جموع تهاجم رجلًا تقمص الأسد في تظاهرة ضده أمام الأمم المتحدة في نيويورك |
في مبادرة هي الأولى من نوعها، دعا ناشطون علويون quot;أحرارquot; أبناء طائفتهم للإنضمام إلى الثورة السورية ضد نظام الأسد، فيما قامت الطائرات الحربية بقصف حمص، ثالث كبرى المدن السورية والمعقل الأساسي للمقاتلين المعارضين.
بيروت: دعت مجموعة من الناشطين العلويين أبناء طائفتهم التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد، للانضمام الى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه، كما جاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وجاء في بيان باسم المجموعة التي تطلق على نفسها اسم quot;علويون احرارquot;: quot;ايها العلويون في كل مكان من سوريا، لقد بلغ السيل الزبى فانهضوا نهضة رجل واحد ضد عائلة فاسدة لا اصل لها الا الخيانة والعمالة ولا هدف لها سوى المال والتحكمquot;.
وتعتبر هذه المبادرة نادرة من قبل مجموعة علوية منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام والمستمرة منذ اكثر من 18 شهرا. ورغم مشاركة مشارب طائفية متنوعة في بداية التظاهرات منتصف آذار/مارس 2011، ينظر كثيرون الى النزاع على انه ثورة تقودها غالبية سنية ضد الحكم العلوي.
ويتحدر العلويون من المذهب الشيعي، ويشكلون نحو 10 بالمئة من مجموع السكان في سوريا. وقال quot;ابو جبلquot;، وهو ناشط علوي وعضو في هذه المجموعة، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، quot;ان النظام السوري استخدم العامل الطائفي كأداة لسحق الثورةquot;.
اضاف quot;الطائفية صناعة امنية بامتياز (...) النظام اشتغل (عمل) سنة ونصف على هذا الامرquot;. وردا على سؤال عن الخوف من لجوء ضحايا النظام الى الانتقام من العلويين في مراحل لاحقة، اعتبر ابو جبل ان quot;الناس غاضبون طبعا، ونعتبر هذا الامر طبيعيا. لكن كل هذه الطائفية ستنتهي مع سقوط النظامquot;.
وتتألف المجموعة من نحو 20 ناشطا علويا شاركوا في مراحل مختلفة من الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام. ويشكل العلويون الغالبية في المناطق الساحلية غرب سوريا لا سيما طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة. ويرى خبراء ان سقوط نظام الاسد قد يدفع نحو احتمال بروز quot;كيان علويquot;.
الطائرات الحربية تقصف معقل المعارضة
ميدانيًا، جددت القوات النظامية السورية الجمعة قصفها لمناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ولا سيما في حمص حيث استخدمت وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربي في قصف هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد، في حين عزز الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا والتي استعادت هدوءها.
وتأتي هذه التطورات غداة ادانة مجلس الامن الدولي القصف السوري على قرية تركية حدودية ادى الاربعاء الى سقوط خمسة قتلى مدنيين اتراك، ورد عليه البرلمان التركي بتفويض الحكومة بشن عمليات عسكرية داخل سوريا، في حين نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وجود نية لدى بلاده بشن حرب على جارتها الجنوبية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان صباح الجمعة عن تعرض حي الخالدية في حمص quot;لقصف هو الاعنف منذ خمسة اشهر حيث شاركت طائرة حربية للمرة الأولىباستهداف الحيquot;، تزامنا مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه.
كما اوردت quot;الهيئة العامة للثورة السوريةquot; ان الحي يتعرض لقصف عنيف quot;بقذائف الهاون والمدفعية ومن قبل الطيران الحربي (الميغ) التابع لقوات الأمن وجيش النظام، بالتزامن مع انفجارات هائلة تهز الحي وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينةquot;.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس quot;يبدو ان (مجال) استخدام الطيران الحربي ليس مفتوحا، لذا يحاول النظام ان يحقق مكاسب قدر الامكانquot;. وقال ناشط في حمص عرف عن نفسه باسم quot;ابو راميquot;، ان الايام القليلة الماضية شهدت quot;عدة محاولات من النظام لاقتحام احياء حمص القديمةquot;.
وتعتبر ثالث كبرى المدن السورية معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين الذين يسيطرون على غالبية الاحياء في حمص القديمة لا سيما الخالدية وجورة الشياح، وقد شهدت هذه المدينة معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار.
وشهدت مناطق سورية عدة اعمال عنف الجمعة، غداة يوم دام راح ضحيته 170 قتيلا هم 74 مدنيا و48 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا، بحسب المرصد. وفي حلب (شمال) العاصمة الاقتصادية للبلاد، يتعرض حي الصاخور شرق المدينة لقصف عنيف quot;بالتزامن مع اشتباكات عنيفةquot; قرب دوار الصاخور، بحسب المرصد.
وتشهد المدينة منذ 20 تموز/يوليو الماضي قصفا واشتباكات، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وفي ريف دمشق قصفت القوات النظامية مدينة حرستا وضاحية قدسيا، غداة مقتل 21 عنصرا على الاقل من قوات الحرس الجمهوري في تفجير واطلاق نار.
وتقوم القوات النظامية بتشديد حملتها على مناطق في ريف العاصمة حيث عزز المقاتلون المعارضون وجودهم. وفي محافظة الرقة (شمال)، افاد المرصد عن اشتباكات في بلدة معدان في ريف الرقة، في حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات في مدينة الرقة.
وتبعد هذه المنطقة نحو 50 كيلومترا الى الجنوب من تل ابيض ورسم الغزال، اللتين تعرضتا لقصف تركي الخميس ردا على القصف السوري على قرية اكجاكالي الحدودية التركية والذي ادى الى مقتل خمسة مدنيين اتراك بينهم ام واطفالها الثلاثة.
هدوء على الحدود التركية
وعاد الهدوء النسبي الى الحدود بين البلدين الجمعة لا سيما في هذه البلدة الواقعة في جنوب شرق تركيا حيث عزز الجيش التركي وجوده. وانتشرت دبابات وقطع مدفعية وجهت فوهاتها الى الاراضي السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي، الذي يسيطر مقاتلون معارضون على الجانب السوري منه منذ منتصف ايلول/سبتمبر الماضي.
واشار المراسل الى ان الكثير من سكان اكجاكالي عبروا الحدود بحرية لتزويد جيرانهم السوريين بالمياه او الاغذية بعد انقطاع المؤن عنهم بسبب المعارك الدامية بين المعارضين والقوات النظامية.
وكان البرلمان التركي منح حكومة بلاده الخميس ضوءا اخضر لشن عمليات عسكرية في الاراضي السورية في حال تهديد quot;امنها القوميquot;. لكن المسؤولين الاتراك سارعوا الى التشديد على ان هذه الخطوة لن تؤدي الى نزاع واسع، لا سيما مع تاكيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده لا quot;تنوي خوض حرب ضد سورياquot;.
وكانت تركيا قابلت القصف السوري الاربعاء برد مدفعي على مواقع للجيش السوري مساء الاربعاء وصباح الخميس، ادى الى مقتل عدد من الجنود السوريين، بحسب المرصد.
اردوغان يجدد تحذيره لسوريا
ووجه اردوغان الجمعة تحذيرًا جديدًا لسوريا من مغبة تكرار قصف الاراضي التركية مؤكدا انه في حال تكرر هذا الامر فان دمشق ستدفع quot;ثمنا باهظاquot;. وقال اردوغان امام جمع من انصار حزبه العدالة والتنمية في اسطنبول quot;اقولها مجددا لنظام الاسد ولانصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا (...) تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون اي خدش وستواصل طريقهاquot;.
واضاف quot;اما انتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمنا باهظا جداquot;. وعلى غرار ما فعل الخميس اكد رئيس الوزراء التركي ان بلاده لا تريد خوض حرب ضد سوريا ولكنها في الوقت نفسه لن تتردد في الرد على اي عمل يهدد quot;امنها القوميquot;. وقال quot;نحن لسنا دعاة حرب ولكننا نعلم ما هي الحربquot;، مشددا على ان تركيا خاضت الكثير من الحروب على مر تاريخها وهي اليوم quot;مستعدة للحرب من اجل السلامquot;.
التعليقات