كربلاء: أعلنت السلطات العراقية إعتقال ثمانية اشخاص على الاقل بتهمة ارتكاب مجزرة قبل ثلاثة ايام راح ضحيتها 22 من الزوار الشيعة غالبيتهم من مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي إن quot;وحدات من قوات النخبة في شرطة كربلاء توجهت الخميس الى محافظة الانباء (السنية) واعتقلت ثمانية مشتبه بهم يخضعون الان للاستجوابquot;.

وكانت السلطات العراقية وفور وقوع المجزرة اتهمت تنظيم القاعدة بالوقوف خلفها.

من جانبه قال مسؤول في مجلس محافظة الانبار ان quot;20 شخصا بينهم رجلا دين اعتقلوا في الرطبة (380 كلم غرب بغداد) على ايدي شرطة كربلاء وهم لا يزالون معتقلينquot;.

ومساء الاثنين قتل مسلحون مجهولون 22 من الزوار الشيعة المتوجهين من كربلاء الى سوريا بعد ان عزلوا النساء والاطفال عن الرجال، وذلك في منطقة صحراوية تبعد 300 كلم غرب بغداد.

وبحسب قائمقام عين تمر، البلدة الاقرب الى مكان الاعتداء، فان quot;مسلحين يرتدون ملابس الجيش والشرطة اوقفوا حافلة تقل زوارا من سكان كربلاء متوجهين الى سوريا، وعزلوا الرجال ال22 عن النساء والاطفال وقاموا باعدامهم بالرصاصquot;.

وبحسب جمال مهدي مسؤول اعلام الصحة في كربلاء فان quot;16 من الضحايا من سكان كربلاء واربعة من اهالي البصرة واخر من الناصرية بالاضافة الى شخص مجهول اخر، تقول شركة السياحة انه السائق وهو سوري الجنسية اسمه ياسر زين العابدين.

وقالت ام ثائر التي كانت على متن الحافلة عندما قتل زوجها quot;كنا متوجهين الى سوريا فاوقفنا افراد يرتدون زي الجيش في منطقة نائية عند الساعة 21,00 (بالتوقيت المحلي، 18,00 تغ) من مساء الاثنينquot;.

واضافت quot;دخل عدد من الرجال المسلحين، وقالوا لنا نحن من الجيش، ونحن بخدمتكم ونريد ان تتعاونوا معنا، ونريد منكم تسليمنا هواتفكم المحمولة، بحجة تعرضهم الى هجوم ويريدون التحقيق بهquot;.

وتابعت quot;قمنا بتسليم هواتفنا لهم، لكنهم طلبوا نزول جميع الرجال بحجة تفتيشهم، وبعد مرور دقائق على نزولهم، سمعنا اطلاق نار كثيفا، وبدأت عدة نساء نزلن من باب الحافلة بالصراخ فعرفنا انهم قاموا بقتلهمquot;.

واضافت quot;في هذه الاثناء وصلت شاحنتان الى المكان، ولما رأوا الحادث قاموا باختراق الحاجز وتمكنوا من مواصلة السير، فعرف المسلحون ان هؤلاء سيخبرون اقرب قوة امنية، فهربوا في سيارتهم الى جهة مجهولةquot;.

واكدت المرأة quot;بالفعل، بعد دقائق قليلة وصلت قوة من شرطة الانبار الى مكان الحادث، وبعدها بفترة وجيزة قوة من شرطة كربلاء برفقة رئيس مجلس محافظة كربلاءquot;.

واشارت الى ان quot;خطة المسلحين كانت تنطوي على سرقة الحافلة ايضا، لكن الوقت لم يسمح لهم، وقامت القوات الامنية باعادتنا الى كربلاء بعد ان جمعت جثث الرجالquot;.

وبحسب المصادر المحلية فان الضحايا كانوا مسافرين في حافلة تابعة لشركة الحلو للسياحة التي تطلق رحلة يومية الى سوريا من كربلاء لزيارة العتبات المقدسة لاسيما ضريح السيدة زينب شقيقة الامام الحسين، الامام الثالث لدى الشيعة الاثني عشرية.

وتحولت محافظة الانبار التي تقطنها اكثرية سنية الى معقل لتنظيم القاعدة بعيد الغزو الاميركي للعراق في 2003، ولكن منذ 2007 نجحت قوات الصحوة، التي تشكلت من ابناء عشائر محلية انقلبوا على القاعدة، في مكافحة هذا التنظيم من دون التمكن من القضاء عليه نهائيا.