قررت المعارضة اللبنانيّة تصعيد موقفها ضد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عقب اغتيال اللواء وسام الحسن وأكدت أنها ستقاطع جلسات مجلس النواب التي تشارك فيها الحكومة إلى حين سقوطها.


بيروت: اتخذت المعارضة اللبنانية قرارًا بمقاطعة جلسات مجلس النواب التي تشارك فيها الحكومة، بحسب ما افاد نائب معارض وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء. وتأتي هذه الخطوة مع مطالبة المعارضة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه المقربين من دمشق، بالاستقالة على خلفية اتهامها بquot;تغطيةquot; المسؤولين عن اغتيال مسؤول امني بارز بتفجير في بيروت الجمعة.

وقال النائب احمد فتفت لفرانس برس ان المعارضة المؤلفة من قوى 14 آذار المناهضة لسوريا قررت quot;مقاطعة كل جلسة (نيابية) تشارك فيها الحكومة الى حين سقوطهاquot;، مؤكدا أن القرار quot;لا يعني مقاطعة البرلمانquot;.

لكنه اوضح ان المقاطعة ستشمل ايضا جلسات اللجان النيابية المتخصصة quot;في حال شارك فيها وزراء من الحكومةquot;. وكانت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية افادت أن جلسة اللجان المشتركة المقررة اليوم لمتابعة دراسة مشروع قانون الانتخابات النيابية المقررة في 2013، لم تعقد quot;بسبب غياب نواب الرابع عشر من آذارquot;.

وقال عبد اللطيف الزين احد نواب قوى 8 آذار الموالية quot;كنا نأمل من الزملاء المحترمين ان يكون البحث داخل المؤسساتquot;. وقال فتفت المنتمي الى تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري، ان المقاطعة منسقة بين كل مكونات 14 آذار.

واعلنت كتلة المستقبل النيابية في ختام اجتماع عقدته الثلاثاء انها quot;لن تشارك في اية نشاطات او جلسات حوارية او اجتماعات نيابية او سياسية تتصل بالحكومة والمسؤولين فيها حتى استقالة هذه الحكومةquot;.

وكان تكتل quot;القوات اللبنانيةquot; المسيحي المعارض بزعامة سمير جعجع، اعلن بعد اجتماع عقده الاثنين quot;رفضه الجلوس الى اي طاولة حوارquot;، وان نوابه سيتعاطون quot;مع اي اجتماع نيابي على هذا الأساسquot;. إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن تبلغ الرئيس ميشال سليمان تبلغا من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ان كتلة quot;المستقبلquot; النيابية لن تشارك في أي جلسة للحوار وأي نشاط نيابي. وأكد السنيورة المطالبة باستقالة الحكومة.

وتتزامن خطوات المعارضة مع مطالبتها الحكومة بالاستقالة اثر مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن، في تفجير استهدف سيارته في منطقة الاشرفية ذات الغالبية المسيحية في شرق بيروت.

واعتبرت كتلة المستقبل في بيانها انها quot;لا يمكن ان تقبل بعد اليوم بقاء هذه الحكومة او التعامل معها، بكونها الاداة التي وفرت التغطية للجريمة الارهابية وتحضيراتهاquot;، مشيرة الى انها quot;ساهمت في تأمين الغطاء السياسي والاعلامي والامنيquot; للجريمة.

ويعد الحسن ابرز الضباط الامنيين السنة ومقربا من الحريري، وادى ادوارا امنية بارزة، منها التحقيق في سلسلة جرائم بين العامين 2005 و2008 طالت شخصيات سياسية معارضة لسوريا. واتهمت المعارضة دمشق بالوقوف وراء اغتيال الحسن الذي تحول تشييعه الاحد في وسط بيروت تظاهرة طالبت بسقوط الحكومة، وحاول مشاركون فيها اقتحام السرايا الحكومية.

ونصب شبان من قوى 14 آذار خيما مقابل مقر الحكومة للاعتصام الى حين سقوطها. كما اقيمت خيمتان للغرض نفسه بالقرب من منزل رئيسها نجيب ميقاتي في طرابلس (شمال). وكان ميقاتي علق السبت قرار بقائه في منصبه بناء لمشاورات يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع الاطراف السياسيين اللبنانيين.

وشهد لبنان في اليومين الماضيين سلسلة احتجاجات على مقتل الحسن، تطورت الى اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة طريق الجديدة في غرب بيروت، واشتباكات بين سنة وعلويين في طرابلس.

نواب لبنانيون يؤكدون تلقيهم رسائل تهديد من رقم هاتف في سوريا

إلى ذلك، اكد نواب لبنانيون معارضون لدمشق الثلاثاء تلقيهم تهديدات من خلال رسائل نصية قصيرة مصدرها رقم هاتف سوري، قبل اغتيال مسؤول امني بارز الجمعة وبعد التفجير التي استهدفه، بحسب ما افاد نواب من هؤلاء وكالة فرانس برس الثلاثاء.

وقال النائب عمار حوري المنتمي الى تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري quot;تلقينا عشية التفجير رسالة نصية من رقم هاتف سوريquot; تتضمن تهديدا بالقتل. وسبقت هذه الرسالة اغتيال الحسن. وبعد الانفجار، تلقى النواب نفسهم رسالة اخرى تقول quot;مبروك. بلش (ابتدأ) العد العكسي. واحد من عشرةquot; في تلميح الى امكانية استهداف تسعة اشخاص آخرين.

وقال حوري لوكالة فرانس برس انه كان على موعد مع الحسن الساعة 15,30 بعد ظهر يوم الجمعة (12,30 ت غ) quot;وكنت انتظره في مكتبه في المقر العام لقوى الامن الداخليquot; الكائن في الاشرفية ايضا. ووقع الانفجار قرابة الساعة 15,00.

واوضح ان الاجتماع كان مخصصا للبحث في موضوع الرسائل النصية التي تلقاها قبل ايام اربعة نواب ينتمون الى تيار المستقبل. واشارت قناة quot;المؤسسة اللبنانية للارسالquot; الى ان النواب الاربعة هم حوري واحمد فتفت وهادي حبيش وخالد الضاهر، وجميعهم من تيار المستقبل.

وقال حوري لفرانس برس ان نائبا خامسا ينتمي الى التيار هو نهاد المشنوق تلقى ايضا رسالتين نصيتين، بينما تلقى الآخرون اربع رسائل.وحاول النواب الاتصال بالرقم السوري الذي ارسلت منه الرسائل، الا ان محاولاتهم باءت بالفشل. وقال فتفت لفرانس برس ان quot;الاتصال بالرقم من لبنان متعذرquot;، لكن quot;محاولة اجريت من الخارج كانت ناجحة، بيد ان صاحب الرقم لم يردquot;.

من جهته اوضح حوري ان مختلف الاجهزة الامنية في لبنان تتولى التحقيق في موضوع الرسائل النصية، مشيرا الى ان التحقيقات quot;ما زالت في بداياتهاquot;.