تقدم إيران إلى صديقها الرئيس السوري دعمًا يكلفها مليارات الدولارات، مما أحدث انشقاقات داخل طهران، بين مؤيد ومعارض لهذا الدعم.


إعداد رقية الكمالي: في ظل اقتصاد مستنزف، لم تعد إيران قادرة على تمويل الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه.

ورغم هذه المساعدات الضخمة، سواء كانت عسكرية أو مالية، إلا أنها لم تستطع قلب الصراع السوري لمصلحة الأسد، مما أدى إلى خلافات بين المرشد آية الله علي خامنئي ورئيس جهاز الاستخبارات قاسم سليماني وفقًا لتقارير استخباراتية غربية.

كان هذان الرجلان مقرّبين من بعضهما البعض منذ سنوات، إلا أن استحالة السيطرة على الثورة السورية قد تخلق عداوة شديدة بينهما. هذه الثورة التي بدأت منذ 18 شهرًا أنفقت إيران خلالها ما لا يقلّ عن 10 مليار دولار، حيث أكد المنشقون عن الجيش السوري أن طهران تدفع رواتب قوات الحكومة السورية منذ أشهر عدة.

مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، بسبب العقوبات الدولية المفروضة من الغرب، تتأجج الخلافات في طهران بسبب هذه النفقات الضخمة، حيث أعدّ سليماني هذه الاستراتيجية التي ترتكز على تهيئة قوات عدم الانحياز في الشرق الأوسط.

وفي نهاية عام 2011م أكد لآية الله خامنئي أنه من الممكن قلب الاتجاه وقمع ثوار سوريا، وبدلاً من حدوث ذلك، فقد دخل الصراع منعطفًا دمويًا، مما اضطر إيران إلى الاستمرار في دعم سوريا بالمال والسلاح والقوات العسكرية للتصدي للمساعدات التي تصل إلى الثوار عبر السعودية وتركيا وقطر تحت رعاية الولايات المتحدة، إلا أن الصراع لم يراوح مكانه، وظلت إيران تدفع فاتورة الحرب الباهظة الثمن يومًا بعد الآخر.

تعلم الحكومة الإيرانية أنها لن تتمكن من تبديد أموالها مع وصول اقتصادها إلى حافة الهاوية، فمعدلات التضخم والبطالة في ارتفاع وتذمر الشعب في ازدياد من الهوس الإيراني لدعم الحرب السورية.

يقول علي أكبر ولايتي مستشار آية الله خامنئي للشؤون الخارجية أخيرًا إنه كان متأكدًا من انتصار النظام السوري، والذي كان سيعتبرانتصارًا لإيران، إلا أن طهران تنظر من وراء الكواليس إلى الخيارات الأخرى، ولذا استأنفت محادثاتها مع قوى المعارضة المختلفة، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين السورية، للإعداد للمستقبل في ما لو سقط نظام الأسد.

quot;إنهم بحاجة إلى التحالفات لضمان عدم الخروج نهائيًا من اللعبة السوريةquot; قال مصدر عسكري في الخليج. سليماني المقرب جدًا من آية الله خامنئي، الذي قدمه كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية الإيرانية عندما سيتنحّى أحمدي نجاد في العام المقبل، لا يمكن أن يخدع الرأي العام الإيراني.

وفي ظل صراع سوري معقد ووضع شرق أوسطي غير مستقر أكثر من أي وقت مضى وازدياد خطورة هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، فإن آية الله خامنئي يعتقد أنه من الأفضل أن يظل سليماني في منصبه الحالي.