرو ميدان التحرير كلمة شرف مؤكدين انها جاءت مخيبة للامال مستنكرين في الوقت نفسه استمرارهم في الاعتصام وتأخر المسؤولين في الرد عليهم والاستجابة إلى مطالبهم ووصل إلى الميدان في الساعات الاولى من صباح اليوم المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة حمدين صباحي والمرشحة بثينة كامل وشاركا المعتصمين في قضاء الليل والهتاف معهم.

وانتقد حمدين صباحي في حديثه إلى المعتصمين المجلس العسكري وقرارات الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء مؤكدا على ان استجابتهم للمطالب جاءت متأخرة وغير ملبية لطموحات الثوار الذين كانوا يريدون منهم المزيد من القرارات الحاسمة.

وأشار إلى تأييده للاعتصام في ميدان التحرير مشددا على ان الشعبب هو صانع قراره ومن حقه الاعتراض على القرارات التي جاءت دون مستوى طموحاته.
إلى ذلك، طالب عدد محدود من المعتصمين في ميدان التحرير بعزل المجلس العسكري وتشكيل مجلس رئاسي مدني يضم كل من السيد نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية السابق والدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير والرائد أحمد شومان الضابط بالقوات المسلحة والذي سبق وان أعلن تأييده للثورة قبل تنحي مبارك بأيام والمستشار المحمدي قنصوة والوزير السابق منصور حسن وذلك لتولي إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية وحتى تسليم إدارة شؤون البلاد إلى رئيس وبرلمان منتخب في انتخابات نزيهة يكفل فيها المشاركة لكافة التيارات السياسية.

وينتظر ميدان التحرير ما أطلق عليه مليونية الإرادة والتحدي الساعة الخامسة مساء اليوم بالتوقيت المحلي بعد انتهاء مواعيد العمل، فيما قرر المعتصمون في ميدان التحرير فتح مكاتب الصحة بمجمع التحرير بدءا اليوم لظروف إنسانية تتعلق بإنهاء إجراءات عشرات المرضى الذين تعرضت أوراقهم للتوقف جراء إغلاق المجمع بشكل كامل من قبل المعتصمين بدءا من الأحد الماضي، فيما يتواصل اغلاق باقي المجمع على ان يتم فتحه يومي الاربعاء والخميس فحسب، بينما واصل عدد محدود من المعتصمين اضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي.
وشهد مقر مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى الذين لا يبعدوا عن ميدان التحرير سوى عشرات الامتار إجراءات أمنية مكثفة من قبل رجال القوات المسلحة لتأمينهم بشكل كامل تجنبا لوقوع اي محاولات لاقتحامهم في حال تطور الأوضاع إلى الاسوء لاسيما في ظل توافد المئات إلى الميدان وازدياد اعداد المعتصمين في الميدان عن الايام الماضية، فيما تم تكثيف الحراسة ايضا على مقر وزارة الداخلية القريب من الميدان.

وأصدرت 19 حركة وحزبا سياسيا مشاركا في الاعتصام من أبرزهم الجمعية الوطنية للتغيير وحزب العدل بيانا صباح اليوم حصلت إيلاف على نسخة منه طالبوا فيه بالحفاظ على سلمية ثورة 25 يناير مؤكدين على ان السلمية هي الضامن لوصول الثورة إلى بر الأمان وتحقيق أهدافها كاملة .

وأشار البيان إلى ان اتفاق الثوار على وسائل الاحتجاج السلمي ومن بينها الإضراب عن الطعام والعصيان المدني أمر مهم وفعال لإجبار السلطة على تلبية كل مطالب الثوار لافتا في الوقت نفسه إلى ان هذه الوسائل السلمية تحتاج إلى تنظيم وترتيب حتى تكون فعالة ومؤثرة.

وأعلنت حركة شباب 6 ابريل عن استمرارها في الاعتصام لحين الاستجابة إلى باقي المطالب التي لم يتحدث عنها شرف في خطابه ومنها منع قيادات الحزب الوطني واعضائه الذين نجحوا في الانتخابات المزورة الاخيرة من المشاركة في الحياة الساسية لمدة 5 سنوات على الاقل وعدم السماح لهم بالترشح في الانتخابات المقبلة.
وقال محمد عادل المتحدث باسم الحركة في إفادة لـquot;إيلافquot; ان خطاب الدكتور عصام شرف استجاب لبعض المطالب ولم يستجب إلى المطالب الاخرى ومنها بينها تطهير الاعلام والقضاء من المتعاونين مع النظام السابق مشيرا إلى ان شباب الحركة مستمرين في الاعتصام لانه لا يصح ان يتم الاستجابة إلى بعض المطالب والمطالب الاخرى يتم تجاهلها على الرغم من مشروعيتها.

عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق قال في إفادة موجزة لـquot;إيلافquot; انه يتوقع ان يقوم المجلس العسكري بالرد على مطالب الثوار اليوم من خلال بيان يتم توجيه للشعب المصري مشيرا إلى ان المجلس سيكون له رد يهدأ من الأوضاع الحالية.

من جهته اوضح الخبير السياسي الدكتور اسماعيل عبد الفتاح ان حكومة الدكتور عصام شرف وقعت في خطأ حين حاولت الاستجابة إلى بعض المطالب وتجاهل المطالب الاخرى لاسيما وان هذا التصرف يعني ان الحكومة ستعمل على تفتيت القوى الثورية بين مؤيد لتنفيذ جزء منها ومتمسك بتنفيذها جميعا خاصة في ظل رفض التيارات السياسية الإسلامية للاعتصام في الميدان مشيرا إلى ان هذا التصرف يعتبر مناورة سياسية لم يكن يتوقع ان تقوم بها حكومة جاء رئيسها من ميدان التحرير.
عبد الفتاح أكد على ان تشكيل جبهة من كافة القوى السياسية تقوم بالتنسيق بينهم ويكون لها رد موحد على قرارات او إجراءات تقوم بها الحكومة سيكون الحل الوحيد لاستمرار المعتصمين في الميدان كيد واحدة للضغط من أجل تنفيذ باقي مطالب الثورة.

ونوه إلى ان التيارات الإسلامية التي ترفض المشاركة في الاعتصام وتؤيد قرارات المجلس العسكري ومجلس الوزراء قد يكون له دور في تعميق حالة من الخلاف السياسي حال انشقاق بعض القوى السياسية المعتصمة في ميدان التحرير من خلال محاولة التنسيق معها وهو ما يهدد البلاد بالدخول في نفق مظلم من الخلافات السياسية في الفترة الحالية ومن ثم يجب ان تكون قرارات القوى الثورة قرارات بالأغلبية وليست قرارات فردية.