دمشق تشكّل لجنة للتحقيق في ظروف مقتل الصحافي الفرنسي

آخر تحديث الساعة 21:05 بتوقيت غرينيتش

دمشق: قررت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق quot;في ظروف وملابساتquot; مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص الأربعاء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا.

وقالت الوكالة إن quot;محافظ حمص غسان عبد العال أصدر قرارًا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع الأدلة والتحقيق في ظروف وملابسات الاعتداء الإرهابي، الذي أودى بحياة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه من القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، وثمانية مواطنين سوريين يوم أمسquot;.

وأضافت إن quot;اللجنة تضم قاضيًا ورئيس فرع الأمن الجنائي في مدينة حمص وخبيري أسلحة وذخيرة، إضافة إلى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسميه القناةquot;.

وكان جاكييه، الذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي، ضمن مجموعة من الصحافيين الذين سمحت لهم السلطات السورية بزيارة مدينة حمص معقل الاحتجاجات ضد النظام. وقتل الأربعاء حين سقطت قذيفة على مجموعة من الصحافيين، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

ودعا القادة الغربيون، وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الخميس، إلى quot;كشف الحقيقة كاملةquot; حول ظروف مقتل الصحافي جيل جاكييه.

واتهم التلفزيون السوري الرسمي quot;مجموعة إرهابيةquot; بـquot;إطلاق قذائف على صحافيين أجانبquot; في حمص، في حين اتهم ناشطون حقوقيون في المدينة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ منتصف آذار/مارس 2011 بقتل الصحافي الفرنسي.

دمشق تدين مقتل جاكييه

واكدت دمشق الخميس quot;ادانتها واستنكارها الشديدينquot; للقصف الذي استهدف الفريق الإعلامي واسفر عن مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، مؤكدة ان هذا quot;التصعيد الارهابيquot; لن يثنيها عن quot;مواصلة التعاون مع مختلف وسائل الاعلامquot;.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الاعلام السوري عدنان محمود quot;إدانته واستنكاره الشديدين لهذا الاعتداء الإرهابيquot;، واعرابه عن quot;تعازيه الحارة لعائلة الصحافي جاكييه ومؤسسته الإعلاميةquot;.

واضاف ان quot;التصعيد الإرهابي الذي تقوم به المجموعات المسلحة ضد المواطنين ومؤسسات الدولة الخدمية والإعلاميين (...) يهدف الى اسكات الصوت وحجب الصورة الحقيقية لما يجري من أعمال إرهابية في سوريا عن الرأي العام العالميquot;.

واكد الوزير السوري ان quot;هذا الحادث الارهابي لن يثنينا عن مواصلة التعاون مع مختلف وسائل الاعلام لاظهار الوجه الحقيقي لصورة الاحداث في سورياquot;.

ولفت الوزير من جهة اخرى الى ان وزارته quot;منحت منذ بداية شهر كانون الاول/ديسمبر موافقات دخول لاكثر من 145 وسيلة اعلامية عربية وأجنبية لنقل صورة الاحداث في سورياquot;.

السلطات السورية تعمّم صورة منفذ هجوم حي الميدان

من جهتها أعلنت وزارة الداخلية السورية الخميس أنها عمّمت صورة للمشتبه بتنفيذه الهجوم الانتحاري، الذي استهدف أخيرًا حي الميدان في دمشق بهدف الحصول على معلومات عنه.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية نقلاً عن بيان للوزارة ان الاخيرة quot;عمّمت اليوم صورة الإرهابي، الذي قام بتفجير نفسه في حي الميدان في دمشق في 6 كانون الثاني/يناير 2012quot;، ونشرت الوكالة الصورة على موقعها الالكتروني.

ودعت الوزارة quot;المواطنين، الذين لديهم أي معلومات حول هوية صاحب الصورة التي عمّمتها إلى الإبلاغ عنها فورًا إلى أقرب وحدة شرطيةquot;.

وأضافت ان الهدف من ذلك أن quot;يتسنى للجهات المعنية المتابعة الحثيثة للمجموعات الإرهابية المسلحة وإلقاء القبض عليها وتقديمها إلى القضاءquot;.

واسفر الهجوم الانتحاري، الذي استهدف حي الميدان في دمشق، ونسبته السلطات السورية الى quot;إرهابيينquot; ومعارضين للنظام، عن 26 قتيلاً، وذلك بعد اسبوعين من هجوم مماثل في العاصمة السورية.

الجيش السوري يطلق النار على متظاهرين حاولوا الوصول إلى المراقبين

وكان رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبي سوريا عدنان الخضير قال الخميس ان اثنين من المراقبين، هما الجزائري انور مالك ومراقب اخر سوداني، اعتذرا عن مواصلة مهمتهما ضمن البعثة في سوريا لاسباب شخصية. وقال في تصريحات للصحافيين quot;هناك اثنان من المراقبين، احدهما جزائري، والآخر سوداني سيعود الى بلده، اعتذرا، الأول لأسباب صحية، والثاني لاسباب خاصةquot;.

وأضاف ان بعثة المراقبين quot;مستمرة في اداء عملها حتى 19 كانون الثاني/يناير الجاري وفقا للبروتوكولquot; الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية، والذي حدد مدة عمل بعثة المراقبين بشهر قابل للتجديد. ولم تعلن الجامعة بعد إن كانت ستطلب تمديد مهمة المراقبين العرب في سوريا ام لا.

ومن المقرر ان يتخذ قرار بهذا الشأن خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد في 19 او 20 كانون الثاني/يناير الجاري في القاهرة ويسبقه مشاورات تجريها اللجنة العربية الوزارية المعنية برئاسة الازمة السورية، وفقا لمصادر الجامعة العربية.

هذا فيما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس ان قوات الامن السورية اطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول الى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور في شمال سوريا، مطالبة الجامعة العربية بادانة السلطات السورية.

وقالت المنظمة في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه نقلاً عن شاهدين قالت انهما اصيبا في الحادث وفرّا الى جنوب تركيا انه quot;حوالى الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي في 10 يناير/كانون الثاني 2012 تقدما (الشاهدين) من ساحة حزب البعث .. لمقابلة مراقبي جامعة الدول العربية المتواجدين هناك.. وعندما اقتربا من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدمquot;.

واضافت انه quot;بعدما رفض المتظاهرون التفرّق، تم اطلاق النار على الحشد، فاصيب تسعة متظاهرين على الاقلquot;. وذكرت المنظمة ان مراقبي الجامعة العربية quot;كانوا في ساحة حزب البعث، لكن غادروا في سيارة بعدما بدأ اطلاق النار، على حد قول الشاهدينquot;. وقالت المنظمة انه رغم محاولات عدة، لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود.

وقالت المنظمة انه quot;على ضوء هذه الانتهاكات وغيرها من الانتهاكات البينة للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية، على الجامعة العربية أن تكشف علنًا عن نتائج البعثة وتقييمها لامكانية استمرار البعثةquot;.

وذكر شخص قال ان اسمه أبو أحمد، وهو أحد المتظاهرين المصابين في الهجوم لهيومن رايتس ووتش quot;كنا حوالى 300 إلى 500 شخص، وكنت أسير في الصف الأمامي.. عندما أصبحنا على مسافة 100 متر من نقطة التفتيش، هتفنا للجيش أننا لا نريد إلا مقابلة المراقبين. لكنهم اطلقوا النار عليناquot;.

وقال شاهد آخر يدعى مصطفى quot;عندما بدأ المتظاهرون في الركض مبتعدين، طاردتهم قوات الجيش، واستمرت في إطلاق النار عليهمquot; مضيفًا انه quot;كان وسط مجموعة من الأفراد، وأصيب برصاصتين في ظهره، وأخرى في ذراعه الأيسر.. كما أصيب خمسة أشخاصquot; آخرين، بحسب بيان المنظمة.

وقالت آنا نيستات، نائبة قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: quot;مثل هذه الحوادث وعدد الوفيات المتزايد باستمرار يظهران بوضوح أن وجود مراقبي الجامعة العربية لم يفد كثيرًا في الزام السلطات السورية بالكفّ عن جرائمهاquot;.

واضافت quot;حان الوقت لأن تندد الجامعة العربية باخفاق الحكومة السورية في الالتزام بالاتفاق.. السماح باستمرار البعثة من دون جهود فعالة أو واضحة لحماية المدنيين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الوفياتquot;.

الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط يدعو إلى تسهيل مهمة المراقبين

في المقابل، دعا الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكه الخميس الحكومة السورية وكل الاطراف في هذا البلد الى ازالة العقبات التي تعوق مهمة المراقبين العرب. وطالب الديبلوماسي الصيني، في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، quot;الحكومة السورية والأطراف السورية الأخرى إلى توفير وتهيئة الظروف المناسبة لعمل بعثة المراقبين حتى يتمكنوا من اداء مهمتهمquot;.

واكد ان مناقشاته مع العربي اظهرت وجود quot;بعض الصعوبات التي تعترض عمل المراقبين في الوقت الراهنquot;، وعبّر عن أسفه لوقوع quot;اعتداءات على بعض المراقبينquot; أخيرًا. وقررت الجامعة العربية الأربعاء تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سوريا، وذلك بعد هجوم استهدف فريقها الاثنين.

وقال مصدر في الجامعة العربية طلب عدم الكشف عن هويته انه quot;لن يتم إرسال المزيد من المراقبين في الوقت الراهن الى سوريا حتى تستتب الأوضاع بالنسبة إلى المراقبين، خاصة بعد الحادث الذي تعرّض له أحد فرق المراقبة في مدينة اللاذقية (شمال غرب) الاثنين الماضيquot; حيث أصيب بجروح طفيفة ثلاثة مراقبين (كويتيان وإماراتي).

وكانت الجامعة العربية قررت الأحد الماضي تعزيز مهمتها في سوريا بإرسال مراقبين اضافيين، وذلك رغم الانتقادات الموجّهة اليها لعجزها عن وقف قمع النظام للاحتجاجات الشعبية. واكد الموفد الصيني مجددًا رفض بلاده تدويل الأزمة السورية، معتبرًا أن quot;الجامعة هي الإطار الجيد والمناسب والأفضل لحل تلك الأزمة وتسويتهاquot;.

وكانت الصين، الحليفة الرئيسة لسوريا، استخدمت مع موسكو حق الفيتو في الأمم المتحدة لمنع تبني مشروع قرار، يتبناه الغرب، يدين نظام الرئيس بشار الأسد. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على متظاهرين سلميين، حاولوا الوصول إلى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور في شمال سوريا، مطالبة الجامعة العربية بإدانة السلطات السورية.