اتضح أن ثلثي الذين يهاجرون الى بريطانيا سنويا على أساس تأشيرات عائلية لم يدخلوها من قبل. ولهذا تبدي السلطات قلقا خاصا إزاء الزيجات الزائفة التي يقصد منها الحصول على هذه التأشيرات ولا شيء آخر.

خاتم الزواج وسيلة سريعة الى الجنسية البريطانية

أكثر من ثلثي المهاجرين الذين يدخلون بريطانيا بناء على الزواج من أشخاص يحملون الجنسية البريطانية لم تطأ أقدامهم أي جزء من المملكة المتحدة من قبل، وفقا لمسح جديد صدرت نتائجه عن laquo;مكتب الإحصاء القوميraquo;.

وجاء في هذا المسح أن 40 ألف مهاجر يدخلون بريطانيا كل سنة إما للزواج من بريطاني/ بريطانية أو للانضمام الى شريك في زواج سابق. ويأتي هؤلاء معهم بنحو 9 آلاف طفل وغيرهم من أشخاص يعيلونهم. لكن تفحص وثائق وزارة الداخلية يكشف أن 67 في المائة منهم يدخلون بريطانيا للمرة الأولى على الإطلاق ما يوحي بزيجات laquo;مزيّفةraquo;.

وقالت صحيفة laquo;ديلي ميلraquo;، التي كانت بين عدد من الصحف تداولت هذا النبأ، إن نتائج المسح ستثير القلق إزاء اولئك الذين يأتون الى البلاد إما بغرض الزواج أو للانضمام الى شريك مقيم ولكن من دون أي دراية بمختلف أوجه الحياة والثقافة البريطانيتين.

ويأتي نشر نتائج المسح الخميس متلازما مع دعوة وزير الهجرة في وزارة الداخلية، داميان غرين، لمساندة خطط الحكومة الرامية الى منع استغلال laquo;التأشيرات العائليةraquo; لغرض الالتفاف على قوانين الهجرة. ويذكر أن عددا كبيرا من تلك التأشيرات يحصل عليها أناس ينوون فقط العيش على إعانات الدولة البريطانية ويلجأون الى زيجات مزيفة للوصول الى هذا الهدف.

وتظهر الأرقام أن 80 في المائة من اولئك الذين أتوا الى بريطانيا من باكستان وبنغلادش في 2004 على أساس تأشيرات عائلية استقر بهم المقام بشكل دائم خلال السنوات الخمس التالية حتى 2009. وتتضح ضخامة هذه النسبة عندما تقارن بعدد المهاجرين من استراليا إذ لا يشكل هؤلاء غير 1 في المائة فقط.

وتنظر السلطات بقلق خاص الى حقيقة أن 20 في المائة من الأزواج الذين يعيشون داخل بريطانيا ويتقدمون بطلبات لانضمام شركائهم اليهم إما عاطلون عن العمل أو أنهم يحصلون على مداخيل تقل عن الحد الأدنى للأجور. وأضف الى هذا أن 33 في المائة من هؤلاء يعيشون عالة على أسرة أو أقارب وليس من سبيل أمامهم للاعتماد على أنفسهم.

ويقول السير أندرو غرين مدير laquo;ايميغريشن ووتشraquo;، وهي جماعة ضغط معنية بضمان كبح جماح الهجرة، إن مستوى قلق البريطانيين إزاء كثرة أعداد المهاجرين laquo;هو الأعلى في العالمraquo;. ويضيف قوله إن حقيقة أن ثلثي المهاجرين على أسس عائلية لم يطأوا أرض البلاد من قبل laquo;مدعاة للقلق لأنها تعني أنهم من دون أي قدر من الالتصاق بثقافة البلاد وأسلوب الحياة فيها. وهذا يضاعف المصاعب التي تواجهها البلاد على سبيل انصهار جميع المقيمين فيها في بوتقة واحدةraquo;.

وبالطبع فإن واحدة من المشاكل المتعلقة بهذا الأمر القدرة على التفاهم باللغة الانكليزية. ويذكر أن laquo;إيلافraquo; أوردت نبأ إصدار الحكومة قرارا يفرض على كل المهاجرين الذين لا يتحدثون الانكليزية على النحو المطلوب الالتزام بحضور فصول لتعليمها. وفي حال عدم الانصياع فسيحرم المهاجر من تلقي أي من إعانات الدولة العديدة.

وتقول السلطات إن قسما كبيرا من المهاجرين يتحدثون انكليزية ركيكة أو لا يتحدثونها على الإطلاق. ويعني هذا الوضع أنهم عاجزون عن الإيفاء بشروط الحصول على أي وظيفة عبر قنوات القطاعين العام والخاص ولا يصبح أمامهم تالياً غير تلقي الإعانات لهم ولأسرهم.