ما زالت ملابسات اغتيال القائد العسكري للثوار الليبيين اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان من الموالين للعقيد معمّر القذافي، غامضة، لكن مقتله يشكل ضربة سياسية وعسكرية قاسية للمتمردين، في وقت اتهم المتحدث باسم النظام الليبي تنظيم القاعدة بالوقوف خلف عملية الاغتيال.


الآلاف يشاركون في تشييعالقائد العسكري للثوار

طرابلس: إتهم نظام العقيد الليبي معمّر القذافي مساء الجمعة تنظيم القاعدة بالوقوف خلف اغتيال القائد العسكري للثوار الليبيين اللواء عبد الفتاح يونس.

وقال المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم خلال مؤتمر صحافي في طرابلس quot;ان تنظيم القاعدة بهذا الفعل أراد إبراز حضوره ونفوذه في تلك المنطقةquot; من شرق ليبيا، والتي يسيطر عليها الثوار الذين يقاتلون قوات العقيد معمّر القذافي.

وأضاف أن quot;باقي أعضاء المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) كانوا على علم بذلك، ولكنهم لم يكونوا قادرين على التحرك لأن القاعدة ترعبهمquot;.

واكد ان اغتيال اللواء يونس دليل جديد على ان المجلس الوطني الانتقالي quot;ليست له اي سلطة في بنغازيquot;. واضاف quot;القاعدة هي التي لديها السلطة في بنغازيquot;، حيث معقل الثوار ومقر المجلس الوطني الانتقالي.

وشدد المتحدث على ان quot;اغتيال عبد الفتاح يونس كان رسالة قوية من القاعدة الى باقي اعضاء المجلس الوطني الانتقاليquot;.

وفي وقت سابق اليوم، حثت الولايات المتحدة الثوار الليبيين على البقاء موحدين، والتركيز على هدفهم الاساسي المتمثل في الإطاحة بالعقيد معمّر القذافي بعد اغتيال قائدهم العسكري عبد الفتاح.

وقدم المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر تعازيه باسم الادارة الاميركية، واعلن ان واشنطن لم تتوصل بعد الى معرفة الجهة التي قتلت يونس.

وقال المتحدث الاميركي في تصريح صحافي quot;المهم هو تحرك الثوار بشكل سريع وشفاف لضمان وحدة المعارضة الليبيةquot;.

وتابع quot;امام هذا الوضع المتحرك، من المهم ابقاء التركيز على الهدف المتمثل في ضمان الانتقال الديموقراطي للشعب الليبيquot;.

واوضح ان هذا الاغتيال لن يدفع الادارة الاميركية الى اعادة النظر باعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي. واعتبر بونر ان quot;المسؤول عن هذه المأساة هو الوضع الذي انشأه القذافي ونظامهquot;.

وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار، اعلن في مؤتمر صحافي الخميس في بنغازي quot;وفاة اللواء عبد الفتاح يونس رئيس الاركان العامة للجيش الليبي ورفيقيه العقيد محمد خميس والمقدم ناصر مذكورquot;.

وقال ان يونس ورفيقيه تعرضوا لاطلاق نار من مسلحين، مشيرا الى ان القائد العسكري للثوار كان استدعي للمثول امام لجنة quot;للتحقيق بموضوعات تتعلق بالشأن العسكريquot;، ولكنه قتل قبل مثوله.

واعلن الحداد ثلاثة ايام على الضحايا، مؤكدا انه تم اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال وفتح تحقيق للوقوف على ملابسات ما جرى.

ولم يقدم عبد الجليل اي ايضاحات اضافية حول ملابسات الحادث بعدما سرت شائعات خلال النهار تفيد بأن اللواء يونس اعتقل في بنغازي للتحقيق معه بتهمة الاتصال بنظام العقيد معمّر القذافي.

ودعا عبد الجليل مساء الخميس الى quot;عدم الاصغاء للشائعات التي تحاول قوات القذافي نشرها في صفوفكمquot;

لكن مسؤولاً كبيرًا في التمرد قال الجمعة ان معمّر القذافي اضطلع بدور في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس.

وقال هذا المسؤول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان quot;تدخل القذافي واضح جدا في هذه القضيةquot;. واكد هذا المسؤول ان quot;كل هذه المؤشرات تفيد ان القذافي يقف وراءquot; الاغتيال.

وحضر مسؤولان من قبيلة العبيدي، التي كان ينتمي اليها يونس، المؤتمر الصحافي لجليلي الخميس، لكن فور اعلان وفاته وصل عشرات المسلحين الذين قاموا باطلاق النار في الهواء.

وتم اجلاء الصحافيين، بينما قال شاهد عيان ان المسلحين دخلوا باسلحتهم الى فندق تيبستي، حيث عقد المؤتمر الصحافي، لكن قوات الامن نجحت في تهدئتهم واقناعهم بالرحيل.

وقال احد الشهود العيان انهم كانوا يهتفون quot;انتم (المجلس الوطني الانتقالي) قتلتم يونسquot;. وفي المؤتمر الصحافي نفسه، دعا عبد الجليل المجموعات المسلحة المنتشرة مثل ميليشيات في بعض المدن الى الانضمام الى قوات المجلس الوطني.

وقال quot;انه آخر نداء الى الافراد المسلحين داخل المدن. لن نسمح بالميليشيات المسلحة في المدن. هناك خياران: اما ان ينضموا الى الجبهة او يضعوا انفسهم تحت سلطة المجلس الوطني في المدنquot;.

وكان يونس وزيرًا للداخلية قبل انشقاقه عن القذافي، وكان يعتبر الرجل الثاني في النظام قبل انضمامه إلى الثوار في الايام الاولى لاندلاع الثورة، وهو مذاك تولى مناصب قيادية في صفوف الثوار.