يتهم النائب سعد المطلبي الأكراد بالسعي الى إقامة كردستان على أنقاض العراق، ويرى أن وقوف التحالف الكردستاني مع قانون العفو العام دليل على هذا السعي، لأنهم يريدون إطلاق كلاب القاعدة لتقتل العرب. كما يقول إن أعضاء القائمة العراقية قد استكردوا.


بغداد: اعتبر النائب سعد المطلبي، القيادي في ائتلاف دولة القانون العراقي بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، تأييد التحالف الكردستاني لقانون العفو العام بصيغته الحالية مثيرة للجدل، قائلًا إن الأكراد quot;يريدون إطلاق كلاب القاعدة كي تستمر المجازر بحق عرب العراقquot;، ومشددًا على أن بناء البلاد لا يصب في مصلحة الاكراد،quot;فهم يريدون بناء كردستان على أنقاض العراقquot;.

وفي حديثه مع quot;إيلافquot;، اتهم المطلبي الولايات المتحدة بأنها تسعى الى جر العراق إلى أتون التحالفات والمخططات الاقليمية الراهنة، في ضوء الأزمات التي تشهدها المنطقة، رادًا صعوبة حل المشاكل القائمة في العراق إلى عدم التزام بعض الكتل السياسية بالثوابت الوطنية، وبمفهوم إنجاح حكومة الشراكة الوطنية، موضحًا أنها تعمل داخل الحكومة، لكنها تسعى الى إفشال النشاط الحكومي.

وفي ما يأتي تفاصيل الحوار:

يتردّد وجود صفقات لتمرير قانوني العفو العام والبنى التحتية في سلة واحدة، هل كانت النية معقودة على ذلك؟

النائب سعد المطلبي القيادي في ائتلاف دولة القانون العراقي

تقف دولة القانون بقوة ضد الصفقات السياسية، فالصفقات هي ما أوصلنا إلى ما نحن عليه. لذلك، من المعيب أن نتحدث مرة أخرى بلغة الصفقات. فإما يصوّب قانون البنى التحتية ويقرّ في مجلس النواب أو لا يقر. يتحمل البرلمان العراقي مسؤولية عدم إقرار هذا القانون، مسؤولية حرمان الشعب العراقي من 750 ألف وظيفة.

أما قانون العفو العام ففيه الكثير من المخاطر كإخراج القتلة والارهابيين وعناصر القاعدة من السجون العراقية. إطلاق سراح هؤلاء يعني اطلاق حتى الذين لم يكتمل التحقيق معهم والمحكومين غيابيًا، أي سيشمل القانون طارق الهاشمي، وهذه كارثة...!! فمن يقف مع قانون العفو العام كما هو مطروح الآن يريد إطلاق كلاب القاعدة لتقتل من تبقى من الشعب العراقي.

هذا التصريح خطير! ولماذا يريد التحالف ذلك؟

خطير؟ نعم! يؤيد التحالف الكردستاني قانون العفو العام، فهو يريد إطلاق سراح عناصر القاعدة كي يستمروا في قتل العرب في العراق. فالأهداف الكردستانية واضحة. ومسعود بارزاني وجماعته وقفوا منذ البداية مع زيادة الفرقة الطائفية في العراق، فهم يريدون بناء حكومتهم الخاصة على أنقاض الحكومة الاتحادية.

استكردوا!

لم امتنعت القائمة العراقية والتحالف الكردستاني عن التصويت مع قانون البنى التحتية؟

بناء العراق ليس في مصلحتهم. الاكراد يريدون بناء كردستان على حساب العراق، فيما أتى موقف القائمة العراقية للأسف الشديد متضامنًا معهم، فأعضاء القائمة العراقية قد استكردوا.فشل صدام حسين في تعريب الأكراد، لكن مسعود بارزاني نجح في تكريد قادة القائمة العراقية.

من يتحمل وزر الخروقات التي تحدث في السجون العراقية؟

تتحملها وزارة العدل ومجلس القضاء ووزارة الداخلية، المسؤولة عن إيداع المحكومين بالاعدام في سجون التسفيرات. يجب أن لا يبقى المحكوم بالاعدام في التسفيرات، بل يجب نقله إلى الأحكام الثقيلة وانتظار موعد إعدامه. وما إبقاء المحكومين بالاعدام في محطات التسفير إلا جزء من مؤامرة كبرى لتهريبهم.

تركيا والعراق

لماذا لم يلبِّ نوري المالكي دعوة رجب طيب اردوغان؟

لا توجد أسباب خاصة، فالرجل مشغول بالأمور الداخلية، ولا توجد مناسبة خاصة كي يذهب.

لكن هناك من لامه لعدم ذهابه؟

هذه رؤيتهم، فيما رأى الرجل أن لا حاجة لذهابه في هذا الوقت. إن كان هناك في المستقبل اجتماعات سياسية فبالتأكيد سيذهب المالكي إلى تركيا. لكن هذا احتفال خاص بحزب العدالة والتنمية، ولا علاقة للعراق بهذا الحدث.

كيف تنظر كتلة دولة القانون إلى تصرفات تركيا تجاه العراق؟

دعا ائتلاف دولة القانون تركيا منذ البداية إلى تسليم طارق الهاشمي، فهو رجل مدان. لكن هذا الائتلاف لا يحبّذ التصعيد والإساءة للعلاقات العراقية التركية، ويصر على سياسة حسن الجوار. كما طالبنا الأخوة الأتراك احترام دماء الشهداء والضحايا العراقيين.

أما زال العراق ممرًا سهلًا لعبور الأسلحة الايرانية إلى سورية كما يقال؟

هذه اميركا التي تريد أن تجر العراق للانخراط في المخططات الاقليمية، على الرغم من أن العراق أعلن منذ اليوم الأول أنه لن يكون جزءًا من أي تحالف إقليمي، وأنه يريد البقاء مستقلًا في هذه القضية. هذه الاتهامات تأتي ضمن الجهود الأميركية لدفع العراق نحو اتخاذ موقف من الأحداث الجارية حولنا.

لا حكومة أغلبية

هل تعتقد أن الرئيس طالباني قادر فعلًا على تصفير المشاكل؟

هناك جهود مباركة، وإذا نجح الرئيس الطالباني في حل المشاكل واحدة بعد أخرى، ومع وجود النوايا الصادقة من الكتل السياسية، أعتقد أنه قد يوفّق في عمله، وإن كنت أرى من الصعوبة بمكان أن تحل المشاكل كلها في ظل الظروف الحالية.

أين تكمن الصعوبة؟

أعتقد أن الصعوبة تكمن في عدم التزام بعض الكتل السياسية بالثوابت الوطنية من جهة، وعدم التزامها بمفهوم انجاح حكومة شراكة وطنية من جهة ثانية. فهذه الكتل ممثلة في الحكومة، لكنها تعمل على إفشال العمل الحكومي.

وماذا عن حكومة الأغلبية السياسية التي دعا المالكي إلى تشكيلها؟

لا توجد أغلبية برلمانية كي تتحول إلى حكومة اغلبية سياسية. فالتحالف الوطني غير متماسك وتنخره المشاكل، واعتقد أن إقناع شركائنا بضرورة إنجاح عمل الحكومة أمر صعب.