أصيب 17 شخصا على الأقل، بينهم تسعة صحافيين وسبعة من رجال الامن الجمعة خلال فض قوات الدرك الاردني اشتباكا بين معتصمين مطالبين بالاصلاح وموالين للحكومة. وكانت سخونة الاجواء فرضت حالة من التجاذب السياسي في الداخل الاردني وحالة من الترقب لدى الشارع الذي بات يشعر بتهديد امنه واستقراره.


معتصمون يطالبون بالاصلاح في عمّان- ارشيف

إستخدمت قوات الدرك الأردنية الهراوات لفضّ اشتباك بين معتصمين مطالبين بالإصلاح وموالين للحكومة على مدخل quot;ساحة النخيلquot;، التابعة لساحات أمانة عمّان (وسط عمّان)، ما أدّى الى إصابة تسعة صحافيين بينهم مصور وكالة فرانس برس اضافة الى ناشطة من حزب جبهة العمل الاسلامي.

واعلنت مديرية الأمشن العام في بيان ان quot;سبعة من رجال الامن العام أصيبوا اليوم الجمعة، من بينهم اثنان تعرضا للطعنquot;.

ونقل البيان عن المقدم محمد الخطيب الناطق الاعلامي باسم المديرية قوله إن quot;الشرطيين تم طعنهما بآلة حادة من قبل مجهولين أثناء أدائهم واجبهم الأمني في حماية المشاركين في المسيرة وسط العاصمةquot;.

وأضاف أن quot;عناصر الامن تدخلت لفض اشتباك بين متظاهرين لهما وجهتا نظر مختلفة حيال الاحداث الجارية، الامر الذي نتج منه تدافع بين مشاركين في التظاهرتين ونتج منه اصابات من بينهم صحافيونquot;.

من جانبه، قال مصور وكالة فرانس برس quot;تعرضنا للضرب من قبل الأمن، رغم أننا كنا نرتدي سترات تميزنا، كنت اعتقد اننا نحتمي بهم مبتعدين عن الاشتباكquot;.

وصرخ شرطي بوجه المصورين الصحافيين quot;ممنوع التصويرquot;، بينما تعرض مراسل quot;نيويورك تايمزquot; كريم فهيم للضرب من قبل عشرة من رجال الأمن أثناء التصوير، حسبما أفاد.

وطلب نقيب الصحافيين طارق المومني من الصحافيين في الموقع خلع ستراتهم الخاصة بالإعلاميين والتي وزعت من قبل الأمن صباح الجمعة احتجاجًا على تعرض إعلاميين للضرب.

وكان نحو ألفي شخص شاركوا في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمّان الى ساحة امانة عمان للمطالبة بالإصلاح قبل أن تندلع اشتباكات بين مجموعات شبابية كانت تنوي تنفيذ اعتصام مفتوح في الساحة وبين موالين للحكومة.

وحمل المشاركون في المسيرة عقب صلاة الجمعة لافتات كتب عليها quot;نعم للاصلاح الذي يصنع المستقبل للاجيالquot; وquot;نطالب باصلاحات سياسية اقتصادية واجتماعيةquot; وquot;يا اردن سير سير، للاصلاح والتغييرquot;.

وهتف هؤلاء quot;يا حكام يا حكام بدنا اصلاح النظامquot; وquot;سلمية سلمية حتى ننال الحريةquot; وquot;بالروح بالدم نفديك يا اردنquot;.

وعقب الاشتباك، نفذ نحو 300 شخص اعتصاما في quot;ساحة النخيلquot; مطالبين بالاصلاح وسط وجود امني كثيف. وحمل هؤلاء لافتات كتب عليها quot;عاشت الديمقراطية الاردنية برلمانا مزورًا وحكومة غير منتخبة ومجلس اعيان معيناquot; وquot;نريد أردنا خاليا من الفسادquot;.

وهتفوا quot;الشعب يريد اسقاط الحكومةquot; وquot;الشعب يريد إسقاط البرلمانquot;. كما تظاهر المئات في كل من الطفيلة والكرك ومعان (جنوب) وجرش واربد (الشمال) مطالبين بالاصلاح ومكافحة الفساد. ولم تسجل اي حوادث في تلك المدن.

وكانت الاجهزة الحكومية المختلفة اعلنت حالة الاستنفار الامني والطوارئ منذ مساء الخميس ووضعت الخطة الامنية للتعامل مع احداث الاعتصاموكل السيناريوهات المتوقعةمن اجل المحافظة على الامن والاستقرار.

من جانبها، أرسلت الحكومة الاردنية اشارات الى أنها لن تسمح ببناء خيم في الساحات العامة بما يسمى بالاعتصام المفتوح.

ولعل الطابع الاستثنائي هو أن حركة 15 تموز إحدى الحركات الشبابيةكانت وراء خلق حالة التجاذب السياسي التي تعصف بالداخل الاردني.

وفي التفاصيل عن الحركة يقول عضو المكتب التنفيذي للحركة السياسية الشعبية للاصلاح عمر ابو رصاع لـ quot;ايلافquot; إن quot;اعتصام 15 تموز هدفه انتزاع اعتراف من النظام السياسي بالمعارضة السياسية الاردنية وجعلها شريكًا اساسيًا في عناوين الاصلاح، خصوصًا الملكية الدستوريةquot;.

واضاف: quot;اذا كان النظام السياسي حريصًا على شراكة حقيقية، فعلى القوى السياسية من الموالاة والمعارضة ايجاد الشراكة الوطنية للحفاط على الاردن الديمقراطي والمدنيquot;.

ورغم محاولة الدولة الاردنية إشراك قوى المعارضة في لجان الحوار، لكن الاخيرة تؤكد وعلى لسان ابو رصاع انها لا تزال على هامش النظام السياسي وتعاني الاقصاء والقمع. وثمة إصرار غريب لدى هذه القوى والحركة على الالتقاء والتقاطع مع اي قوى في الداخل الاردني يتعارض مع طرحها الاساسي وهو الملكية الدستورية وفق ابو رصاع.

في الوقت عينه علت اصوات الموالاة في الداخل الاردني ترفض بدورهاتقييد صلاحيات الملك ما ينذر ان حالة التجاذب بين هذه القوى سوف تأخذ الاردن الى منحى فتنة داخلية، خصوصًا ان العديد من جماعات الحراك الشعبي ستحاول الاحتكاك مع قوى المعارضة.

غير ان ابو رصاع يقول إن الشارع يتسع للجميع، ومن يجر البلاد الى الفتنة هي اجهزة الدولة التي في يوم جمعة 15 تموز في حال إصرارها على عدمطرح مبادرات سياسية حقيقة، وأكد ان الحركة ستمضي في اعتصامها المفتوح الذي حدد في ساحة في وسط العاصمة عمّان المعروفة بساحة النخيل.

وحول تنامي المخاوف لدى اوساط النخب واركان الدولة بطرح شعارات تمس بالنظام، اكد ابو رصاع ان سقف شعاراتنا واضح وهو لغاية هذه الايام إصلاح النظام، لكن اذ تطورت الامور لم يستعبد طرح شعار الثورات العربية.

وينطلق إعتصام 15 تموز تحت مظلة قوى سياسية وجبهة وطنية تضم العديد من القوى السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية التي تطالب بإصلاح النظام وفق ابو رصاع.

وحول تطورات الاعتصام، اكد quot;ان قرار البقاء في الساحة quot;اعتصام مفتوحquot; يعتمد على آلية التعامل مع المعتصمين ومدى تجاوب الحكومة مع مطالب الحراك خصوصًا ان quot;المئات من الناشطين السياسيين المطالبين بالإصلاح من مختلف محافظات المملكة سيتوجهون الى ساحة النخيل للمشاركة في الاعتصامquot;.

بيد أن الاجهزة الامنية من جانبها وضعت خطة امنية لاعتصام الجمعة الذي اثار قلقًا ورعبًا عند الاوساط الرسمية والشعبية.

وحسب مصادر أمنية، كشف بعض ملامح الخطة الامنية ان الوجود الامني سيكون في العديد من المواقع تحسبًا لاي عناصر مفاجئة، وكذلك هناك منع لأي قوى اخرى للاقتراب من قوى 15 تموز منعًا لاحتكاك تم عبر مسح امني لضمان عدماحتكاك او وقوع قتلى منعت مديرية الامن العام افرادها حمل اسلحة لاطلاق العيارات النارية.

واشار المصدر الى ان القوى الامنية دورها المحافظة وحماية المعتصمين، وان تعليمات صدرت لهم في حال تطور الامر سيتم السيطرة واخلاء الموقعوالاكتفاء باستخدام العصى وقنابل مسيلة للدموع.

يذكر ان اعتصام الخامس عشر من تموز في الاردن يعكس حدة الاستقطاب والتشابك ويخلق لحظة سياسية تحدد معالمها اليوم بمجريات الاعتصام والاحداث التي قد تنجم منه.