مخيم الزعتريللاجئين السوريينفي الأردن

بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين خطة الطوارئ للبحث عن مكان آخر لإقامة مخيم جديد للاجئين السوريين في الأردن. وتوقع ممثل المفوضية في الأردن أندرو هاربر أن ترتفع وتيرة تدفق اللاجئين السوريين مع تفاقم الأزمة.


مع استمرار الأزمة السورية وتواصل أعمال العنف والاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، تتواصل عمليات النزوح واللجوء للسوريين إلى الدول المجاورة ومنها الأردن وتركيا حيث أعلن ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر أن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن في الشهرين الماضيين تجاوز 40 ألف لاجئ، مشيرًا إلى أن عدد الذين وصلوا المملكة ليلة الاربعاء وصل إلى 532 لاجئا.

ووصف هاربر الوضع الأمني في سوريا انه يتفاقم بشكل متسارع متوقعًا أن ترتفع وتيرة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن بشكل كبير، لافتا إلى أن المفوضية بدأت ضمن خطة الطوارئ البحث عن مكان آخر لإقامة مخيم جديد للاجئين.

وفي السياق ذاته، أشار هاربر إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تم نقلهم لمخيم الزعتري في محافظة المفرق حتى الآن تجاوز 38 ألف لاجئ وأن عدد المسجلين لدى المفوضية ومن هم في انتظار التسجيل تجاوز 100 ألف.

وحول الدعم الذي تلقته المفوضية ذكر هاربر أن البرازيل قدمت دعمًا ماليًا بقيمة 120 ألف دولار، موضحا أن عملية إعداد البيوت الجاهزة (كارافانات) تسير بوتيرة جيدة، حيث تم الانتهاء من 700 وحدة من المنحة السعودية، كما تم إعداد 28 مطبخا ليتمكن اللاجئون من إعداد طعامهم بنفسهم، كما قامت المفوضية بعقد دورة تدريبية لحرس الحدود الذين يستقبلون اللاجئين عند وصولهم.

ودعا هاربر المجتمع الدولي إلى ضرورة تحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه السوريين الذين تدفقوا إلى الأردن بحثا عن الأمان، مشيرًا إلى أن الأردن محدود الموارد وأصبح اللاجئون يشكلون عبئًا إضافيًا عليه.

ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر

إلى ذلك، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية أن الولايات المتحدة نشرت حوالى 150 عسكريا في الاردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الاسلحة الكيميائية.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان هذه القوة تنتشر في مركز للتدريب تابع للجيش الاردني على بعد حوالى خمسين كيلومترا عن الحدود السورية. ويؤكد المسؤول الاميركي بذلك نبأ نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الاربعاء.

وقالت الصحيفة ان القوة تضم مخططين واختصاصيين بقيادة ضابط اميركي كبير وتدرس سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي الى الحدود الاردنية. وتقول الولايات المتحدة إنها تقدم مساعدة بتجهيزات غير قتالية للمعارضة السورية لكنها امتنعت حتى الان عن تزويدها بالاسلحة خشية ان تنتهي بين ايدي مجموعات اسلامية متشددة تشارك في النزاع.

لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر من تدخل اوسع نطاقا اذا استخدمت سوريا اسلحتها الكيميائية. وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين والاردنيين بحثوا اقامة منطقة انسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود تتولى القوات الاردنية مراقبتها بدعم اميركي لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حاليا.

وقالت الصحيفة ان القوة الاميركية تمضي اكثر وقتها في مساعدة الاردن على تنسيق المساعدات الغذائية والمياه وخدمات اخرى اساسية للاجئين الواصلين الى اراضيه. وفي وقت سابق من هذا الشهر قامت شرطة مكافحة الشغب في الاردن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين سوريين في مخيم شمال البلاد بعد احراق خيم وتدمير أملاك احتجاجا على ظروفهم المعيشية.