تاريخ النشر: الجمعة 29 يوليو 2011 - 6.00 غرينتش
آخر تحديث: الجمعة 29 يوليو 2011 - 16.30 غرينتش


قتل أربعة أشخاص وجرح آخرون عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدن سورية عدة في جمعة quot;صمتكم يقتلناquot;، بينما اعلنت دمشق ان quot;مجموعات تخريبيةquot; فجرت أنبوبا لنقل النفط بعبوة ناسفة بالقرب من مدينة حمص.


السوريون يدينون الصمت الداخلي والخارجيّ تجاه جرائم النظام ضدّ المتظاهرين السلميين

دمشق: قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن quot;شابًا قتل في دير الزور برصاص الأمن العسكري الذي أطلق النار على مجموعة من الشباب في طريق عودتهم الى منازلهم بعد انفضاض التظاهرةquot;.

واضاف ان quot;شابًا قتل ايضًا في مدينة القصير (ريف حمص) بينما كان يمر أمام حاجز أمنيquot;.

وكان مدير المرصد اشار الى quot;مقتل شاب وجرح آخرين عندما اطلقت قوات الامن النار بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية (غرب)quot;.

بعيد ذلك اعلن عبد الرحمن ان quot;قوات من الجيش السوري دخلت الى حي قنينص، واطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق اكثر من اربعة الاف شخص تجمعوا اثر مقتل الشابquot;.

من جهتها ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان quot;مسلحين يطلقون النار واصابع الديناميت على قوات حفظ النظام والمدنيين في حي قنينص في اللاذقيةquot;.

واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي لفرانس برس quot;مقتل شاب عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرة في درعا (جنوب)quot; معقل الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.

من جهتها، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى quot;ان مسلحين اطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال (شرق) ما ادى الى استشهاد احد العناصرquot;، مضيفة ان quot;عددًا من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور ومنطقة البوكمالquot;.

واضاف الريحاوي ان quot;قوات الامن اطلقت النار بكثافة على تظاهرة شارك فيها الالاف في حرستا (ريف دمشق) ما اوقع اكثر من 15 جريحا بين المتظاهرين، إضافة الى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص (وسط) لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الامنquot;. واكد quot;اصابة عدد من المتظاهرين بجروحquot;.

واكد مدير المرصد ان quot;اكثر من 500 الف شخص شاركوا الجمعة في التظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماه (وسط)quot; مشيرًا الى ان quot;الشيخ الذي أمّ الصلاة في الساحة دعا الى رحيل النظام الذي يحكم سوريا منذ 41 عامًا، والى نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنيةquot;.

وفي دير الزور، اشار عبد الرحمن الى quot;اربع طائرات تحوم فوق المتظاهرين الذي قدر عددهم بنحو 50 الف شخصquot; عند الظهر.

واضاف عبد الرحمن انه جرى عصر الجمعة تشييع ثلاثة اشخاص قتلوا الخميس برصاص قوات الامن quot;بمشاركة 300 الف شخصquot;.

وكانت هذه المدينة الواقعة في شرق سوريا شهدت الخميس حملة امنية قتل فيها اربعة مدنيين. وذكر مدير المرصد ان quot;قوات الامن التي يفوق عددها اعداد المتظاهرين فرقت بعنف مفرط تظاهرة في بانياس (غرب) وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الاحياء والازقة واقتحمت منازلهمquot;.

واشار عبد الرحمن الى quot;تظاهر نحو ثلاثة الاف شخص في ادلب (شمال غرب) وريفها كما المئات في مدينة سراقب (ريف ادلب) رغم الوجود الامني الكثيفquot;.

وفي ريف دمشق، ذكر الناشط ان quot;نحو خمسة الاف متظاهر خرجوا في عربين ونحو خمسة آلاف في كناكر والمئات في الزبداني هاتفين للشهداء وتظاهرة اخرى في داريا هجم عليها قوات الامن وعناصر من الشبيحة لتفريقهاquot;.

وتحدث ريحاوي عن quot;تظاهرات جرت في احياء عدة من حمص (وسط) رغم الحصار وتقطيع اوصال المدينة وبخاصة في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والانشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان، إضافة الى الرستن (ريف حمص)quot;.

واشار الى ان quot;قوات الامن فرضت حصارًا امنيًا كثيفًا في مدينة انخل في ريف درعا (جنوب) وفرضت حظرًا للتجول بين الساعة العاشرة (7:00 تغ) و15:00 (12:00 تغ)quot;.

ولفت الى انها quot;منعت المصلّين من دون الخمسين من العمر من دخول المسجد واداء الصلاة، كما منعت ادخال الهواتف النقالة، وبخاصة المزودة بكاميرات الى المساجدquot;.

واضاف الريحاوي ان quot;تظاهرات جرت في البوكمال (شرق) والحسكة (شمال شرق) نصرة لدير الزور وفي ريف ادلب كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة واريحا وفي ريف دمشقquot;.

كما جرت تظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الاسود وجديدة عرطوز، إضافة الى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة، حسبما ذكر المصدر نفسه.

وفي المنطقة الشرقية التي يغلب على سكانها الاكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) حسن برو ان quot;تظاهرات جرت في مدن عدةاضطر المشاركون فيها الى فضها بعدما قام متظاهرون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع اعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله اوجلانquot;.

واوضح الناشط لوكالة فرانس برس ان quot;الف شخص تجمعوا في مدينة راس العين الحدودية (شمال) الا ان انصارًا من حزب العمال الكردستاني رفعوا اعلامًا خاصة بهم، ما اضطر المتظاهرين إلى الانسحاب والتجمع في مكان اخرquot;.

وفي القامشلي (شمال شرق) quot;حدث انقسام كذلك في تظاهرة انطلقت من جامع قاسموquot;.

وقال برو ان quot;انصار حزب العمال الكردستاني رفعوا اعلامهم ليضفوا الصبغة الكردية على المسيرة فتوقف المشاركون، ومنهم من احزاب كردية، عن المسير لخلق مسافة تفصلهم عن انصار الحزب الكردستانيquot;.

واشار الى ان quot;الامر تكرر كذلك في تظاهرة جرت في الدرباسية، وشارك فيها نحو الفي شخص غيروا مسارهم نحو جنوب المدينة تفاديا للمشاركة مع انصار حزب العمال الكردستانيquot;.

من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة ان quot;مجموعات تخريبية استهدفت فجر اليوم (الجمعة) بعبوة ناسفة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ (وسط) قرب سد تل حوش، ما ادى الى احداث حفرة بقطر حوالي 15 مترًا وتسرب النفط من الخطquot;.

وقال محافظ حمص غسان عد العال في تصريح بثته الوكالة ان quot;العمل الارهابي عمل تخريبي من الدرجة الاولى، حيث اختار المخربون (...) مكانًا قريبًا من سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية متعمدين إحداث اضرار وخسائر كبيرةquot;.

وهذه الحادثة هي الثانية لانابيب النفط في سوريا هذا الشهر. فقد وقع انفجار مساء 13 تموز/يوليو في انبوب للغاز في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز، بحسب ما اعلن ناشط.

لكن قناة الاخبارية السورية الرسمية قالت حينذاك ان quot;انفجارًا وقع في انبوب نفط شرق سوريا (...) سبّب اضرارا محدودة، ولم يؤد الى اصابات بشريةquot;.

وافادت وكالة سانا من جهة ثانية ان quot;حشودا كبيرة تجمعت في ساحة باب توما في دمشق رفضًا لكل اشكال التخريب التي تقوم بها الجماعات الارهابية المسلحة، وخاصة تفجير خط النفط قرب حمص وتأكيدا على وحدة السوريينquot;.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالي 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.

وتتهم السلطات quot;جماعات ارهابية مسلحةquot; بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.