اعتبرت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ان فشل العراق في تقديم حكومة شراكة حقيقية وارتباك وضعه الامني والسياسي سيؤثران على انعقاد القمة العربية في بغداد الشهر المقبل، ورأت أن هذا الفشل سيدفع بالدول العربية الى عدم منح العراق قيادة العمل العربي المشترك خلال الفترة المقبلة.
قال مستشار القائمة العراقية هاني عاشورإن الازمة السياسية في العراق واجواء عدم الثقة التي تهدد الشراكة الوطنية ستؤثر بالنتيجة على عقد القمة العربية في بغداد خلال الشهر المقبل، اضافة إلى ما تشهده المنطقة العربية من ازمات سياسية وتظاهرات شعبية.
واشار الى أن الازمات التي تمرّ بها بعض الدول العربية حاليًا وعدم قدرة العراق على تقديم حكومة شراكة وطنية حقيقية،كما تم الاتفاق عليه في اطار مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فياواخر العام الماضي، ستدفع الدول العربية الى ان تلحظ حالة غياب الثقة في العراق، ما يجعلها غير مقتنعة بمنح العراق قيادة العمل العربي المشترك للفترة المقبلة quot;.
وكان مندوب العراقي في الامم المتحدةقيس العزاوي أعلن أخيرًا أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على مقترح عراقي بتحديد موعد القمة العربية فى بغداد في الحادي عشر من الشهر المقبل على أن يسبقه اجتماع تحضيرى على مستوى وزراء الخارجية يوم العاشر من الشهر نفسه. وكان من المقرر عقد القمة في بغداد في التاسع والعشرين من الشهر الماضي لكنها أجلت بسبب الوضع الراهن في العالم العربي.
واضاف عاشور في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;أيلافquot; اليوم ان اختلال الشراكة الوطنية في العراق اعطى صورة معكوسة لما كان يجب ان يتقدم به العراق بعد الانتخابات الماضية بأن الحكومة تمثل الشعب كله، وان قراراتها هي قراراتكل الكتل السياسية، وليست منفردة بحزب واحد دون غيره، ما يعكس للعرب ان قيادة العمل العربي المشترك للفترة المقبلة لن تكون جادة ومؤثرة لهذا السبب.
واوضح ان امام العراق فرصة تاريخية لاثبات دوره الحضاري خلال القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بغداد. لكنه قال quot;ان ذلك لن يحدث لان الوضع العراقي مرتبك امنيًا وسياسيًا، وان الشراكة لم تتحقق، وان نظرة الدول العربية للعراق في وضعه الحالي هي نظرة مرتبكة وغير واثقة، في وقت يمر فيه الوطن العربي بازمات سياسية كبيرة، ما يعني ان العراق بازماته غير قادر على ايجاد ارضية مشتركة لحل ازمات الدول العربية، وهو امر يعطي القناعة بان تأجيل القمة العربية في بغداد شيء وارد في الحسابات السياسية العربية.
من جهته اتهم المتحدث باسم العراقية حيدر الملا في مؤتمر صحافي في بغداد إئتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بالانقلاب على اتفاقات مبادرة بارزاني. وشدد على ان ائتلاف دولة القانون قد انقلب على اتفاقات تشكيل المجلس الأعلى للسياسات الإستراتيجية والمصالحة الوطنية والشراكة في صناعة القرار والنظام الداخلي لمجلس الوزراء. ودعا الكتل السياسية إلى اتخاذ الموقف اللازم حيال الموضوع.
وكان بارزاني طرح في أيلول (سبتمبر) الماضي مبادرة تتعلق بحل الأزمة السياسية في العراق تتضمن تشكيل لجنة تضم بين ثمانية واثني عشر من ممثلي الكتل السياسية لبدء محادثات لتشكيل الحكومة الجديدة، والعمل على حل الخلافات العالقة وعقد اجتماعات موسعة للقادة لحسم موضوع الرئاسات الثلاث.
يذكر أن العراقية بزعامة علاوي هي التكتل السياسي الكبير الوحيد في عراق ما بعد صدام حسين، الذي يحظى بدعم من مختلف الطوائف والاعراق، وحصل على 91 مقعدا في مجلس النواب الحالي، البالغ عدد مقاعده 325 عقب انتخابات عامة شهدتها البلاد في السابع من اذار (مارس) من العام الماضي.
وتضم العراقية سبعة تكتلات سياسية، هي حركة الوفاق الوطني بزعامة أياد علاوي والتي حصلت على 24 مقعدا في الانتخابات، والجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك التي حصلت على 20 مقعدا، وتجمع عراقيون بزعامة أسامة النجيفي الذي حصل على 19 مقعدا، وحركة حل بقيادة جمال كربولي والتي يبلغ عدد مقاعدها في البرلمان 12 مقعدا.
كما تضم القائمة حركة تجديد التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي والتي حصلت على 6 مقاعد، وهي المقاعد نفسهاالتي حصل عليها تيار المستقبل بزعامة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي، فيما حصلت حركة أبناء الرافدين التي يقودها سلام الزوبعي على 4 مقاعد.
التعليقات