أكد النائب العراقي، نبيل حربو، أن السفارات العراقية في السابق كانت عبارة عن مراكز للمخابرات لنقل نشاطات العراقيين إلا أنها قد تحولت إلى أماكن للنزهة، فالموظفون الذين يعملون فيها غير متعاونين مع المواطن العراقي إطلاقًا، أي إن السفارة في واد والمواطن العراقي، ومعاناته في واد آخر.


النائب العراقي نبيل حربو

بغداد: أكد نائب عراقي أن سفارات بلاده في الخارج قد تحولت إلى منتديات عائلية موظفوها يرتبطون بصلات قرابة تجمعهم المحاصصة المذهبية أوالقومية بعيدًا عن خدمة المواطنين العراقيين الذين يشتكون من سوء المعاملة مع وجود أعداد هائلة من الموظفين في هذه السفارات.

وحمّل النائب عن القائمة العراقية نبيل حربو في حديث مع quot;إيلافquot; رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية مسؤولية ضعف مواقف العراق الخارجية ومواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها أراضي ومصالح البلاد. وقال إن السفارات العراقية تعتمد في تعيين ملاكاتها الدبلوماسية والادارية على المحاصصة الطائفية والقومية ما اثر سلباًفي أدائها.. وتحدث عن الكثير من الملفات والقضايا خلال الحوار الآتي:

**بدأت بعض الاصوات البرلمانية تنادي بتغيير وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، فهل تؤيد القائمة العراقية ذلك؟

دعوة بعض أعضاء مجلس النواب إلى إقالة وزير الخارجية تمت بناء على وجود الكثير من الفوضى في أغلب السفارات العراقية وخاصة في الدول الأوروبية وأولها قضية التعيينات حيث نجد أن كل واحدة من تلك السفارات أصبحت عبارة عن نسيج عائلي بداية من السفير، وانتهاء بأصغر موظف فموظفوها، إما من أقارب السفير أو من أقارب مسؤول في بغداد كان هو سبب مباشر بتعيين السفير وتعيين أغلب موظفي السفارة وهذه حالات غير قانونية حولت السفارات العراقية إلى منتديات عائلية وهو وضع يتطلب الإصلاح والمعالجة.

**من هي الجهات المسؤولة عن هذه الأوضاع؟

وزارة الخارجية هي المسؤول الأول عن هذه التجاوزات في السفارات العراقية، ويجب إعادة النظر في عمليات تعيين جميع الموظفين، وتحديد مدى حاجة السفارة إلى هذا العدد الهائل من الموظفين قبل الشروع بعملية إقالة وزير الخارجية، لأننا نرى ان الوزير ليس هو المسؤول الوحيد عن هذه العملية، بل إن هناك تدخلات على مستوى رئاسة مجلس الوزراء في هذا الأمر.

** هل تعتقد أن توزيع المهام الوظيفية والإدارية في السفارات العراقية يتم فعلا على أساس المحاصصة؟

..هناك أمران كان لهما الأثر في توزيع تلك المناصب أولها عملية المحاصصة والأمر الآخر هو عملية المحسوبية والمنسوبية في تعيين الموظفين في السفارات سوى في الملحقيات العسكرية أو الثقافية او غيرها.. ولذلك أرى أن هناك ضلوعًا في هذا الوضع من قبل رئاسة الوزراء ووزير الخارجية إضافة إلى التحاصص والطائفية، وهي كلها ممارسات خلقت هذه الفوضى التي تعانيها حاليًا سفارات العراق.

أقول وبكل صراحة إن طابع التعيينات في السفارات العراقية الغلبة فيه للأكراد من خلال التحاصص الطائفي والمذهبي حيث تردنا الكثير من شكاوى المواطنين الذين يعيشون في بعض دول الجوار، حيث يتم سؤال المواطن عند مراجعته للسفارة لأي قومية ينتمي ثم يتم التعامل معه على هذا الأساس ومن ثم على أساس المذهبية.

**ما هو رأيكم بالاتهامات الموجهة الى وزارة الخارجية بأنها عاجزة عن حل الكثير من ملفات العراق الخارجية؟

الدبلوماسية العراقية تعاني في الوقت الحاضر ضعفًا كبيرًا، حيث لم تتمكن من الخروج بموقف واضح وشفاف وقوي لما يتعرض له العراق من انتهاكات وتجاوزات من قبل دول الجوار، لذا نحمل المسؤولية لجميع الكتل والكيانات السياسية المشتركة في تشكيلة الحكومة العراقية والتي تعيش حالة من الاختلافات، لأن هذه الحالة تؤثر بالنتيجة في القرار الدبلوماسي الناجح والصارم، وكذلك هناك سبب آخر يعود إلى أن بعض الكتل والكيانات السياسية لها علاقات خاصة مع دولة معينة أو مجموعة من دول الجوار، ولهذا هناك نوع من المغازلة مع هذه الدولة أو تلك إضافة إلى وجود نوع من عدم الحرص على سلامة حدود العراق وسيادة البلاد.

**هل هناك شخصية مرشحة لتولي وزارة الخارجية، فيما لو استقال الوزير الحالي؟

معروف ان منصب وزير الخارجية منذ تشكيل الحكومة العراقية عام 2004 كان من نصيب التحالف الكردستاني، فإذا ما ذهب الوزير الحالي فسوف يحل محله وزير من الكتلة الكردستانية نفسها، أما مدى اتفاق الكتل السياسية على ذلك، فنحن في مجلس النواب ما زلنا في مرحلة جمع التواقيع لإقالة زيباري، وبعد ذلك سيتم طرح الموضوع على المجلس وبطبيعة الحال فانه لن يتم اتخاذ مثل هذا القرار إلا بعد أن تتم استضافة وزير الخارجية ومناقشته حول اداء وزارته.

**وما هي أهم القضايا التي ستتم مناقشتها؟

أولها وجود هذه الأعداد الكبيرة للموظفين في كل سفارة عراقية موجودة ودرجة الصلة والقرابة بين الموظفين وآلية الاختيار في تعيينهم وكذلك عدم وضوح موقف الدبلوماسية العراقية ووزارة الخارجية من التهديدات الخارجية خاصة في ما يتعلق بقضيتي ميناء مبارك والمفاعل النووي الكويتيين ومسألة قطع المياه من الجانب الإيراني والتجاوزات على الأراضي العراقية في الشمال من قبل الإيرانيين والأتراك.وكل هذه الملفات ستتم مناقشتها مع وزير الخارجية.

الحقيقة أن وزارة الخارجية تمثل نقطة ضعف بالنسبة إلى العراق كدولة وحكومة، لذا نحن نطالب وزير الخارجية وفريق عمله بإعادة النظر في عملهم والقيام بدراسة التحديات والتجاوزات التي يتعرض لها العراق.

** كانت السفارات في زمن النظام السابق مراكز استخبارات وتجسس على المواطن، فهل تعتقد أن مهامها قد اختلفت حاليًا عما كانت عليه في السابق؟

نعم في السابق، كانت السفارات العراقية عبارة عن مراكز للمخابرات لنقل نشاطات العراقيين إلا أنها قد تحولت إلى أماكن للنزهة، فالموظفون الذين يعملون بها غير متعاونين مع المواطن العراقي إطلاقًا، أي إن السفارة في واد والمواطن العراقي، ومعاناته في واد آخر.

** تشهد دول في المنطقة أحداثًا ساخنة، فهل كان دور السفارات العراقية ايجابياً في حماية الجاليات العراقية في هذه الدول؟

موقف وزارة الخارجية لم يكن جيداً مع المواطنين في هذه الدول، فعند حدوث الاضطرابات في مصر وليبيا فإن أغلب الدول باشرت بنقل مواطني جالياتها بأقصى سرعة من خلال تخصيص طائرات قامت بهذه المهمة، أما المواطنون العراقيون في تلك الدول فقد تم نقلهم من قبل الأتراك ودول عربية بينما تلكأت السفارات، ولم تتعاون في هذا المجال ولدينا معلومات كثيرة عن مواطنين يعيشون تحت ظروف قاسية وقاهرة في ليبيا مثلا ولم يتمكنوا من الخروج منها نتيجة عدم تعاون السفارات.