اجتمعت كل الحراكات والأحزاب المعارضة الأردنية للتشاور في سبل توحيد جهودها خلف مطالبها الإصلاحية، وفي مقدمها تأجيل الانتخابات المقبلة، كي لا تتم وفق قانون يكرّس الصوت الواحد في الأردن.
أيمن الزامل من عمّان: بعد مسيرة إنقاذ الوطن، التي جابت شوارع العاصمة الأردنية عمّان في الخامس من الشهر الماضي، دعت إليها الحركة الإسلامية في الأردن، وشارك فيها أكثر من 80 حراكًا وحزبًا سياسيًا وشعبيًا، يمثلون مختلف أطياف المجتمع الأردني، عقد لقاء تشاوري تنسيقي في مجمع النقابات المهنية الأردنية، جمع مختلف المشاركين في المسيرة، لإثبات أن هذه التظاهرة التي وصفت بالكبرى قادرة على النجاح بتحقيق مطالبها الإصلاحية، بحسب وصف شالم الفلاحات، القيادي في المراقب العام السابق لحركة الإخوان المسلمين في الأردن.
دعا الفلاحات الناشطين إلى توحيد جهود الحراكات وتأطير عملها تحت مظلة واحدة على قلب رجل واحد، مشيرًا إلى أن quot;النظام السياسي الأردني ما زال يستبد بقراره، ضاربًا عرض الحائط بمطلب تحقيق مبدأ الشعب مصدر السلطات، من خلال إصراره على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير)، وفق قانون الانتخاب الحاليquot;، الذي وصفه الفلاحات بأنه تكريس لنظام الصوت الواحد.
الانتخابات خيانة كبرى
خلال اللقاء، روى عدد من نشطاء الحراك المفرج عنهم فصولًا من معاناتهم داخل السجون، والتضييق الذي تعرّضوا له بسبب مواقفهم المطالبة بالإصلاح. وقال الناشط السياسي الأردني سعود العجارمة، الناطق باسم تيار 36 وأحد الذين أفرج عنهم في الأسبوع الماضي بعفو ملكي خاص: quot;إن الاعتقال السياسي بلطجة أمنيةquot;، محمّلًا الدولة الأردنية كامل المسؤولية السياسية والقانونية والعشائرية عن سياسة الاعتقال.
وشرح العجارمة معاناته داخل الحبس الانفرادي، حيث بيّن أنه رفض تقديم طلب استرحام بعد تعرّضه للأذى النفسي، وطالب بتشكيل لجنة لدعم المعتقلين السياسيين، مؤكدًا أن الدعم المعنوي الذي تلقاه من بعض الحراكيين هو ما أسهم في ثباته.
وانتقد العجارمة تقصير المركز الوطني لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه لا يقوم بدوره الذي أنشئ لأجله. وحذر العجارمة من إجراء الانتخابات النيابية، معتبرًا إياها خيانة كبرى للوطن. ودعا إلى وحدة الصف السياسي، quot;لأن هدف الأجهزة الأمنية تشتيت الحراكات والعمل على تقسيمهاquot;، كما قال.
لم أر ابني منذ اعتقاله
شرحت والدة عبد الرحمن الحياري، المعتقل المتهم بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية، والمحسوب على التيار السلفي الجهادي، تفاصيل مداهمة منزلها واعتقال ابنها. وقالت: quot;تم تفتيش المنزل لمدة ساعتين، وأدخلت كلاب بوليسية إلى المنزل بهدف التفتيش عن أسلحة، وتم تعذيب ابني بالصاعق الكهربائيquot;، مؤكدة أنها لم تشاهد ابنها منذ لحظة اعتقاله حتى اليوم، منتقدةً تقصير مراكز ومنظمات حقوق الإنسان في هذا الشأن.
يذكر أن عبدالرحمن الحياري هو أحد أعضاء الخلية التي أعلنت الحكومة الأردنية في وقت سابق عن تورّطها في الإعداد لمخطط إرهابي كبير، كان يستهدف الأمن القومي الأردني، وعن تبعيتها لتنظيم القاعدة.
التعليقات