تخلى الجيش السوري تحت ضربات المعارضة المسلحة عن آخر قاعدة عسكرية له بالقربمن مدينة سراقب الشمالية بعد هجوم عنيف شنته قوات المعارضة ما يزيد من عزل مدينة حلب كبرى المدن السورية عن العاصمة.


دمشق، بيروت، وكالات: سيطر الثوار السوريون على كامل مدينة سراقب ومحيطها في ريف إدلب، والواقعة على تقاطع طريقين رئيسين، بعدما انسحبت منها قوات النظام تحت وقع ضربات المعارضة المسلحة المتلاحقة.

وسياسيا، رفض quot;المجلس الوطني السوريquot; امس تشكيل أي اطار جديد للمعارضة السورية يكون بديلا منه، وذلك ردا على موقف اميركي اعتبر أن المجلس لم يعد يمثل كل المعارضين لنظام بشار الاسد.

سراقب في قبضة الثوار

قال quot;المرصد السوري لحقوق الانسانquot; في بيان له: quot;انسحبت القوات النظامية من حاجز الويس العسكري المتواجد شمال غرب مدينة سراقب والذي يعد آخر حاجز للقوات النظامية في محيط المدينةquot;، مشيرا الى ان المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها quot;يعتبران الان خارج سيطرة النظام بشكل كاملquot;.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة quot;فرانس برسquot; ان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة quot;بات خاليا من أي وجود للقوات النظاميةquot;، التي انسحبت فجر اليوم quot;من دون أن تعرف وجهتهاquot;.

واشار عبد الرحمن الى ان هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب (شمال) من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية quot;باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها او محيطهاquot;.

وقال المتحدث الاعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري ان سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية quot;بعد قيام من تبقى من قوات الاسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويسquot;.

واوضح عبد الرحمن ان المدينة quot;أصبحت استراتيجية بغض النظر عن حجمهاquot;، وهو أصغر من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة إدلب، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من تشرين الاول، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية.

وكان المقاتلون المعارضون شنوا الخميس هجمات على ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محيط سراقب، ما أدى الى مقتل 28 جنديا نظاميا على الاقل، بحسب المرصد.

واشار المرصد الى ان اشتباكات تدور صباح الجمعة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين quot;هاجموا رتلا لهذه القوات قرب قرية فريكة على طريق اريحا اللاذقية كان في طريقه لفك الحصار عن حواجز في بلدة محمبلquot;.

وتستمر الاشتباكات حول معسكر وادي الضيف الاكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصره المقاتلون منذ سيطرتهم على المدينة، بحسب المرصد.

الاشتباكات متواصلة

وفي دمشق انفجرت عبوتان ناسفتان، امس، في منطقة الزاهرة الجديدة جنوب العاصمة السورية دمشق.

وتحدّث التلفزيون الرسمي السوري عن انفجار عبوتين ناسفتين قرب مجمّع العيادات الشاملة في منطقة الزاهرة الجديدة جنوب دمشق.
وأشار الى وجود إصابات وأضرار مادية جرّاء الانفجار، لكنه لم يحدّدها على الفور.

وفي اعمال العنف المستمرة في مناطق سورية أخرى، قتل اربعة اشخاص صباح اليوم في كمين في بلدة الحارة واطلاق نار في بلدة غباغبن في محافظة درعا (جنوب) بحسب المرصد.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل اربعة مقاتلين معارضين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور، بحسب المرصد.

وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن قيام القوات النظامية باقتحام حي الغوطة في مدينة حمص مستخدما عددا من الدبابات والعربات المدرعة.

الوطني السوري يرفض

المجلس الوطني السوري رفض تشكيل أي اطار جديد للمعارضة السورية يكون بديلا منه، وابدى في بيان quot;جديته في الحوار مع كافة اطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطنيquot;، مؤكدا ان اي اجتماع في هذا الشأن quot;لن يكون بديلا من المجلس او نقيضا له (...)quot;.

واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية الاحد quot;ان اي حديث عن تجاوز المجلس الوطني او تكوين اطر اخرى بديلة محاولة لايذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف، ومؤشر على عدم جدية قوى يفترض ان تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة نظام القتل والاجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظةquot;.

ويأتي موقف المجلس بعد يومين من اعتبار وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه quot;لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضةquot;، بل يمكن ان يكون quot;جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهمquot;.

واعتبرت كلينتون ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة quot;بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سورياquot;.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة quot;فرانس برسquot; ان quot;كل القوى السياسية التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس والا من اعطاه الشرعية؟quot;، مؤكدا ان quot;التظاهرات رفعت شعار المجلس الوطني يمثلنيquot;، متسائلا عما اذا كان الاميركيون راغبين فيquot;اعادة شخصيات كانت في المجلس وخرجت منهquot;.

واضاف quot;ما هو المطلوب؟ نحن منفتحون على الحوار مع الجميع. لكن اذا اصبحت القضية ان احدا ما يعد الطبخة ويريدنا ان نجلس الى الطاولة ويعطينا شوكة وسكينة لتناول الطعام المعد سلفا، فهذا ما لا نقبل بهquot;.

وقال صبرا quot;من دون المجلس الوطني لا معارضة في سورياquot;، مضيفا quot;اذا (كان المطلوب من) توحيد المعارضة تسليح الجيش السوري الحر او دعم الشعب السوري واغاثته، فهذه كلمة حق. لكن اذا كان توحيد المعارضة يهدف الى مفاوضة بشار الاسد فهذا لن يحصل ولا يقبل الشعب السوري بهquot;.

ويجتهد المجلس الوطني، بضغط من المجتمع الدولي، لا سيما الدول الغربية، من اجل توحيد صفوفه، لكنه لم ينجح حتى الآن في ايجاد هيكلية واضحة لمكوناته، بسبب صراعات quot;شخصية وعلى السلطةquot;، بحسب ما يؤكد ناشطون.
وتتخذ واشنطن من مسألة التشرذم هذه احدى الحجج للتمنع عن تسليح المعارضين.