يعاني أصحاب البشرة الداكنة من عنصرية جديدة في ليبيا حيث أصبحوا موضوع شك بأنهم مرتزقة يقاتلون لصالح القذافي.


بيروت: تناولت صحيفة الـ quot;تايمquot; التمييز العنصري الذي برز بوضوح في ليبيا بعد شهور القتال الطويلة ضد العقيد معمر القذافي ونظامه، مشيرة إلى أن ذوي البشرة الداكنة باتوا موضع شك بأنهم مرتزقة ويقاتلون لصالح القذافي، ويحكم عليهم بالنظر إلى لون بشرتهم حتى لو لم يكن لهم علاقة بالقتال لا من قريب ولا من بعيد.

وأضافت الصحيفة: quot;يحتفل لثوار الليبيون بعيد الفطر الذي يعلن انتهاء شهر رمضان، ويوزعون منشورات على المارة تقول: الحمد لله الذي جعل فرحتنا فرحتين، عيد الفطر وعيد انتصارنا على ظلم واضطهاد الديكتاتور (معمر القذافي) ورفاقه الذي عانينا منه 42 عاماquot;.

وتضيف الـ quot;تايمquot;: في مكان غير بعيد عن الثوار الذين يحيون الأعياد، وعلى بعد عدة كيلومترات، مخيم مكتظ بالرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا الكثير وكسبوا القليل من سقوط القذافي. فالمخيم القريب من أحد المرافئ الساحلية، ممتلئ بمئات الأفارقة ذوي البشرة الداكنة من العمال المهاجرين الذين أتوا إلى ليبيا هرباً من بلادهم التي مزقتها الحروب الأهلية كالسودان والصومال. وبعد اندلاع القتال في ليبيا، لم يعد لديهم مكان آخر يلجأون إليه.

وأضافت الصحيفة إلى أن المخيم خال من الغذاء والماء الصالح للشرب والمراحيض، مشيرة إلى أن ممثل عن منظمة quot;أطباء بلا حدودquot; الدولية قال ان الاسهال وغيره من الأمراض المنقولة منتشرة بشدة في المخيم بسبب سوء النظافة.

وأشارت الـ quot;تايمquot; إلى أن النازحين يأتون من البلدان في جميع أنحاء غرب أفريقيا مثل نيجيريا وغانا وسيراليون. وقد عاش كثير منهم في ليبيا لسنوات طويلة ويحملون الأوراق القانونية التي تثبت ذلك، مضيفة أن وجود هؤلاء متجذر من سياسات القذافي لتعزيز العلاقات مع الانظمة الافريقية الشقيقة، ونجنيد الموالين من بين مواطنيها.

وأضافت الصحيفة: quot;لكن بالنسبة لرجل يسعى إلى تصوير نفسه كزعيم للقارة الأفريقية، عمد القذافي في سياسته هذه إلى تقسيم مستقبل ليبيا عوضاً عن نشر التسامح والاحترامquot;. عندما اندلع القتال بين النظام الليبي والثوار في ليبيا، استقدم القذافي مرتزقة من الدول المجاورة كمالي والنيجر وتشاد، وقدم لهم اغراءات مثل المال والسكن في مقابل خدماتهم كموالين ومقاتلين.

واعتبرت الـ quot;تايمquot; ان هذه الممارسة - سواء أكانت حقيقية أو مبالغ فيها ndash; أدت إلى انعدام الثقة القبلية والعرقية والجغرافية، ووولدت تمييزاً عنصرياً يهدد مستقبل ليبيا. لم يعد بالإمكان التفريق بين المقاتلين إلى جانب القذافي وذوي البشرة الداكنة من العمال والمهاجرين الذين أتوا من الصحراء. وطوال فترة الصراع، حرص الثوار على تقديم البراهين للصحفيين على أن الأشخاص الذين يلقون القبض عليهم كانوا مرتزقة، مثل جوازات السفر الأجنبية ولون البشرة الداكن.

ونتيجة لذلك، تحول الأجانب وسكان ليبيا الجنوبية من ذوي البشرة الداكنة إلى مشتبه بهم، على الرغم من أن الثوار سيطروا على معظم أحياء طرابلس. واعتقل العديد من الناس ذوي البشرة السوداء من قبل الثوار، للاشتباه في انتمائهم إلى المرتزقة الذين حاربوا من أجل القذافي، ولكن في غياب نظام الحكم والعدالة، يتم القبض عليهم من دون دليل أو حتى من دون أن يقترفوا أي ذنب.

في هذا السياق، أشارت الـ quot;تايمquot; إلى أن الثوار ألقوا القبض على كثيرين بدافع العنصرية والكراهية للأجانبة، ونقلت عن مهاجر من النيجر يدعى أبو بكر قوله: quot;خرجت من منزلي بحثاً عن المياه، لكنني للأسف أقطن في حي ينتشر فيه الثوار بحثاً عن الموالين للقذافي وظنوا اني واحد منهم.

بالعودة إلى مخيم اللاجئين المؤقت على الميناء، اشارت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي في أذهان معظم الناس هو الفرار، quot;فهؤلاء يعانون من مشاكل في النوم، ومعظم يخافون الخروج إلى الشارع، وإن لجلب الإمدادات التي هم بأمس الحاجة إليهاquot;.

ونقلت الـ quot;تايمquot; عن الكسندر رندا، أحد اللاجئين قوله: quot;اذا ذهبنا الى خارج المخيم سوف نموت، لذلك نحن نشرب المياه المالحة، قبل أربعة أيام، غادر ستة أولاد نيجيريين المخيم للبحث عن مياه للشرب ولم يعودوا حتى اليومquot;.

وأضافت الصحيفة: quot;قدم عدد قليل من أهل الخير والمحسنين بعض المساعدات للاجئين في المخيم مثل الطعام والماء، لكن في معظم الأحيان، يأتي رجال يحملون البنادق لنهب وضرب الناسquot;. ونقلت الـ quot;تايمquot; عن مارغريت اسانتي، امرأة نيجيرية لجأت إلى المخيم منذ شهرين تقريبا برفقة طفلين، قولها: quot;إذا كنتم ستعيدوني إلى بلدي سأكون سعيدة جدا. تعبت من هذا المكانquot;.