أثار قرار مجمع القاهرة الإنجيلي اختيار المرأة لشغل وظيفة القس في الكنائس، الكثير من الجدل بين الطوائف المسيحية المختلفة في مصر، لاسيما أنها المرة الأولى في تاريخها. ورفضت الكنيسة الأرثوذكسية هذه الخطوة، بدعوى أنها تخالف تعاليم الكتاب المقدس.


قرار اختيار المرأة قسًا وافق عليه مجمع القاهرة الإنجيلي

وفقاً للقس رفعت فكري، رئيس اللجنة الإعلامية في مجمع القاهرة الإنجيلية، فإن قرار اختيار المرأة قسًا وافق عليه مجمع القاهرة الإنجيلي - أحد مجمعات الطائفة الإنجيلية في مصر- بالأغلبية خلال اجتماعه السنوي، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن القرار ينتظر موافقة quot;السنودس الإنجيليquot; الذي يعد الهيئة التشريعية للطائفة، ويتكون من ثمانية مجامع في الكنيسة الإنجيلية، وسوف يحسم في شهر أبريل القادم.

وأشار إلى أن القرار كان معروضًا على مجمع القاهرة الإنجيلي منذ سنوات، حيث تقدمت إحدى السيدات لتولي منصب القس، ولكن تم حسم القرار بشكل نهائي هذه الأيام.

ويؤكد فكري أن قرار تعيين المرأة قسًا جاء متوافقاً مع نصوص الكتاب المقدس الذي لا يفرق بين ذكر وأنثى. وأرجع سبب تأخر القرار إلى عادات وتقاليد المجتمع الشرقي، وتحديدًا في مصر التي تأبى المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، لذلك ظل الأمر مرفوضاً لسنوات طويلة من قبل الأقباط والمجتمع بشكل عام. ولفت إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد مهام، ودور القسيسة الجديدة داخل الكنيسة، وواجباتها الدينية.

حرام بنص الكتاب المقدس

فيما يرى القس يؤنس كمال راعي الكنيسة الأرثوذكسية في الجيزة أن الكتاب المقدس يحرم على المرأة رفع صوتها داخل حرم الكنيسة، وبالتالي لا يجوز وفقا للكتاب المقدس وتعاليم المسيحية عمل المرأة قسا.

وأضاف لquot;إيلافquot; أن السيدة مريم العذراء لم تصل إلى درجة قس، ولم تقم بأي عمل كهنوتي، بل كان دورها التعبد فقط. متسائلا: كيف تعمل المرأة قسا وعندها عذر شرعي كالنفاس مثلا؟ ونوه بأن هناك صعوبات تواجه المرأة لو عملت قسا، حيث إن هناك مهام صعبة يقوم بها القس، والتكوين الجسماني يحولدون قيامها بعملها قساً على أكمل وجه، وهذا لا يتعارض مع دور المرأة الخدمي، والثقافي، والتعليمي الذي تقدمه داخل الكنيسة. وأوضح أن ما قامت به الكنيسة الإنجيلية بتعيين امرأة قسا لا يتوافق مع الكنيسة الأرثوذكسية ، فالكنيسة الإنجيلية من الأساس لا تؤمن بتعاليم الكهنوت.

لا دليل تاريخي

وحسب وجهة نظر الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي في الكنيسة الأرثوذكسية فإن تعيين امرأة قسا غير متوافق مع تعاليم الكتاب المقدس الذي جعل للمرأة وظيفتها التي خلقت من أجلها، ولم يأت الكتاب المقدس بنص أو دليل واحد يجيز للمرأة حق توليتها قسا أو أي دور كهنوتي.

وقال لإquot;إيلافquot; إن التاريخ منذ 2000 سنة لم يذكر تولي المرأة هذه المناصب، وما يحدث في الكنائس الأوروبية بتولي المرأة منصب قس ليس شرطا تطبيقه على كنائس المنطقة العربية، وتحديدا الكنائس الأرثوذكسية المصرية.

كما أكد الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي لـquot;إيلافquot; أن عمل القس يتطلب تواجدها بين الرجال والنساء، وهو الأمر غير المسموح به للمرأة حتى في الإسلام فليس مسموح للمرأة إمامة الرجال في الصلاة داخل المسجد وحتى للنساء أنفسهم، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمرأة في الكنيسة، مشيرا إلى أن الطائفة البروستانتية في الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا هي الوحيدة التي تسمح بعمل المرأة قسا، وليس جميع الدول الأوروبية.

غير ملزم للكنائس

وحسب رؤية كمال زاخر المفكر القبطي فإن قرار الكنيسة الإنجيلية بتعيين امرأة قسا ليس جديداً، وغير ملزم لباقي الكنائس والطوائف المسيحية لتطبيقه، أو حتى مباركته. وقال لـquot;إيلافquot; إن كل طائفة وكنيسة يحكمها القانون، وما جاء في الكتاب المقدس وفقا لتعاليمهم الدينية.

معتبرًا أن رفض الكنيسة الأرثوذكسية عمل المرأة قسا وفقا لتعاليم الكتاب المقدس لا يتعارض مطلقا مع الدور الخدمي الذي تقوم به المرأة داخل الكنيسة، وإبعادها عن العمل الدعوي والديني لا ينتقص منها شيء، ولا يعتبر تميز ضد المرأة. ونبه إلى أن الحديث عن تولي المرأة العمل قسا من الأمور الدينية البحتة التي يفصل فيها التعاليم الدينية لكل طائفة، ولا يجب إدخال هذا الأمر في أمور سياسية بالحديث عن المساواة بين الرجل والمرأة، واتهام الكنيسة باستخدام سياسة التفرقة، والتمييز ضد المرأة حتى بعد ثورة 25 يناير.