تشافيز حلق ما تبقى من شعره في معركته ضد السرطان

في معركته ضد السرطان بالعلاج الكيماوي، فقد الرئيس الفنزويلي بعض شعر رأسه، وحلق هو بقيته. ولهذا قرر عدد من أتباعه السير على خطاه إظهارًا لتضامنهم الكامل معه.


صلاح أحمد: لطالما أثار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إحساسًا بالإيمان العميق وسط أنصاره بثورته الاشتراكية وضرورة انتمائهم إليها بالكامل.

وأمس أكد فريق منهم هذا الأمر، فحلقوا رؤوسهم تعبيرًا عن روح التضامن laquo;قلبًا وقالبًاraquo; معه في معركته ضد السرطان، وفقده بعض شعر رأسه بسبب العلاج الكيماوي الذي يخضع له.

وقد تجمهر هذا الحشد لحلق رؤوسهم قبل صلاة خاصة أقيمت في قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس. وكان بمعيتهم بالطبع رئيسهم المحبوب، الذي أكمل ما بدأه العلاج الكيماوي بشعره، فجزّ ما تبقى منه، وصار أصلعًا بالكامل.

وقد شاهده مواطنوه على هذا النحو للمرة الأولى، لأن المناسبة كانت تُبثّ حية على تلفزيون الدولة. وكان ببن الحضور أيضًا ستة مواطنين من جمهورية الدومينيكان كانوا قد حلقوا رؤوسهم أمام سفارة فنزويلا في بلادهم يوم الجمعة الماضي إبداءً للمشاعر نفسها إزاء رئيس يعتبرونه أميركيًا لاتينيًا قبل أن يكون فنزويليًا.

وألقى تشافيز كلمة أصرّ فيها على أنه يكسب معركته الشرسة ضد السرطان، وأشاد بالحاضرين على laquo;قرارهم الشجاعraquo; حلق رؤوسهم على شاكلته. وكان الرئيس الفنزويلي قد أحدث صدمة عميقة في بلاده وأميركا اللاتينية على الأقل عندما أعلن في أول يوليو / تموز الماضي أنه يتلقى العلاج في هافانا من ورم خبيث (في القولون، كما أشيع أولاً بدون تأكيد رسمي)، وذلك بعد فترة في كوبا دامت أسابيع ولفّها المسؤولون بصمت كامل إزاء التساؤلات عن طولها غير العادي.

تشافيز مع عدد من أنصاره الحليقين مثله

يذكر أن تشافيز أكمل دورة ثانية من العلاج الكيماوي في هافانا في 14 من الشهر الحالي بعد خضوعه لعملية جراحية أزيل فيها ورم خبيث من جزء ما في منطقة الحوض.

ونقلت عنه laquo;تايمزraquo; البريطانية قوله إن هذه العملية أزالت الورم بالكامل، وإن تلقيه العلاج الكيماوي إجراء وقائي يهدف فقط إلى منع عودته.

على أن صمت تشافيز عن طبيعة سرطانه ومكانه بالتحديد، أثار موجة عالية من التكهنات والشائعات في المجتمع الفنزويلي المستقطب عميقًا إلى من يعبدونه ومن يمقتونه أكثر من أي شيء آخر في الدنيا.

واضطر المسؤولون الحكوميون لإصدار البيان بعد الآخر بغرض نفي ما يُشاع من فراغ في السلطة أتى بسبب رفض شافيز تفويض شخص أو جهة ما تقوم بأعبائه نيابة عنه. ويصرّ أولئك المسؤولون على أن الرئيس سيخوض انتخابات العام المقبل الرئاسية laquo;ليواصل تصدره مسيرة الثورة الاشتراكية مثلما ظل يفعل على مدى الأعوام الاثني عشر الماضيةraquo;.

وفي التجمع الأخير الذي أقيم لأنصاره في القصر الرئاسي، دافع تشافير عن قراره إلقاد التصريحات بنفسه عن مسار حالته الصحية بدلاً من ترك الأمر للأطباء. وقال إن السبب في هذا هو أن laquo;خصومي يسعون إلى معرفة هوية طبيبي.. بوسع هؤلاء المجانين فعل أشياء قد لا تخطر على البالraquo;.

وقال الرئيس إنه قد يخضع لدورة ثالثة من العلاج الكيماوي. لكنه سارع الى التشديد على أنه تجاوز أسوأ مراحل المرض. وقال يخاطب أنصاره بعد حلاقة رؤوسهم تضامنًا معه: laquo;ما عدت أشعر بأنني مريض، وإنما بأنني في فترة نقاهة من المرضraquo;.

وأضاف بصوت متهدج وهو يحتضن علماً قال إن طفلة تعاني مراحل متقدمة من سرطان الدماغ قدمته هدية له: laquo;هذا وقت للحياة، وليس للموتraquo;.