صنعاء: قالت مصادر رسمية وقبلية إن ستة اشخاص قتلوا في المعارك التي اندلعت الخميس في صنعاء بين مسلحين من القبائل المؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح وتلك التي تعارضه.

ونقل متحدث باسم وزارة الداخلية عن الموقع الالكتروني التابع لوزراة الدفاع quot;مقتل اربعة اشخاص واصابة ستة اخرين في سقوط قذيفة على مقر سكن الشيخ صغير بن عزيزquot;.

كما اعلن مكتب منافسه الشيخ حمير الاحمر لفرانس برس مقتل اثنين من حراسه الشخصيين واصابة خمسة اخرين بجروح في قصف استهدف منزله.

وقد اعلنت مصادر طبية في وقت سابق مقتل اربعة مدنيين في المواجهات بين الوحدات العسكرية التابعة للضابط المنشق اللواء علي الاحمر والحرس الجمهوري بقيادة احمد نجل الرئيس اليمني.

وكان قتل أربعة مدنيين، بينهم امراتان الخميس برصاص قناصة وقصف مدفعي في صنعاء التي تشهد معارك بين مسلحين من القبائل التي تؤيد وتلك التي تعارض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بحسب مصادر طبية وشهود عيان. وبذلك، يرتفع عدد القتلى منذ عودة العنف الى صنعاء الاحد الماضي الى 89 قتيلا.

واضاف الشهود ان الامرأتين قتلتا برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير، حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح. اما الرجلان فقد قتلا في قصف طاول المنطقة، واسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح.

وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري، الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الضابط المنشق اللواء علي محسن الاحمر، الذي انضم الى الاحتجاجات في آذار/مارس الماضي، وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير.

في الوقت عينه، اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين للزعيم القبلي صادق الاحمر المؤيد لحركة الاحتجاجات، وانصار زعيم قبلي آخر موال للرئيس، هو صغير بن عزيز، بحسب الشهود.

وتدور المواجهات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في حي الحصبة في شمال العاصمة، وفقا للمصادر. ويمضي الرئيس اليمني فترة نقاهة في السعودية بعد انتهاء العلاج الذي تلقاه غداة اصابته بهجوم في قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو الماضي.

وفي المجموع، قتل 85 شخصًا منذ تصاعد العنف مجددا الاحد في صنعاء. وقال سكان إن الاشتباكات كانت متقطعة ليلاً الا انها تكثفت عند الفجر. وقد جرت حول ساحة التغيير، حيث يواصل المحتجون المطالبون باستقالة الرئيس صالح تجمعهم على الرغم من العنف.

وتدور المعارك بين الوحدات الموالية لرئيس الدولة والحرس الجمهوري، الذي يقوده ابنه احمد من جهة، والوحدات التي يقودها الضابط المنشق اللواء علي محسن الاحمر، الذي انضم الى الاحتجاج في آذار/مارس الماضي.

وكانت حركة السير متوقفة صباح الخميس في شارع الزبيري خط التماس الجديد، الذي بات يفصل بين شمال صنعاء الذي تسيطر عليه القوات الموالية للاحمر وجنوب العاصمة الواقع تحت سيطرة الموالين لصالح.

يذكر أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني غادر اليمن أمس الاربعاء من دون إحراز تقدم على صعيد جهود الوساطة لنقل السلطة في البلد المضطرب، في حين انهارت هدنة بين وحدات متصارعة في الجيش اشتبكت بعنف في صنعاء لليوم الرابع على التوالي.

وقال الوسيط الخليجي اثناء مغادرته اليمن ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق، حسبما نقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، في الوقت الذي ارتفعت حصيلة قتلى اربعة ايام الى 85 شخصًا في حصيلة جديدة.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 81 شخصًا. وقالت الوكالة ان quot;الامين العام لمجلس التعاون... غادر والوفد المرافق له صنعاء اليومquot;. ونقلت الوكالة عن الزياني قوله ان زيارته لليمن كانت تهدف إلى تحديد quot;امكانية البحث في تفاصيل المبادرة الخليجيةquot;.

وتابع التقرير أن الزياني quot;اكد انه حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كل الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمنquot;.

وقبل رحيله التقى الزياني نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي دعا quot; اليمنيين كافة إلىاحترام جهود مجلس التعاون الخليجي والجهود التي يبذلها الزياني على وجه الخصوصquot;.

وقالت الوكالة اليمنية ان هادي الذي خوّله الرئيس علي عبد الله صالح التفاوض للاتفاق على نقل السلطة في وقت سابق هذا الشهر بمقتضى خطة لمجلس التعاون الخليجي، التقى ايضًا مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر الاربعاء.

كما التقى موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر باللوء المنشق علي محسن الاحمر وبقادة المعارضة، حسبما قال لفرانس برس، مضيفًا انه سيبقى في اليمن لإجراء محادثات اخرى يتوقع ان يلتقي خلالها ايضًا زعماء من الحراك الجنوبي الانفصالي ومن المتمردين الحثويين الشماليين.

وقال بن عمر ان امله هو quot;تحقيق اجماعquot; بين الاخصام في اليمن. واضاف انه رغم quot;خطورةquot; موجة العنف الجديدة، الا انه quot;متفائلquot;، وقد تحدث عن quot;تقدم على الجبهة السياسيةquot;. غير ان المبعوث الدولي حذر من quot;خطر اندلاع حرب اهلية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سياسيquot;.

وكان بن عمر والزياني وصلا الى اليمن الاثنين على امل وضع اللمسات الاخيرة على المبادرة الخليجية، التي تم اقتراحها الربيع الماضي، وتدعو صالح الى التنحي وتسليم كل السلطات الدستورية إلى هادي مقابل منح صالح واسرته حصانة تحميه من الملاحقات. ورافق اخفاق الجهود الدبلوماسية تصاعد للتوترات الميدانية.