مهاجرون يصطفون أمام أحد مراكز التوظيف

ظلت الهجرة إلى بريطانيا هاجساً يقلق أهلها بحيث أنه صار أحد أسباب خسارة العمال الانتخابات العامة الأخيرة. والآن تعلن الحكومة إجراءات جديدة تفرض على المهاجرين تعلم الانكليزية أو فقد إعانات الدولة في محاولة لمعالجة جزء من المشكلة.


لندن: في خطوة جديدة لمعالجة إحدى المشاكل المتصلة بالأجانب المقيمين في بريطانيا أصدرت الحكومة قرارا يفرض على كل المهاجرين الذين لا يتحدثون الانكليزية على النحو المطلوب الالتزام بحضور فصول لتعليمها. وفي حال عدم الانصياع فسيحرم المهاجر من تلقي أي من إعانات الدولة العديدة.

جاء هذا ضمن إجراءات أعلنها رئيس الوزراء ديفيد كامرون ووزير العمل والمعاشات إيان دنكان سميث وتهدف الى الاستجابة لما يُثار من استنزاف المهاجرين لموارد البلاد بسبب عجزهم عن تحدث الانكليزية أو رفضهم تحدثها.

وتقول الحكومة إن عدم انصياعهم يعني تغييب مساهمتهم الفعالة في دفع عجلة البلاد الاقتصادية واعتمادهم في الوقت نفسه على إعانات الدولة في معيشتهم. ويقدر أن قطاع المهاجرين المتأثر بهذا القرار يبلغ نحو 67 ألف شخص هم فقط المسجلون رسميا في مراكز التوظيف.

وتقول السلطات إن قسما كبيرا من المهاجرين يتحدثون انكليزية ركيكة أو لا يتحدثونها على الإطلاق. ويعني هذا الوضع أنهم عاجزون عن الإيفاء بشروط الحصول على أي وظيفة عبر قنوات القطاعين العام والخاص ولا يصبح أمامهم تالياً غير تلقي الإعانات لهم ولأسرهم.

ولكن، بالرغم من أن رئيس الوزراء نفسه ألقى بثقله وراء القرار فقد ركزت صحافة التابلويد الشعبية التي تداولت النبأ على نطاق واسع على إبراز انتقادات المشككين الذين يقولون إنه laquo;حلقة أخرى في سلسلة من القرارات ذات العبارات الرنانة ولكن بدون أي أمل في وضعها موضع التنفيذ على النحو المطلوب بما من شأنه إيجاد الحل للمشكلةraquo;.

وكان استطلاع أجري قبل انتخابات العام الماضي العامة - واعتبر بين الأكبر والأهم من نوعه خاصة بالنظر الى أن الهجرة صارت أحد العوامل الحاسمة في اختيار الحكومات - قد أوضح أن نسبة 69 في المائة من البريطانيين يقولون إن تدفق موجات المهاجرين على البلاد في سنوات العقد الأخير laquo;وضعت أعباء ثقيلة على النسيج الاجتماعي والخدمات مثل الإسكان والصحة والتعليم أحدثت أثرا سلبيا على الأمة بأكملهاraquo;.

وقال 20 في المائة إن هذا الأثر السلبي اتضح بشكل جلي ومحسوس في دوائرهم البلدية. وفي المقابل قال 12 في المائة فقط إنهم يتفقون مع مقولة إن من شأن تشجيع المهاجرين الى بريطانيا تعزيز اقتصاد البلاد. كما أظهر الاستطلاع نفسه أن ثلثي البريطانيين يعتقدون أن المهاجرين الجدد يلقون معاملة تفضيلية لا يجدونها هم أنفسهم في ما يتعلق بالإسكان وإعانات الدولة بمختلف أنواعها.

وبموجب الإجراءات الجديدة التي اعلن عنها رئيس الوزراء ووزير العمل امسية الثلاثاء فسيتعين على المهاجر الانخراط في فصول دراسية منتظمة لتعلم الانكليزية. وإذا أخفق في حضورها أو رفض ذلك فسيواجه طائفة من العقوبات المتصاعدة تتراوح بين حرمانه من بعض إعانات الدولة وحرمانه من أي شكل منها لفترة ثلاث سنوات يعاد النظر في أمر صاحبها بعد انقضائها.