العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن الذي اغتيل الأربعاء 11 كانون الثاني 2012

حمّل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الإستخبارات الأميركية والإسرائيلية مسؤولية اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن، ووصف الحادث بأنه يُظهر مأزق الإستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة والصهيونية.


طهران: دان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الخميس اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن، محمّلاً الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) والإسرائيلية (الموساد) مسؤولية هذا الأمر.

وقال خامنئي في رسالة تعزية إلى عائلة الضحية إن quot;هذا الاغتيال الجبان لن يجرؤ مرتكبوه على الإقرار بجريمتهم النكراء أو إعلان المسؤولية عنها، وقد ارتكب مثل هذه الجرائم الأخرى بتخطيط أو دعم من الاستخبارات الأميركية والموسادquot;.

وأضاف إنه quot;يظهر مأزق الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة والصهيونيةquot;.

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الخميس أن لديه quot;فكرة بسيطةquot; عن هوية منفذي اغتيال عالم يعمل في البرنامج النووي الإيراني الأربعاء في طهران، إلا أنه نفى أي تورّط أميركي في العملية.

وردًا على سؤال وجّهه عسكري من قاعدة فورت بليس العسكرية الأميركية في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة خلال لقاء مع جنود، أكد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة quot;ليست بأي طريقة متورّطة في الاغتيال الذي حصل هناكquot;.

وأضاف المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية quot;لا أعلم تحديدًا من المتورّط. لدينا فكرة بسيطة، إلا أننا لا نعلم تحديدًا من المتورّطquot;.

وأثار اغتيال العالم النووي غضبًا شديدًا في طهران الخميس ضد إسرائيل، المشتبه فيه الرئيس في العملية، وضد الولايات المتحدة، التي نفت أية علاقة لها باغتياله.

بلغ الغضب بعدد من الصحف المتشددة إلى درجة الدعوة إلى القيام بعمل انتقامي، حيث قالت صحيفة كيهان في مقالها الافتتاحي إنه quot;يمكن تنفيذ اغتيالات تستهدف مسؤولين وعسكريين إسرائيليينquot;.

وأعربت الحكومة الإيرانية عن غضب مماثل.

إقرأ أيضا
اغتيال العالم الايراني ضلع في ثالوث نووي

وبعثت إيران برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، تطالبه فيها بإدانة الاغتيال بقوة، وقالت إن لديها أدلة على أن quot;جهات أجنبيةquot;، لم تكشف عنها، كانت وراء عملية قتل مصطفى أحمدي روشن الأربعاء.

وقتل روشن (32 عامًا)، الذي كان يشغل منصب نائب مدير منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، عندما اقترب شخصان على دراجة نارية من سيارته، التي كانت عالقة وسط الزحام في طهران، وألصقا بها قنبلة مغناطيسية انفجرت في السيارة.

وقتل في الانفجار كذلك سائقه وحارسه الشخصي، وأصيب شخص ثالث، كان في السيارة، وهي من طراز quot;بيجو 405quot;.

وهذا هو رابع هجوم يتعرّض له علماء نوويون إيرانيون في طهران خلال العامين الماضيين، حيث قتل ثلاثة علماء آخرين، اثنان منهم يعملان في البرنامج النووي، فيما نجا الرابع، الذي يرأس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية.

وهيمن هجوم الأربعاء على وسائل الإعلام الإيرانية الخميس. فانتقد العديد من تلك الوسائل ما وصفه بصمت الغرب بشأن عمليات القتل، بينما دعت الصحف المحافظة الحكومة إلى تنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل.

وكتبت صحيفة رسالات على صفحتها الأولى quot;الطريقة الوحيدة لإنهاء أعمال العدو العقيمة هي الانتقام من اغتيال العالم الإيرانيquot;.

أما صحيفة كيهان فقالت quot;من المشروع بموجب القانون الدولي الانتقام لمقتل العالم النووي.. وقد جمعت الجمهورية الإسلامية الكثير من الخبرة خلال 32 عامًا، وبالتالي فإنه من الممكن تنفيذ اغتيالات بحق مسؤولين وعسكريين إسرائيليينquot;.

في حين وصفت صحيفة القدس الهجوم بأنه quot;انتقام غربيمن إعلان إيران عمليات التخصيب بنسبة 20%quot;، في إشارة إلى تشغيل إيران منشأة تخصيب يورانيوم ثانية في موقع فوردو المحصن في جنوب غرب طهران، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين.

وقالت وكالة فارس للأنباء إنه من المقرر تنظيم احتجاجات على مقتل العالم الإيراني الخميس أمام السفارات الفرنسية والألمانية والبريطانية.

والسفارة البريطانية مغلقة منذ الاحتجاجات الغاضبة على العقوبات الغربية، والتي قام خلالها المتظاهرون بتخريب السفارة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2011. ولا ترتبط إيران بعلاقات دبلوماسية مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة. أما السفارة الفرنسية فإنها تعمل بعدد مخفض من الموظفين.

والأربعاء، أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي ووزارة الخارجية والنواب وغيرهم من المسؤولين أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراء عملية الاغتيال.

ولزم معظم المسؤولين الإسرائيليين الصمت، رغم أن المتحدث باسم الجيش الجنرال يواف مردخاي قال على صفحته على فايسبوك إنه رغم أنه لا يعلم من الذي نفذ الاغتيال، quot;إلا أنني بالتأكيد لن أذرف دمعة على الضحيةquot;.

وأبرز الإعلام الإسرائيلي تصريحات رئيس هيئة الأركان العسكرية الجنرال بيني غانتز قبل يوم من عملية الاغتيال بأن العام 2012 سيكون عامًا حاسمًا بالنسبة إلى إيران لأسباب عدةquot;، من بينها quot;الأمور التي ستحدث لهم (الإيرانيين) بطريقة غير طبيعيةquot;.

ونفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون quot;قطعًاquot; أية علاقة للولايات المتحدة بالتفجير.

غير أن الحرس الثوري الإيراني المتنفذ أكد أن quot;هذه الأعمال الإرهابية ضد علمائنا وخبرائنا النوويين هي مؤامرة أميركية - صهيونيةquot;.

وكان الحرس الثوري حذر في السابق من أنه سيضرب أهدافًا للعدو خارج حدود إيران إذا ما تعرّضت إيران للتهديد.

وحذر سكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في مقابلة نشرتها صحيفة كوميرسانت الخميس من أن التصعيد العسكري بشأن إيران أمر مرجّح، وأن quot;إسرائيل تدفع أميركا نحو هذا الاتجاهquot;. وقال quot;هناك خطر حقيقي من ضربة عسكرية أميركية لإيرانquot;.

من جهته، أعلن البيت الأبيض الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو quot;استعرضا في اتصال هاتفي الوضع الراهن مع إيران، إضافة إلى جهود المجتمع الدولي لمحاسبة إيران على عدم وفائها بالتزاماتها الدوليةquot;.

وتوترت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة أخيرًا بعد إصدار محكمة إيرانية حكمًا بالإعدام خلال هذا الأسبوع على أميركي إيراني عضو سابق في قوات المارينز لإدانته بالتجسس لحساب وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي إيه)، وكذلك إثر استيلاء إيران على ما قالت إنه طائرة بدون طيار تابعة للسي أي إيه في الشهر الماضي.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني عن إجراء مناورات بحرية جديدة في مضيق هرمز في مياه الخليج خلال الأسابيع القليلة المقبلة للتأكيد على التهديد الإيراني بإغلاق المضيق، الذي يمر عبره خمس نفط العالم، في حال مهاجمة إيران أو فرض عقوبات قوية عليها.

وردت الولايات المتحدة بأن إغلاق المضيق سيكون quot;خطًا أحمرquot; يجب على إيران عدم تخطيه، وأرسلت حاملة طائرات أخرى على مشارف الخليج، كما إن حاملة طائرات ثالثة متوجهة إلى المنطقة.

في الوقت عينه شددت الولايات المتحدة والدول الغربية عقوباتها على إيران لدفعها إلى وقف برنامجها النووي، لاعتقادها بأنه يخفي تطلعات لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران.