مع مرور 10 سنوات على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر مازال تنظيم القاعدة يؤرق الأميركيين من معقله في باكستان.


بيشاور: في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 كان ابو سلمان طالبا صاحب افكار معتدلة في العشرين من عمره. وبعد عشر سنوات، اصبح هذا الباكستاني ناشطا في صفوف تنظيم القاعدة الذي ما زال يؤرق الاميركيين من معقله في المناطق القبلية مستندا الى دعم حركة طالبان ومتمردين محليين آخرين.

وعندما اقترب من حاجز للجيش الباكستاني على طريق شمال وزيرستان الاقليم القبلي الواقع شمال غرب باكستان والحدودي مع افغانستان، يرفع سلمان صوت الموسيقى ويشعل سيجارة، في سلوك يحرمه عادة المتمردون الاسلاميون المتطرفون.

وعلى مقعد الركاب وضع بشكل واضح مجلة انكليزية للنخبة. ويؤكد هذا الرجل الناشط في القاعدة بشعره القصير وذقنه الحليقة وعطره النفاذ انه لم يتم توقيفه يوما.

وابو سلمان الذي درس الهندسة وكان يتحدث لوكالة فرانس برس باسم مستعار في احدى ضواحي بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان، انضم في 2007 الى القاعدة بعدما عمل لسنة لمنظمة غير حكومية في افغانستان.

وقال quot;رأيت آلام عائلات المدنيين الذين قتلهم الاميركيون في جميع انحاء البلادquot;.

في السنة التالية، خضع لدورة تدريب على القتال في شرق البلاد. لكنه انضم بصفته مبرمج كمبيوتر الى القاعدة المتحصنة في منطقة شمال وزيرستان التي يرفض الجيش الباكستاني مهاجمتها على الرغم من الطلب الملح من قبل الحليف الاميركي.

وتسيطر على جزء كبير من هذه المنطقة شبكة حقاني الافغانية المرتبطة بطالبان. وحقاني هو احد حلفاء القاعدة والذي قاتل مع اسامة بن لادن السوفيات في افغانستان في الثمانينات.

وحقاني الذي يسيطر على ميران شاه كبرى مدن هذا الاقليم الباكستاني وكذلك شرق افغانستان ويطارده الاميركيون، مرتبط تاريخيا بالاستخبارات الباكستانية وقلة من المراقبين يتوقعون ان تهاجمه باكستان وفقدان ورقة اساسية في افغانستان مع بدء الانسحاب الغربي من هذا البلد.

وتفيد اكثر التقديرات شيوعا ان تنظيم القاعدة يضم بين 200 و500 مقاتل اجنبي في هذه المنطقة الحدودية، ينشطون خصوصا ضد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان.

وهؤلاء المقاتلون الذين تتراوح اعمارهم بين عشرين و25 سنة وصل معظمهم برا عن طريق آسيا الوسطى الى افغانستان. كثيرون منهم من الاوزبك او عرب وهناك عشرات الغربيين الى جانب شيشان وافارقة.

ويتنقل ابو سلمان المكلف تأمين امدادات الاغذية والادوية لهم بين بيشاور ولاهور (شرق) واسلام اباد وميران شاه وهو يحمل صناديق وخصوصا مشروب quot;ريد بولquot; التي quot;يحبها المقاتلون كثيراquot; على حد قوله.

وتقول مصادر محلية ان تنظيم القاعدة يملك اموالا وفيرة ترسلها دول الخليج عبر انظمة غير رسمية.

واكد احمد جان الذي يزور بازار ميران شاه باستمرار ويتحدث باسم مستعار ان القاعدة تستأجر بيوتا لمقاتليها وكذلك لاعضاء طالبان المحليين الاقل ثراءquot;.

ويبدو اعضاء القاعدة مثل مضيفيهم وهم يتجولون في ميران شاه، بقمصانهم التقليدية الطويلة وشعورهم ولحاهم الطويلة وعماماتهم ورشاشاتهم.

وهم يقومون بالتسوق في آلاف المحلات التجارية في البازار.

اما ابو سلمان فلا يتحدث الى افراد شبكته البالغ عددهم بين 25 وثلاثين شخصا الا وجها لوجه ويتجنب استخدام الهاتف والانترنت.

فهناك عليهم ان يتجنبوا رصدهم واستهدافهم من قبل عدوهم الاول في باكستان الطائرات الاميركية بدون طيار التي تقصف المنطقة منذ ثلاث سنوات.

ويقول ابو سلمان ان quot;اكثر من مئة من مقاتليquot; القاعدة قتلتهم هذه الطائرات خلال سنتين.

وقال احمد جان ان quot;المقاتلين الاجانب يقتلون في اغلب الاحيان في المعارك او بقصف طائرات بدون طيار او يتم اعتقالهمquot;.

واضاف في ملاحظة اكد دبلوماسي غربي في اسلام اباد صحتها quot;لكن واصلين جددا يحلون محلهم على الفور وعددهم لا ينخفضquot;.

ويرى الصحافي زاهد حسين الخبير في المناطق القبلية ان عدد مقاتلي القاعدة في باكستان quot;يزدادquot; لان quot;مزيدا من الباكستانيينquot; ينضمون الى الشبكة بسبب المشاعر المعادية للاميركيين التي تزداد وضوحا في البلاد.

اما سكان وزيرستان، فيدينون تحصن الاصوليين في المنطقة.

وقال احمد جان quot;لا نقول شيئا خوفا من ان يخطف او يضرب او يعتقل احد افراد العائلة من قبل طالبان او القاعدة. نحن لا نحبهم لانهم جلبوا الحرب ودمروا الاقتصاد المحليquot;.

ويأمل احمد جان بانسحاب غربي سريع من افغانستان لان quot;الاسلاميين سيرحلون الى الجانب الآخر من الحدودquot;.

لكن فواز دوار الطبيب البالغ من العمر 30 عاما اقل تفاؤلا. فقد وصف الشبيبة المحلية بانها quot;مدمرة تماما بسبب الحربquot; ولا يعرف quot;كيف ستكون اي شىء آخر غير اسلامية في المستقبلquot;.