لندن: طالب متظاهرون في بغداد بالعمل على نبذ الطائفية وإخراج القوات الأميركية من البلاد ومكافحة الفساد ومحاسبة الرئيس جلال طالباني على خلفية انفاقه مليونا دولار على مشاركته الحالية في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

وشهدت ساحة التحرير بوسط العاصمة العراقية تظاهرات دعت لها تجمعات شبابية اصالاحية رفعت شعارات ورددت هتافات تدعو الى الالتزام برحيل القوات الأميركية من البلاد بنهاية العام الحالي وتطالب القوى السياسية بعدم التصعيد الطائفي على ضوء الاعمال الارهابية التي تشهدها بعض المحافظات العراقية.

كما ندد المحتجون بالفساد وعدم الجدية بمكافحته وطالبوا بمحاسبة الرئيس طالباني على انفاقه مليونا دولار على مشاركته الحالية في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وذلك للمرة الثانية خلال تظاهرات الجمعة التي تشهدها العاصمة العراقية منذ شباط (فبراير) الماضي.

وأمس اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان القوات الأميركية ستنسحب بشكل كامل ولن يبقى اي جندي أميركي على الاراضي العراقية بعد نهاية العام الحالي لكنه اشار الى امكانية بقاء مدربين أميركيين لتدريب القوات العراقية على الاسلحة الحديثة التي اشترتها من الولايات المتحدة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا الاحد الماضي طالباني الى توزيع مبلغ ايفاده الى الولايات المتحدة على الشعب العراقي مؤكدا أن مثل هذا الإجراء سيزيد محبة الناس له والرضا عنه.

وقال الصدر في رد على سؤال لاحد المواطنين بشأن تخصيص مبلغ مليوني دولار لتغطية نفقات ايفاد طالباني الى نيويورك للمشاركة في اعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة quot;أنصحه بتوزيع هذه الأموال على الشعب حتى يكون ذلك بابا لرضا الله تعالى عنا اجمع ويكون بابا لازدياد محبته عند الشعبquot;.

ونشرت مواقع عراقية وثيقة سرية صادرة عن ديوان رئاسة الجمهورية العراقية الى وزارة المالية تقول quot;أنه بناء على أمر فخامة رئيس الجمهورية يرجى التفضل بتمويل حسابنا الجاري المفتوح لدى مصرف الرافدين فرع المنصور بالرقم (3060) بمبلغ قدره (2000000$) فقط مليونا دولار أميركي (ما يعادل 2.4 مليار دينار عراقي) لغرض تغطية نفقات فخامته إلى الولايات المتحدة الأميركيةquot;. وادى الكشف عن هذه المصروفات الى غضب شعبي وردود فعل رافضة من قبل أغلب الكتل.

وكانت تجمعات شبابية عراقية قد دعت الاربعاء الى تظاهرات في انحاء البلاد اليوم الجمعة للمطالبة بالتغيير وقالت ان quot;المتآمرين على هذا البلد والمتاجرين بدماء أبنائه قد دأبوا على طرق كلّ باب يظنون أنهم قادرون من خلاله على إثارة مشاكل جانبية علّهم يصلون بواسطتها إلى هدفهم في تقسيم العراق وتجذير الطائفية فيه ليتسلّط المحتلون على عرش العراق وليتبوّأوا مكانة المخلّص ولكي يهنأ الذين جاؤوا به وتعاونوا معهquot;.

وطالبت هذه التجمعات وهي quot;الثورة العراقية الكبرىquot; وquot;ائتلاف ثورة 25 شباطquot; وتجمع شباب الأنبارquot; وquot;ائتلاف ارحلواquot; في نداء الى العراقيين تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه الى مواصلة التظاهرات من الشمال الى الجنوب والاستمرار في المشروع الوحدوي الذي سرنا فيه ليكون أفضل رد على من يحاول جر البلاد الى الفتن والاحتراب والتظاهر في الجمعة المقبلة تحت شعار (الثورة مستمرة) للمطالبة بحقوقنا المشروعة وخيراتنا المسلوبة فلم يعد ثمة عذر للمتخلفين عن هذه المسيرة ولم يعد من سبيل أمامنا للخلاص من هذا الجحيم سوى مواصلة الثورة الشعبية العارمة التي تتخذ من السلم سلاحا للإطاحة بالفاسدين ووسيلة لإحداث التغيير المأمولquot; على حد قولها.

يذكر ان محافظات العراق تشهد منذ 25 شباط (فبراير) الماضي تظاهرات احتجاج تطالب بتغيير الحكومة واتخاذ اجراءات حاسمة لمكافحة الفساد والبطالة والمحاصصة في ادارة الدولة وللمطالبة بالخدمات والأمن ومعاقبة المزورين وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ينظمها ناشطون وشباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.

واثر ذلك اعلن المالكي في السابع والعشرين من الشهر نفسه مهلة مائة يوم لتقييم عمل الوزراء في محاولة لامتصاص غضب الجماهير وتقديم وعود باصلاح الاوضاع العامة في البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تم بعدها وعبر شاشات التلفزيون عقد جلسات علنية لمجلس الوزراء قدم خلالها الوزراء عروضا عن الانجازات والاخفاقات التي شهدتها وزاراتهم خلال هذه الفترة لكن هذه العروض لم تقنع الناشطين المستمرين في تظاهرات احتجاج في ايام الجمعة من كل اسبوع داعية الى التغيير.