باريس: يرى خبراء ان ضعف المجلس الوطني الانتقالي والصراعات الاقليمية للسيطرة على الموارد ستعقّد مهمة الساعين الى بناء ليبيا ما بعد معمّر القذافي، مع استبعاد مخاطر تقسيم البلاد.
ويرى جان ايف مواسورون الباحث في معهد الابحاث حول التنمية ان quot;ادارة البلاد في المستقبل ستكون صعبة للغايةquot;، متحدثا عن quot;انشقاقاتquot; داخل المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين.
ويقول لفرانس برس ان المجلس الانتقالي quot;ليس اطلاقًا حكومة موقتة ديموقراطية تمثل الشعب الليبي، لكنها تجمع لزعماء قبائل ومسؤولين سياسيين سابقين في عهد القذافي ويعض شخصيات المجتمع المدنيquot;. ويوضح ان النزاعات بين القبائل والقادة السياسيين الذين يريدون الاستحواذ على العائدات النفطية تؤجج quot;نزاعات داخلية قوية للغايةquot; داخل المجلس الوطني الانتقالي.
وبحسب اوليفييه بلييه الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي فإن ارباحًا اخرى، تلك المتاتية من التبادلات التجارية مع دول الصحراء، قد تثير خلافات بين مجموعات قد تسعى الى السيطرة على الطرق التجارية.
ويضيف هذا العالم في الجغرافيا الذي زار ليبيا مرات عدة بين عامي 1999 و2006 quot;لكننا لسنا هنا في اطار صراع قبيلة ضد اخرىquot;. ويتابع quot;في الاوضاع المعقدة، نذهب الى ما هو ابسط. نجعل الشرق في معاداة للغرب، والقبائل في مواجهة الدولة، لكن اختصار ليبيا بهذا المنحى فقط يعني اهانة لليبيا ولليبيينquot;.
ويشير الى ان quot;ليبيا قبلية -- نسمع هذا الامر يوميا -- لكنها ليست فقط قبليةquot;، موضحًا ان القبائل تأقلمت مع التغيرات الاجتماعية الليبية. ومع 7 الى 8 ملايين نسمة بينهم مليونان في طرابلس ومليون في بنغازي (معقل الثوار في الشرق)، quot;لم نعد في مجتمع من البدو الذين يعيشون في خيمquot;. ويبدي بلييه ثقته في مستوى تحضر هذا البلد (90% من السكان يعيشون في المدن) وفي مستوى اجمالي الناتج المحلي في البلاد الذي يعتبر من الاعلى في افريقيا.
الا ان اوليفييه بلييه يتوقع تصاعد مطالب مختلفة. ويقول هذا الخبير الذي عمل على اعادة توزيع العائدات النفطية عبر مشاريع تنظيم مدني في سائر انحاء البلاد ان quot;مناطق تعرضت للحرمان من جانب السلطة، واخرى تم اصطلاحها وتزويدها بشكل جيد باموال النفط، ثمة اختلال كبير في العدالة بين المناطقquot;.
الا ان مواسورون يلفت الى ضرورة عدم الاستخفاف quot;بنفور كامن بين القبائل مع نزاعات مستمرة لم يتم حلها عبر التاريخ الا عند بروز قوى تفوق قوة القبائلquot; كما الحال بالنسبة إلى الملكية (1951-1969) او مع العقيد القذافي عام 1969.
ويعتبر هذا الخبير ان سقوط النظام يعيد احياء نزاعات مصالح وطرق تنظيم للمجتمع الليبي تعود الى سنوات القرون الوسطى، في بلد يعد 140 quot;مجموعة اجتماعيةquot; مقسمة في قبائل وفروع قبائل وفروع عشائر.
ويقول quot;لا ارى بتاتا اي تقسيم للبلاد، لكن ثمة خطر في حصول تجزئة على مستوى المناطقquot;. اما سعد جبار الخبير في مركز شاتام هاوس البريطاني فيقول quot;اعتقد ان ثمة مبالغة في تصوير تهديد الانقسام. لا مفر من وجود اناس منقسمين، لكن ليس الى درجة ان نراهم يتقاتلون بين بعضهم للوصول الى السلطةquot;.
ويضيف quot;ليبيا تعد قلة من السكان جميعهم مرتبطون بالمصاهرة والقبيلة والمنطقة. مستوى التعليم لديهم مرتفع. هم منصهرون نتيجة 40 عامًا من العذاب والاضطهاد والقمع في عهد القذافيquot;.
ويتابع جبار quot;المطلوب حاليًا هو دعم القوى الكبرى لإرساء أسس صلبة للعملية الانتقالية للذهاب ابعد من المجلس الوطني الانتقاليquot; الذي انشئ نهاية شباط/فبراير لتحرير منطقة بنغازي ولا ينفك يطالب بمده بالمال بشكل طارئ للصرف على الجوانب الانسانية في بلد انهكه النزاع.
التعليقات