لندن: كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتز يوم الثلاثاء، إن اسرائيل تهيئ نفسها لاستقبال لاجئين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، في حال سقوط نظامه. ونقل ناطق بإسم لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي، قول الجنرال غانتز أمام اللجنة انه من المتوقع ان تتضرر الطائفة العلوية في اليوم الذي يسقط فيه نظام الأسد وإن اسرائيل تستعد لاستقبال لاجئين علويين في هضبة الجولان.

ولاحظت مجلة فورين بولسي وجود مشكلة واحدة في العرض الاسرائيلي، وهي قلق العلويين الذين يعيشون في هضبة الجولان، مشيرة الى أن غالبية سكان المنطقة هم من السنة والدروز، وانه من المرجح ان تكون هذه المكونات من الرابحين في سوريا ما بعد الأسد.

ويبدو أن قرية الغجر المتنازع عليها، بسكانها البالغ عددهم نحو ألفي شخص على الحدود السورية -ـ اللبنانية، هي آخر تجمع للطائفة العلوية في تلك المنطقة الحدودية. وبالتالي فإن أمام العلويين الذين يعيشون في دمشق أو المناطق الجبلية شمال غرب سوريا، خيارين إذا قرروا النزوح بأعداد كبيرة. فهم يستطيعون ان يغامروا برحلة شاقة عبر هضبة الجولان الى اسرائيل، أو يستطيعون التوجه الى لبنان والعبور من حدوده الجنوبية الشرقية حيث تقع قرية الغجر، بحسب مجلة فورين بولسي. ولا يُعرف لماذا سيفضل العلويون النازحون اسرائيل على جنوب لبنان معقل حزب الله حليف الأسد.

وإزاء مثل هذا السيناريو المستبعد، فالتفسير الأرجح، هو أن الجنرال غانتز كان يحاول استفزاز الأسد بالقول إن اسرائيل ستقدم الغوث لأتباعه عندما لم يعد بمقدوره هو أن يتكفل برعايتهم. ولكن افتراض الجنرال الاسرائيلي، بأن العلويين سيُجبرون على الفرار للنجاة بحياتهم بعد سقوط الأسد، لن يكون موضع ترحيب من المعارضة السورية. وإن تصريحات الجنرال غانتز قد تكون مناوئة للأسد ولكنها ليست مؤيدة للثورة السورية، على حد تعبير مجلة فورين بولسي.