أكد خبراء ان إيران بذلت جهوداً كبيرة لتطوير قدرتها في مجال التسلح النووي في وقت اكدت طهران أن عملية تدشين محطة بوشهر ستتم في الوقت المحدد ولا توجد أي خطة لتأجيل عملية التدشين.


باريس، طهران: قال خبراء إن إيران تعمل على تسريع برنامج أسلحتها النووية في الوقت الذي طغت فيه الثورات العربية والأزمات الاقتصادية العالمية على اهتمام قادة دول العالم.

في هذا السياق، قال د. سامي الفرج، رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية إن الثورات في سوريا والبحرين - التي أثرت سلباً على موقف إيران - لم تترك للنظام الإيراني إلا سبيلاً واحداً لإضفاء الشرعية على وجوده وتشديد قبضته على الجبهة الداخلية، وذلك بالمضي قدماً في تطوير برنامجه النووي. وحول النشاط الإيراني المتزايد على الصعيد النووي قال د. الفراج في حديث لموقع Realite-EU quot;أنا أتوقع أننا سوف نواجه تركيزاً إيرانياً على البرنامج النووي في الأشهر المقبلةquot;.

بدوره، قال مارك فيتزباتريك مدير برنامج الحد من الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) إن quot;إيران بذلت جهوداً كبيرة بطرق متعددة لتطوير قدرتها في مجال التسلح النوويquot;.

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست الثلاثاء أن عملية تدشين محطة بوشهر النووية ستتم في الوقت المحدد. وشدد مهمانبرست في حديث صحافي الثلاثاء على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الروسية حول إمكانية تأجيل تدشين محطة بوشهر النووية على انه لا تأجيل في عملية تدشين هذه المحطة وأن الاجراءات العملية للتدشين في الوقت المحدد تجري على قدم وساق.

كما حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية من أن بعض القوى الاجنبية في المنطقه تسعى وراء تحقيق اجندات ونوايا خاصة، وقال quot;يجب على القوى الاجنبية أن تستخلص العبر من اخطائها السابقة والا تتدخل في شؤون الاخرينquot;، معتبرا أن اي تدخل في مثل هذه القضايا يزيد في تعقيد المشاكل في المنطقة.

وفي رده على سؤال حول اهداف الزيارة المرتقبة لأمين مجلس الامن القومي الروسي لطهران، قال مهمانبرست إن الزيارة تأتي في إطار المشاورات المتواصلة بين طهران و موسكو، مشيرا إلى أن الجانبين سيتناولان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية. كما أعرب عن اعتقاده بأن الجانبين سيتناولان خلال الزيارة التعاون المشترك في البرنامج النووي السلمي الايراني.

وفي معرض رده على سؤال بشأن استلام طهران المبادرة الروسية للحل النووي الايراني، قال مهمانبرست إن تفاصيل المبادرة قيد الاستلام وأن طهران تجري حاليا مع الجانب الروسي مشاورات في هذا الصدد.

إرتفاع معدلات التخصيب

وكان د. برونو تيرتريه الخبير في شؤون الانتشار النووي وباحث في معهد الأبحاث الإستراتيجية الفرنسي (FRS) اكد في تصريح الشهر الماضي أن معدل إنتاج إيران الشهري لليورانيوم منخفض التخصيب البالغة حالياً 156 كغم هو أكبر معدل تسجله الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل. وتمتلك طهران في الوقت الحاضر مخزونا يزيد عن 4000 كغم من اليورانيوم منخفض التخصيب، مما يسمح لها بإنتاج قنبلتين نوويتين إذا ما تم تخصيبه بنسبة عالية.

وحول اقتراب إيران من التسلح النووي، قال د. تيرتريه quot; أنتجت إيران حوالي 60 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في منشأة quot;نانتازquot;. يتم إنتاج هذا اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لإمداد مفاعل أبحاث طهران بالوقود كما تزعم ايران. وفي الحقيقة فان ذلك يجعل إيران قريبة للغاية من عتبة التسلح النووي، والسبب هو أنه حالما يتم الحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20%، فإن الحصول على 90% قريب جدا.quot;

وكان د. فريدون عباسي دواني، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أعلن أخيرا أن بلاده تستعد لمضاعفة إنتاجها من اليورانيوم العالي التخصيب ثلاثة أضعاف. وهذا النوع من اليورانيوم سوف يقلل من الوقت الذي تتطلبه إيران من أجل إنتاج مواد قابلة للاستخدام في تصنيع قنابل نووية.

ولتحقيق هذا الهدف، تعمل إيران على تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً في منشأة لتخصيب اليورانيوم في مدينة quot;قمquot; الإيرانية، وهي تلك المنشأة السرية المقامة تحت الأرض التي تم الكشف عنها في عام 2009.

كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أخيرا أن عملية quot;تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة بجودة وسرعة أفضل تجري على قدم وساقquot;.

وبالتزامن مع برنامجها النووي، تعمل إيران على تطوير صواريخ بالستية بأبعاد متزايدة قد تستخدم في حمل رؤوس حربية نووية.

وفي وقت مبكر من شهر تموز/ يوليو عام 2011، أجرت إيران مناورات حربية قامت خلالها بإطلاق عدة أنواع من الصواريخ وكشفت النقاب عن وجود صوامع للصواريخ البالستية تحت الأرض. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج اتهم إيران بتنفيذ اختبارات سرية على صاروخ قد تكون لديه القدرة على حمل رأس حربي نووي.