عاملان إيرانيان يتفقدان نسخة بلاستيكية لطائرة الدرون الأميركية

يمكن القول إن الولايات المتحدة غامرت وخسرت مرتين: الأولى عندما أرسلت طائرة تجسس إلى الأجواء الإيرانية، وفقدتها بفضل الدفاع الجوي الإيراني، كما تقول طهران. والثانية عندما ناشد الرئيس أوباما طهران إعادتها الى واشنطن... فحصل منها على ما لا يريد.


لندن: حققت إيران نصرًا إعلاميًا مدويًّا عندما تمكنت في الشهر الماضي من إسقاط طائرة درون عسكرية أميركية مستخدمة للتجسس، تبلغ نوعًا من التكنولوجيا المتقدمة، حتىإن الرئيس باراك أوباما laquo;ناشدraquo; طهران إعادتها إلى واشنطن.

ويمكن أن يقال إن مناشدة الرئيس الأميركي لم تقع على آذان صمّاء تمامًا. فقد وعدت شركة إيرانية لصنع المجسمات ولُعب الأطفال بإرسال نسخة من الطائرة إلى البيت الأبيض... مصنوعة من البلاستيك وذات لون قرمزي تكتمل به زينتها.

والواقع أن هذه الشركة المسماة laquo;مجموعة آية آرتraquo; انهمكت في إنتاج يومي يبلغ ألفين لنسخة - لُعبة من الطائرة الأميركية - وهي من طراز laquo;آر كيو 170raquo; - منذ إسقاطها في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ولم يصدق القائمون على الشركة حظوظهم عندما تقدم أوباما بمناشدته، لأنها صارت أفضل نوع من الدعاية لمنتجاتهم عمومًا، وللطائرة اللعبة خصوصًا. ولذا فقد تعهدوا بإرسال إحداها هدية إلى الرئيس شخصيًا.

ونقلت laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية عن رضا كيومارس، رئيس الوحدة الثقافية في الشركة الإيرانية قوله: laquo;يقول أوباما إنه يرغب في استرجاع الطائرة، ومن جهتنا فلن ندخر جهدًا في تلبية رغبته، ولذا يسعدنا أن نرسل إليه نسخة خاصة من البلاستيك وقرمزية اللون. لا يستطيع أحد أن يتهمنا بأننا قصّرنا في حقهraquo;.

إضافة إلى أن الدرون البلاستيكية تأتي في نوع الألوان التي يُشك في أنها ستنال إعجاب الجنرالات الأميركيين، فهي أيضًا تحمل شعارًا،ارتأت حكومة طهران إضافته إليها. فصارت كل واحدة تحمل عبارة laquo;سنسحق أميركا تحت أقدامناraquo; التي أطلقها آية الله الخميني منذ أزمة الدبلوماسيين الرهائن في طهران من 1979 إلى 1981. ويُشك أيضًا في أن هذا الشعار سيحوز إعجاب الأميركيين.

في غضون ذلك، فإن المشاورات الديبلوماسية حول مصير الطائرة الحقيقية تدور في حلقة مفرغة، بعدما أصرّت طهران على اعتذار أميركي رسمي عن التجسس على أراضيها، قائلة إنها laquo;ربماraquo; تنظر في الأمر laquo;بعدraquo; ذلك.

وتصرّ واشنطن حتى الآن على أن الطائرة ضلّت طريقها من أفغانستان المجاورة لا أكثر، وتمتنع بالتالي عن الاعتذار، الذي يعني اعترافها بجرم التجسس على الإيرانيين.