الرئيس الأسد سخر من بعثة الجامعة العربية

رغم التقديرات بأن هجمات الحكومة السورية على المتظاهرين قد أصبحت أكثر فتكاً منذ وصول مراقبي الجامعة العربية إلى دمشق نهاية العام المنصرم، تبقى آفاق قيام مجلس الأمن الأممي بأي تحرك قاتمة. وتقترح ألمانيا بدعم بريطانيا تشديد الضغوط على سوريا.


بيروت: على مدى اليومين الماضيين، سخر الرئيس السوري بشار الأسد من مراقبي الجامعة العربية الذين أتوا إلى سوريا لتقييم أعمال العنف الجارية ضد المعارضين، وشنت عناصر موالية للنظام هجوماً على مجموعة من المراقبين العرب الذين زاروا مدينة اللاذقية، وفقاً لبيان جامعة الدول العربية.

في الوقت نفسه، قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، لين باسكو، في جلسة مغلقة لمجلس الأمن، إن اكثر من 400 شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ أن أرسلت جامعة الدول العربية مراقبيها في 27 كانون الاول (ديسمبر)، وفقاً لمسؤولين أميركيين ودوليين.

لكن على الرغم من هذه المعلومات، يبدو أن مجلس الأمن لم يقدم على أي خطوة في ظل هذه التطورات، ويصر على الانتظار حتى تقيم الجامعة العربية بعثة مراقبيها في وقت لاحق من هذا الشهر قبل دراسة إمكانية القيام بأي إجراء.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; إلى أن تلويح روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) بتكرار معارضتها لأي خطوات تستهدف حكومة الرئيس بشار الأسد، يشير إلى أن مجلس الأمن لن يتوصل إلى قرار حتى التقاء الجامعة العربية مرة أخرى في 19 كانون الثاني (يناير).

وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن اجتمع بعد ساعات من خطاب الأسد الذي ألقاه في دمشق، ملقياً باللوم على quot;مؤامرة أجنبيةquot; تهدف إلى التحريض على الثورة ومتوعداً بالضرب quot;بيد من حديدquot; لاستئصال quot;الإرهابيينquot; الذين زعم أنهم يسببون العنف.

أبدى مسؤولون اميركيون واوروبيون إحباطهم من بطء وتيرة الجهود الدبلوماسية الروسية. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة: quot;نعتقد انه حان الوقت أن يقر المجلس مشروع قرار قوي يدعم جامعة الدول العربية وكافة عناصر مبادرة الجامعة العربية، بما في ذلك دعوتها إلى فرض عقوباتquot;.

وألمحت الدبلوماسية الأميركية إلى الإحباط المتزايد الذي تشعر به أميركا والقوى الغربية من روسيا التي ساندت قراراً بشأن سوريا الشهر الماضي، لكنه كان من وجهة نظر الكثيرين محابياً جدا لسوريا.

وأضافت: quot;لسوء الحظ، وبعد معارضتهم لطرح مشروع قرار في الشهر الماضي، يبدو أن روسيا اصبحت أقل قدرة من حيث قيادة المفاوضات بشأن نص هذا القرارquot;.

ووصفت رايس التقرير الأممي عن 400 حالة وفاة منذ وصول المراقبين بأنه quot;مقلقquot; وقالت إن إراقة الدماء دليل على تصعيد العنف الحكومي .وأضافت أن ارتفاع عدد القتلى مؤشر واضح على أن حكومة سوريا، بدلا من أن تستغل فرصة تعهدها للجامعة العربية بإنهاء العنف تصعده رغم وجود المراقبين وتقوم بالمزيد من الأعمال الوحشية ضد شعبها، حتى في وجود المراقبين.

من جانبه، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن أي إجراء للمجلس قبل انعقاد الجامعة العربية القادم غير مرجح، مضيفاً أن المجلس يحدد موقفه بناء على موقف الجامعة العربية واستنتاجات بعثتها في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول الأوروبية تضغط من أجل عمل ما قبل اجتماع الجامعة العربية. لكن الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى ليست في وضع يمكنها من المضي قدما دون دعم في المنطقة لأنه كما حدث في ليبيا العام الماضي وصف الغرب بأنه كان يتصرف بمباركة الجامعة العربية عندما فرض منطقة حظر جوي على قوات القذافي.

واعربت رايس عن قلق الولايات المتحدة من quot;التقارير التي تفيد بأن ما لا يقل عن اثنين من المراقبين لجامعة الدول العربية اليوم، من الجنسية الكويتية، تعرضوا للمعاملة الخشنة والأذى والمضايقة أثناء عملهماquot;.

ونددت أيضاً بـ quot;النقد اللاذع في خطاب الرئيس الأسد وسخريته من جامعة الدول العربية والتهجم عليهاquot;، مشيرة إلى ان quot;المجتمع الدولي بأسره، من ضمنه الولايات المتحدة وجميع أعضاء مجلس الأمن، يدعمون مبادرة الجامعة العربيةquot;.

من جهته، اعتبر سفير سوريا لدى الامم المتحدة، بشار الجعفري، أن قوات المعارضة المسلحة هي التي نفذت هجمات ضد مراقبي العربية، وليس القوات الموالية للحكومة، مشيراً: quot;ليس هناك مصلحة لسوريا على الإطلاق بالاساءة الى مصداقية وسلامة وأمن المبعوثين العربquot;.

واقترحت ألمانيا، بدعم من بريطانيا، تكثيف الضغوط على سوريا، مطالبة مجلس الأمن باستدعاء ممثلين عن الجامعة العربية لاطلاع المجلس على جهودهم المتعثرة في كبح جماح القوة العسكرية في سوريا.

لكن معظم اعضاء مجلس الامن، بما في ذلك فرنسا، اشارت إلى ان المجلس سيكون بحاجة إلى الانتظار حتى تقدم جامعة الدول العربية تقريراً رسمياً عن نتائجها في سوريا قبل النظر في أي إجراءات جديدة في مجلس الامن.

وقال جيرار ارو السفير الفرنسي للأمم المتحدة: quot;الجميع يتفق على أن اللاعب الوحيد في سوريا من الناحية السياسية هو وساطة جامعة الدول العربيةquot;.