كشفت مؤسسة أبحاث بريطانية مختصة بالشؤون الأمنية أن كوريا الشمالية وايران تنفذان برامج تسلحية هدفها بناء صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رأس نووية، في وقت أكد مراقبون أن المعلومات تشير إلى تصعيد مقلق يهدد الأمن الدولي.


التعاون العسكري بينايران وكوريا الشماليةيثير مخاوف العالم

قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن البرامج التسلحية التي تنفذها كوريا الشمالية تستخدم الآن تكنولوجيا مصدرها إيران. وبالمقابل تقدم بيونغيانغ تكنولوجيا إلى برنامج إيران النووي يتيح زيادة إنتاجه من اليورانيوم المخصب.

وقال مراقبون إن هذه المعلومات تشير إلى تصعيد مقلق في سباق دولتين تعتبران الآن اكبر تهديد للأمن الدولي على امتلاك تكنولوجيا عسكرية نووية.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبير بانتشار الأسلحة في المعهد مارك فيزباتريك قوله إن كوريا الشمالية متقدمة تكنولوجيا على إيران في تصنيع المعدات النووية. وهي كانت قادرة على انتاج فولاذ ذي صلابة عالية لم تتمكن إيران من تصنيعه. واعتمدت إيران بدلاً من هذا الفولاذ على الياف الكاربون التي لا تتوفر فيها المتانة الموثوقة نفسها.

وقال فيزباتريك إن ما كان في السابق شارعاً باتجاه واحد من المبيعات الكورية الشمالية إلى إيران اصبح الآن شارعا باتجاهين. وأشار إلى أن كوريا الشمالية ربما كانت مكتفية ذاتيًا من حيث تخصيب اليورانيوم وهناك مجالات لا تستطيع إيران ان تنتج فيها المعدات التي تستطيع أن تنتجها كوريا الشمالية.

وابدى خبراء استغرابهم من تفوق كوريا الشمالية النسبي على إيران في تخصيب اليورانيوم. فان إيران تعمل منذ 20 عامًا على تصنيع أجهزة طرد متقدمة لتخصيب اليورانيوم بهدف استخدامه لأغراض عسكرية. ولكن كوريا الشمالية تمكنت من تحقيق الاختراق بانتاج آلات متطورة لم تتمكن إيران من تصنيعها.

وابدى خبراء في الشؤون الدفاعية اتفاقهم مع المخاوف التي نبه إليها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وقال بروس بينيت كبير المحللين في مؤسسة راند الاميركية للأبحاث إن كوريا الشمالية تقدم مساعدة لإيران في مجال التكنولوجيا الصاروخية واجهزة الإطلاق التي تُستخدم في التجارب النووية في حين أن إيران لم تلج هذا المضمار إلا مؤخراً.

وتعتبر التكنولوجيا العسكرية التي تملكها كوريا الشمالية مصدرها الرئيس للعملة الصعبة وزودت بيونغيانغ إيران وسوريا وبورما وليبيا بأحدث المعدات التي انتجتها تكنولوجيتها التسلحية.

وقال الخبير فيزباتريك إن كوريا الشمالية لم تتمكن من تطوير اسلحة دمار شامل من كل صنف فحسب، بل أبدت استعدادًا لبيع هذه الأسلحة مع صواريخها واسلحتها التقليدية الى دول اخرى قادرة على الدفع.

ولاحظ تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجيةأن إيران تمكنت على ما يبدو من تطوير نسخ متقدمة من صاروخ نو ـ دونغ الكوري الشمالي بعيد المدى. وظهرت في الاستعراضات العسكرية التي بثها التلفزيون الكوري الشمالي مؤخرًا صواريخ من طراز نو ـ دونغ 2 لها مقدمة مخروطية مماثلة لمقدمة الصاروخ الايراني قادر ـ 1. وكانت المقدمة المخروطية لصاروخ قادر ـ 1 في اساس المخاوف الدولية من محاولات إيران تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وتعتمد القيادة الكورية الشمالية بصورة متزايدة على ترسانتها العسكرية وقدراتها النووية لتأمين مستقبلها. وفي هذا الشأن قال كبير المحللين بروس بينيت من مؤسسة راند للأبحاث إن كوريا الشمالية دولة فاشلة واقتصادها هزيل، وهي عاجزة عن انتاج ما يكفي لإطعام شعبها، ولديها مشكلة لاجئين مع مواطنيها الذين يحاولون الفرار الى الصين كل ذلك في وقت تحاول الانتقال إلى عملية توريث جديدة. وأضاف بينيت أن كوريا الشمالية دولة خطرة قادرة على الإقدام على مجازفات.

وحذر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية من تجاهل إمكانية انهيار النظام وتداعياته الخطرة. ويتمثل السيناريو الأكثر تفاؤلاً في هذه الحالة بتحرك الصين واعلانها النظام الكوري الشمالي محمية صينية ثم الشروع باجراء اصلاحات على الطريقة الصينية. وستكون النتيجة المثلى لمثل هذا السيناريو المتفائل ان تدبر بكين اعادة توحيد شطري كوريا في نهاية المطاف.