وجّهت مجلة سياسية فرنسية اتهامًا علنيًا بالفساد إلى عقيلة الرئيس الفرنسي كارلا بروني. وقالت إن السيدة الأولى استغلت عملها في جمعية خيرية دولية لتحويل جزء من أموال هذه المؤسسة إلى شركات يملكها منتج موسيقي من أصدقائها المقرّبين.


كارلا بروني

صلاح أحمد: تجد سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني نفسها في قلب عاصفة تتصل بالمصدر، الذي تلقى منه صديق مقرّب لها، أموالاً، يفترض أن تعود إلى الأعمال الخيرية.

ويشاع أن المال أتى من laquo;غلوبال فاندraquo;، وهي جمعية خيرية أنشئت قبل عشر سنوات لمكافحة الأمراض القاتلة، مثل الإيدز، في العالم الثالث، وتتخذ من سويسرا مقرًا لها.

وقد وافقت عقيلة الرئيس الفرنسي على أن تصبح واجهة لحملة تقوم بها الجمعية تحت شعار laquo;مواليد أحرار من إتش آي فيraquo; (الفيروس المسبب للإيدز)، التي أُطلقت في العام 2010 لحماية الأطفال والنساء في الدول الفقيرة من هذا المرض. وتساند بروني في هذه الحملة كوكبة من النجوم العالميين، أمثال السير بول مكارتني ومغني laquo;يو 2raquo; بونو ومصمم الأزياء جان - بول غوتيير.

على أن مجلة laquo;ماريانraquo; السياسية الفرنسية زعمت أن الموديل السابقة والمغنية بروني (44 عامًا) قدمت نحو 2.5 مليون يورو من أموال الجمعية إلى شركات ناشطة في مجالات الموسيقى، ومملوكة لجوليان سيفانج (43 عامًا)، وهو منتج موسيقي من أصدقائها المقربين.

وتضيف المجلة أن سيفانج وأربعة من زملائه تلقوا نحو 600 ألف يورو في حساباتهم الخاصة لقاء ترويجهم لعمل الجمعية الخيرية. يأتي هذا كله مضافًا إلى زعم المجلة بأن الأموال الحقيقية التي ذهبت إلى حملة مكافحة الإيدز نفسها لا تشكل سوى نسبة ضيئلة من نوع الأرقام التي أوردتها.

جوليان سيفانج

وقد أقرّت بروني بأن سيفانج تلقى منها أموالاً لقاء ترقيته أنشطتها. لكنها قالت إن هذه أتت من حسابها الخاص، ولا علاقة لها بأموال الجمعية الخيرية. من جهتها قالت laquo;غلوبال فاندraquo; إن سائر عقودها المتعلقة بحملة مكافحة الإيدز تتفق تمامًا مع سياساتها ولوائحها المالية الصارمة.
وأضافت أن الإنفاق على laquo;مواليد أحرار من إتش آي فيraquo; خضع لمراجعة خارجية مستقلة، أكدت أن الأموال تصرف على النحو المبتغى. يذكر أن الرئيس نيكولا ساركوزي وعد خلال العام الماضي بمبلغ 1.4 مليون دولار من الخزينة الفرنسية لمساعدة laquo;غلوبال فاندraquo; التي تجد دعمًا من الأمم المتحدة نفسها. لكن المراقبين قالوا وقتها إن هذا بحد ذاته يشكل تضاربًا في المصالح، لأن ساركوزي يستخدم المال العام لدعم مؤسسة تسيطر عليها زوجته جزئيًا.

وتزعم مجلة laquo;ماريانraquo; إن بروني طلبت أن تُدفع مساهمة الحكومة الفرنسية عبر مؤسستها الخيرية، على أن تتولى هذه المؤسسة تقديمها إلى شركات سيفانج. ولم تخضع هذه العملية لطرح مناقصات أو مزايدات عامة، كما هي العادة المتبعة داخل ومع مؤسسات دولية بذلك الوزن.

يذكر أن سيفانج بين الوجوه المألوفة - مع النجوم من أمثال ميك جاغر - في laquo;فيلا مونتمورينسraquo;، وهو قصر خاص صغير في ضواحي باريس يعود إلى بروني، ويحوي استديو تسجّل فيه إنتاجها الموسيقي. وكان رجل الأعمال هذا أحد شاهديْن على زواجها من ساركوزي في 2008.