الاجتماع الاول للتأسيسية

تشهد الجمعية التأسيسية للدستور جدلًا كبيرًا حول النظام الانتخابي الأفضل للتطبيق، بعدما سعى الليبراليون إلى تطبيق نظام القائمة، في حين تؤيد الأحزاب الإسلامية - وعلى رأسها الإخوان - النظام الفردي أو المختلط.


القاهرة: مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة بعد 60 يومًا من وضع الدستور، تدور في الأروقة السياسية المصرية تساؤلات عدة عن شكل نظام الانتخاب القادم، وإن كان سيتجنب الوقوع في أخطاء سابقة وقع فيها الفقهاء والدستوريون، أدت إلى حل المجلس ثلاثة مرات لنفس السبب.

كما يتساءل السياسيون عن تفاصيل النظام الأمثل الذي يمكّن الجميع من المشاركة السياسية من دون إقصاء أحد، وخصوصًا الأقليات، فهل تعود مصر إلى الانتخاب بالنظام الفردي أم بالجمع بين النظام الفردي ونظام القائمة، مطلقة أو نسبية مشروطة؟ وفي صالح أي التيارات السياسية يصب أي نظام من أنظمة الانتخابات؟

إلى القائمة النسبية!

يقول الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان لـquot;إيلافquot;: quot;تفضل الأحزاب الحاكمة في الدول النامية النظام الفردي، إذ يحقق لها الأغلبية المطلقة بالبرلمان، وقد تم استغلال هذا النظام من قبل الحزب الوطني المنحلquot;.

هذا النظام أثبت فشله في مصر على مدار السنوات الماضية بحسب عودة، إذ لا يخلق تنافسًا حقيقيًا بين المرشحين. يضيف: quot;يفوز النائب الذي يدفع أكثر أو الذي يملك نفوذًا شخصيًا أو عائليا أكبر، وينتهي الأمر بنا في النهاية إلى برلمان مشوّهquot;.

ويري عودة أن النظام الأفضل هو quot;نظام القائمة النسبية المفضل في معظم دول العالم، فهذا النظام يقوي الأحزاب ويشجع التنافس بينهم على أساس البرامج والأفكار وليس على أسس شخصية أو عائليةquot;، وهو بذلك يدفع الناخبين إلى قراءة أفكار وبرامج الأحزاب والاختيار على أساسها، وليس على أساس المعرفة الشخصية أو النفوذ الشخصي أو العائلي.

ويرى العودة أن نظام القائمة النسبية quot;يخلق نائبًا يعمل للصالح العام في البلاد، ويجعله مراقبًا حقيقيًا للحكومة والسلطة التنفيذية، بعيدًا عن تحقيق المصالح، لضمان الفوز مرة أخرىquot;.

كما اشار عودة إلى أن الأحزاب السياسية quot;لن تسمح بإقرار نظام القائمة النسبية، لكونه يقف ضد طموحهم السياسي، وحصولهم على الأغلبية بالبرلمان، في حين يصبّ هذا النظام بدرجة كبيرة في صالح الأحزاب الليبرالية والمدنية والأحزاب الصغيرة، لذا أتوقع تطبيق النظام الفردي أو المختلطquot;.

النظام المختلط في صالح الاسلاميين

من جانبه، يرى الدكتور سعيد اللوندي بمركز الأهرام الاستراتيجي أن النظام الانتخابي المختلط، الذي يجمع بين النظامين الفردي والنسبي، نظام متبع في عدد من الدول الأوروبية كألمانيا، وفيها quot;يتم انتخاب نصف مقاعد البرلمان بالقائمة النسبية ونصفها بالنظام الفردي، هو الأصلح للتطبيق في مصرquot;.

وقال اللوندي لـ quot;إيلافquot;: quot;تطبيق نظام القائمة بشكل كامل غير مناسب لفكر الناخب المصري، إذ ما زالت الانتخابات واقعة تحت تأثير نفوذ بعض العائلات، وعلاقة المرشح بأبناء دائرته، خصوصًا في ظل ضعف الأحزاب الموجودة بالرغم من كثرة عددها، باستثناء حزب الحرية والعدالة والنور السلفي، وتحتاج هذه الأحزاب دفعة قوية لتقوية النظام السياسي، الذي ما زال قائمًا على الفردية والعصبيةquot;.

وينظر اللوندي بعين الاستفادة التي ينظر منها أي فصيل سياسي من كل هذه الأنظمة الانتخابية، فيقول إن في صالح الإخوان quot;تطبيق النظام الفردي لأنهم يعلمون جيدًا أن ذلك هو أفضل السبل أمامهم لتأمين أكبر عدد من مقاعد البرلمان من دون مشقةquot;.

وفي الوقت نفسه، يصبّ النظام المختلط أيضًا في صالح التيارات الإسلامية، في حين يرفض الإخوان نظام القائمة رفضًا تامًا، quot;إذ لا يحقق لهم طموحهم بالحصول على أغلبية تحت القبة البرلمان، فنظام القائمة يفيد الأحزاب الصغيرة والجديدة التي خرجت بعد الثورةquot;، بحسي اللوندي.

الفردي الأصلح للناخب

يرى المهندس باسل عادل، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، أن النظام المختلط هو الأفضل للتطبيق في مصر، خصوصًا أن البيئة السياسية للناخب المصري ما زالت غير قادرة على التعامل مع نظام القائمة، والتي تحتاج إلى فكر متطور للناخب بمعرفة برنامج المرشحين، فالناخب ما زال يربط اختياراته بالمرشح الذي يقدم له الخدمات ويوفر له الوظائف.

وقال عادل لـ quot;إيلافquot;: quot;إن الاتجاه داخل الجمعية التأسيسية الآن تطبيق النظام المختلط، بحيث يكون نصف فردي ونصف قائمة، وهذا توجه الإسلاميين داخل الجمعيةquot;. وفي نفس الوقت، ترحب الأحزاب الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان، بالنظام الفردي الذي يضمن لهم الأغلبية في البرلمان نظرًا لقوة وجودهم في الشارع المصري.

وأشار عادل إلى أن النظام الانتخابي الأفضل في مصر هو أن يعتمد على القائمة بنسبة 80 بالمئة، وعلى الفردية بنسبة 20 بالمئة، بحيث لا يسمح للأحزاب الترشح على النظام الفردي، حتى لا يطعن مرة أخرى بدستورية الانتخابات.

الإخوان يرفضون القائمة

ويؤكد الدكتور جابر نصار، عضو الجمعية التأسيسية للدستور لـ quot;إيلافquot;، أن الأفضل أن يعتمد النظام الانتخابي على الفردية والقائمة مناصفة، حتى لا يتعرض للطعن الدستوري، كما حدث بشأن البرلمان المنحل. يضيف: quot;لا بد أن يعدل النظام الانتخابي بين المرشحين، وإلا كان غير دستوريًاquot;.

يرى الدكتور فريد إسماعيل، عضو الجمعية التأسيسية للدستور والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن الأفضل لمصر هو النظام الفردي أو المختلط الجامع بين النظام الفردي والقائمة. يقول: quot;نحن في الجمعية التأسيسية لدينا تحفظ على نظام القائمة للتطبيق في الوقت الحالي، وقد يكون هذا النظام صالحًا في ما بعد، وذلك بعد تطوير الأحزاب والعمل على التواجد والتفاعل مع المواطن بالشارعquot;.