لندن: عُثر على أول شريط تظهر فيه هناء ابنة القذافي بالتبني التي ادعى أنها قُتلت في القصف الجوي الاميركي الذي استهدف مجمع باب العزيزية عام 1986. وتظهر هناء القذافي في الشريط وهي تركل كرة وتلعب في احضان والدها. والشريط واحد من عدة أشرطة لأفراد أسرة القذافي في لعبهم ولهوهم اثناء نزهات عائلية خارج طرابلس.
وجرى تصوير الشريط بعد ثلاث سنوات على القصف الاميركي الذي قال القذافي في حينه انه اسفر عن مقتل هناء. ويظهر آخرون من افراد الأسرة ينادونها باسمها. وتشبه الفتاة التي تظهر في الشريط صور امرأة بالغة اسمها هناء عُثر على شهاداتها المدرسية في احدى غرف النوم داخل المجمع بعد سقوط القذافي.
ويلاعب القذافي ابنته هناء في الشريط ويسميها البطلة هناء التي تظهر ببدلة رياضية حمراء مع القذافي الذي يشجعها على لعب الكرة معه ومع نجله الثالث الساعدي الذي كان مراهقا وقتذاك. وتصفق هناء حين يحملها القذافي ثم تركض متمايلة لتركل الكرة الى والدها.
وكان القذافي دأب طيلة سنوات على توظيف مقتل هناء المزعوم أداة في معاركه السياسية وتأجيج مشاعر العداء للغرب بين الليبيين. وقال مسؤولون في نظامه ان الأسرة تبنت فتاة أخرى اسمها هناء بعد الهجوم الاميركي.
وعلمت صحيفة الديلي تلغراف التي نشرت الشريط، مرات متكررة من مصادر ليبية في آذار/ مارس أنها عملت طبيبة في مركز طرابلس الطبي. واطلعت الصحيفة فيما بعد على وثائق تثبت ان طبيب اسنان بريطانيا عالجها في طرابلس عام 2008.
وتظهر هناء في الشريط وهي ترضع جملا صغيرا من ابريق شاي فيما يظهر القذافي وهو يحضن بحنان البنت التي الغى حياتها رسميا. ويظهر الساعدي القذافي وهو يخطئ الكرة مع انه كان مجنونا بحب اللعبة وحين شارك في حفنة مباريات في ايطاليا قيل انه اسوأ لاعب تطأ قدامه ملاعب الدوري الايطالي.
وتقول الديلي تلغراف ان محمد علي الذي سجل الشريط عمل مع أسرة القذافي في فعاليات عامة وخاصة فترة 9 سنوات بوصفه واحدا من ثلاثة مصورين رسميين. وبعد ان تدرب في بريطانيا عمل للتلفزيون الليبي قبل ان يلاحظ القذافي انتاجه ويستدعيه. وقال علي ان الأسرة كانت كثيرا ما تخرج للنزهة في مخيم على اطراف المدينة. وكان القذافي المهووس باستهدافه بمحاولات اغتيال أو قصف ينام في مكان منفصل على حشية بسيطة بعيدا عن خيمة الآخرين.
وقال علي ان احدا لم يكن يعرف أين ينام القذافي وعندما كان يخرج في نزهة كهذه لم ينم قط داخل الخيمة.
وكان يرافق القذافي مشرف على طعامه يتذوقه قبل ان يُقدم اليه. وقال علي ان القذافي كان لا يثق إلا بسائقه وحارساته. واضاف ان مرافقة القذافي كانت كابوسا. فحين يسافر الى الخارج كان في احيان كثيرة يأمر باقلاع اربع طائرات quot;وكان واجبي ان أكون معه لكني لم أكن أُبلغ قط أي طائرة هي التي تقل القذافيquot;.
كما كان عمل علي خطيرا. فالأخطاء كانت تُعاقب بالسجن في غرفة داخل مجمع الأسرة. وفي حين كان القذافي مغرما بتصويره من الخلف بحيث تظهر الحشود وهي مسمرة تستمع الى الدرر التي يلقيها فانه كان يغضب بسبب ما تكشف عنه العدسات. ويقول علي ان شعر القذافي كان كثيفا وحين تقدم به العمر وبدأ شعره يتساقط منع تصويره من هذه الزاوية.
لاحقا بدأ علي يرافق صفية زوجة القذافي في زيارات لدور الأيتام حيث تبنت الأسرة هناء وتبنت معها ثلاثة أطفال آخرين، كما يقول علي. ويضيف انها كانت تراقب الأطفال طيلة أيام ثم تختار واحدا منهم. وتبنت الأسرة ثلاثة اطفال آخرين.
وكان القذافي يمنع اطفاله من اللعب مع الأطفال الليبيين الآخرين في الخارج فكانوا يجلبون الأطفال للعب معهم داخل المجمع. وكان هؤلاء الأطفال اشياء يلعب بها اطفال القذافي، كما يقول المصور علي. وأُخذ طفل يظهر في الشريط وهو يعلب الكرة مع الساعدي القذافي، من احدى دور الأيتام وهو في العاشرة من العمر. وعاش مع العائلة عدة سنوات حتى اصبحت عائشة ابنة القذافي فتاة بالغة.
وقال علي إن الأسرة كانت لا تريد بقاء هذا الصبي قريبا منها. quot;وكان الساعدي وسيف الاسلام يلكمانه ويركلانه حسداquot;، بحسب علي. ونُقل الصبي الى دار ايتام أخرى بخلاف هناء التي يُعتقد انها الآن في الجزائر مع زوجة القذافي ونجليه محمد وهنيبعل وعائشة.
التعليقات