اللقاء التشاوري حول الحوار الوطنيالذي قاطعته المعارضة السوريةفي دمشق

اختتم المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني في سوريا أعماله ببيان ختامي تضمن توصيات أهمها أن المؤتمر لن يكون بديلا عن الحوار وضرورة إقرار مبادئ التسامح ورفض الإعتداء على الآخر داخل المجتمع السوري والمناداة بالإفراج عن المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة.


دمشق: أصدر اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار الوطني بيانا في ختام جلساته اليوم الثلاثاء أكد فيه أن quot;الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سورياquot;، مضيفا أن quot;الاستقرار في البلاد ضرورة وطنية عليا وضمانة لتعميق الإصلاحاتquot;.

وطالب المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني في العاصمة السورية باحترام حرية الرأي وإنشاء مجلس أعلى لحقوق الإنسان في سوريا والتأكيد على أن المعارضة تشكل جزءا لا يتجزأ من نسيج الحياة السياسية في البلاد.

وأكد المؤتمر ضرورة احترام هيبة الدولة والإقرار بأن سوريا وطن للجميع ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإعلاء سيادة القانون ومكافحة الفساد والتأكيد على الثوابت العربية والعزم على تحرير الجولان ومناقشة قانون الإعلام. وحول المادة الثامنة من الدستور والتي تقول إن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع توصل مؤتمر الحوار إلى توصية بتشكيل لجنة جديدة لمراجعة دراسة تعديل شامل لمواد الدستور السوري.

وحرص المشاركون في البيان الختامي الذي نشر بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات التحضيرية التي اقيمت برعاية النظام على quot;ابقاء الاتصالات مع الأطراف والشخصيات الاجتماعية والقوى السياسية السورية داخل الوطن وخارجه كافة للتحضير المشترك لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد فور اكمال هذه الاتصالات وبالسرعة الكليةquot; على ما نقلت وكالة سانا الرسمية للانباء.

وشارك عناصر في حزب البعث الحاكم منذ 1963 وشخصيات مستقلة وممثلون عن المجتمع المدني في اللقاء التشاوري الذي قاطعته المعارضة السورية. واكد المشاركون quot;ان الحوار هو الطريق الوحيد الذي يوصل البلاد الى إنهاء الأزمةquot; في اشارة الى حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي يواجهها نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ 15 اذار/مارس.

ودعوا الى quot;الافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأيquot; كما اوصوا quot;بإطلاق سراح جميع الموقوفين خلال الاحداث الاخيرة ممن لم تثبت ادانتهم امام السلطات القضائيةquot;. وتابع نص البيان quot;ان المعارضة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوريquot;. وطالب المشاركون باقامة quot;دولة الحق والقانون والعدالة والمواطنة والتعددية والديمقراطيةquot;.

وبدأ اللقاء الاحد برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع ومشاركة حوالى 200 شخص. وادى القمع منذ انطلاق الاحتجاجات في البلاد في 15 اذار/مارس الى مقتل اكثر من 1300 مدني فيما اعتقلت قوى الامن اكثر من 12 الف شخص بحسب منظمات غير حكومية.

quot;دليل على تدخل أميركا السافرquot; في سوريا

في أول رد فعل رسمي سوري على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية التي قالت فيها ان الرئيس السوري فقد شرعيته استنكر مصدر سوري مسؤول في بيان وزعته الخارجية السورية هذه التصريحات ووصفها بالتحريضية.

وقال البيان ان سوريا quot;تستنكر بقوة التصريحات التي ادلت بها بالامس وزيرة الخارجية الاميركية وتؤكد ان هذه التصريحات انما تشكل دليلا اضافيا على تدخل الولايات المتحدة السافر في الشؤون الداخلية السوريةquot;.

واضاف البيان ان تلك التصريحات quot;فعل تحريضي هادف لاستمرار التأزم الداخلي لأهداف لا تخدم مصلحة الشعب السوري ولا طموحاته المشروعةquot;. وتابع ان سوريا quot;تؤكد ان شرعية قيادتها السياسية لا تستند الى الولايات المتحدة الاميركية او غيرها وتنطلق حصرا من ارادة الشعب السوري الذي يعبر وبشكل يومي عن دعمه وتأييده لقيادته السياسية وللاصلاحات الجذرية التي طرحتها على التدارس والحوارquot;.

واكد البيان ان quot;العلاقات بين الدول تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ولذلك فان سوريا تتوقع التزام الولايات المتحدة ومبعوثيها بهذا المبدأ والامتناع عن أية تصرفات من شأنها استفزاز مشاعر السوريين واعتزازهم باستقلالهم الوطنيquot;.

واعتبرت هيلاري كلينتون الاثنين لاول مرة بعد اربعة اشهر من اندلاع اعمال العنف في سوريا، ان الرئيس بشار الاسد quot;فقد شرعيتهquot; وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي quot;لقد فقد شرعيته، وأخفق في الوفاء بوعوده، وانه بحث عن مساعدة ايران على (...) قمع شعبه وقبلهاquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد عقبت على الهجوم على السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق، الاثنين، بأقوى تصريحات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، قائلة إن الرئيس السوري فقد شرعيته وأنه quot;ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنهquot; والولايات المتحدة لم تستثمر فيه ليبقى رئيسا.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة لم تقدم أي دعم سواء أكان عاماً أم خاصاً، للرئيس الأسد، وأضافت: quot;الرئيس الأسد ليس شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه، ونحن ليس لدينا أي شيء على الإطلاق للاستثمار في بقائه في السلطة.quot;

وأضافت كلينتون أن الأسد فشل في تحقيق وعوده وأنه سعى إلى الحصول على مساعدة من الإيرانيين في قمع شعبه وهو ما حصل بالفعل، داعية المجتمع الدولي إلى الإعلان بوضوح عن موقفها كما فعلت الولايات المتحدة. وقالت إذا كان النظام السوري، والرئيس الأسد، يعتقدان أن الولايات المتحدة تأمل سراً بأن ينجو النظام من هذه الفوضى، ليواصل وحشيته وعمليات القمع فإنهما مخطئان.

وأدانت كلينتون، في تصريحات للصحافيين الاثنين quot;بقوةquot; إخفاق قوات الأمن السورية في حماية السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق من المحتجين الغاضبين الذين حاولوا اقتحامهما مساء الاثنين. وقالت كلينتون إن إدارة الرئيس باراك أوباما، أبلغت الحكومة السورية مباشرة، بعد الاعتداء على السفارتين، بأن عليها أن تفي بالتزاماتها الدولية فوراَ في ما يتعلق بحماية السفارات المعنية.

ومن جانبه نفى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في تصريح خاص لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن يكون أي اقتحام قد حصل للسفارتين الأميركية والفرنسية في العاصمة السورية. وقال الشرع إن quot;أمن السفارات في سورية مسؤولية سورية وإن السلطات السورية لا تسمح بانتهاك أية سفارة أو حصانات دبلوماسية على أراضيهاquot;.

ويأتي تصريح الشرع بعدما قامت حشود من المؤيدين للحكومة بتسلق أسوار السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق يوم أمس الاثنين في محاولة لاقتحامها ما أدى إلى اشتباكات ووقوع جرحى بين المحتجين وحراس السفارات.