القاهرة: طالب خبراء وسياسيون عرب مصر بسحب سفيرها من إسرائيل، ردًا على استهداف مجمع اليرموك الحربي جنوب الخرطوم، والذي قالت السودان إنها تمتلك أدلة على تورط إسرائيل في قصفه.

وأعلنت السودان ظهر اليوم الأربعاء أنها تمتلك أدلة على تورط إسرائيل في قصف المجمع ليل أمس، وهو الإعلان الذي التزمت إسرائيل تجاهه الصمت.

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء قال عمر الحسن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، quot;لابد أن تختلف مصر بعد الثورة عن مصر قبلها في تعاطيها مع مثل هذه الأحداثquot; .

وعاد الحسن بالوراء إلى تفجيرين سابقين لإسرائيل بالسودان، وأضاف: quot;كانت مثل هذه الأحداث تمر دون حتى تعقيب من مصر، أما الآن فلابد من رد حازم وقويquot;.

وقصفت الولايات المتحدة عام 1998 مصنع الشفاء بالخرطوم بدعوى أنه يصنع أسلحة لصالح تنظيم القاعدة، ولكن الخرطوم أثبتت أنه يصنع دواءاً فقط، كما قصفت إسرائيل منذ عامين قافلة شاحنات سودانية بزعم أنها كانت تنقل أسلحة إلى حركة حماس.

ويفرق الحسن في رؤيته للرد بين ما يتمناه، وما يعتقد بإمكانية حدوثه، وقال: quot;أتمنى أن تُقدم مصر على سحب سفيرها من إسرائيل، لأن ما قامت به تل أبيب لا يهدد السودان وحدها، لكنه يهدد أمن المنطقة بأسرهاquot;.

وأشار مدير مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى بعض المعوقات التي تحول دون تنفيذ هذه الخطوة في الوقت الراهن، وأهمها عدم وجود برلمان بمصر (بعد حل مجلس الشعب الغرفة الأولى للبرلمان).

أما ما يعتقد الحسن بإمكانية حدوثه، فهو الدعوة إلى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث القضية، وقال: quot;لو حدث هذا القصف لأي دولة أوربية لاجتمع وزراء خارجية الدول الأوروبية خلال 4 ساعات، فلماذا لا يكون أداؤنا مثلهم؟quot;.

ما يتمناه الحسن ويعتقد بصعوبة حدوثه، لا يرى محمد القصاص عضو الهيئة العليا لحزب التيار المصري المعارض quot;صعوبة في تنفيذهquot;.

وقال القصاص لمراسل الأناضول: quot;السودان هي العمق الإستراتيجي الطبيعي لمصر، فإذا لم يكن رد فعل مصر حازمًا على مثل هذه الهجمة، فمتى سيكون؟quot;.

وطالب القصاص في هذا الإطار quot;بسحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي واتخاذ إجراءات استثنائية لحماية الحدود المصرية السودانيةquot;.

من جانبه، طالب إسلام لطفي وكيل مؤسسي حزب التيار المصري، quot;بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتقليص درجة التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل لمستويات أدنى، وإحداث تغيير جذري في وزارة الخارجية المصرية لإعادة القوة الناعمة لمصر في إفريقياquot;.

وقال لطفي لمراسل الأناضول: quot;لو كانت لمصر هذه القوة ما جرأت إسرائيل على ضرب السودان، لأنه من المؤكد أن الطيران الإسرائيلي استخدام أراضي إثيوبيا وإريتريا في تنفيذ هجومه، وهي الدول التي لم يعد لمصر ثقل بهاquot;.

واعتبر لطفي الحادث مبررًا قويًا للرئيس محمد مرسي ليتخذ رد فعل قويًا، يمحو به الآثار السلبية التي خلفها خطابه الشهير إلى نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، والذي وصفه فيه بـ quot;الصديقquot;.

وتعرضت الرئاسة ووزارة الخارجية المصرية لانتقادات قبل أيام بعد تسريب إسرائيل مؤخرًا لخطاب وجهه مرسي لبيريز لاعتماد السفير المصري في تل أبيب تضمن عبارات رأى فيها البعض quot;توددًا زائدًا عن الحدquot;، خاصة عندما نعت مرسي بيريز بـquot;الصديق العظيمquot;.

وطالب أحمد كامل عضو لجنة الشئون الخارجية بالتيار الشعبي المصري، المعارض quot;باتخاذ إجراءات سياسية قوية لا تقل عن سحب السفير المصري من إسرائيلquot;.

وقال لمراسل الأناضول: quot;بهذا الإجراء وحده يمكن للرئيس مرسي أن يزيل الآثار السلبية للخطاب الذي أرسله لشيمون بيريزquot;.

من جانبه، يتوقع عمر الحسن المحلل السياسي السوداني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة رد فعل قوي من القاهرة تجاه هذا الحادث، لأنه من وجهه نظره quot;أقوى دلالة من الحادثين السابقينquot;.

وقال الحسن: quot; الحادثان السابقان كانا في شرق السودان، أما هذا الحادث ففي وسط العاصمة الخرطومquot;.

وتمنى الحسن أن يصل الرد المصري لمرحلة بعيدة جدا، مثل سحب السفير المصري من إسرائيل، لكنه قال: quot;لا أتوقع أن الظروف السياسية التي تمر بها مصر تؤهلها لذلكquot;.