آخر تحديث 4/11/2012 الساعة 9:30 GMT
أجرى الرئيس الفرنسي الذي وصل بيروت اليوم مباحثات مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، تناولت مجمل الأوضاع اللبنانية بما فيها الشق الأمني، وسيتوجه هولاند اليوم إلى السعودية للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث ملفات عدة أبرزها الموضوع السوري والملف النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية.
بيروت:أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى انه quot;أراد أن تكون زيارته إلى لبنان، هي الاولى إلى الشرق الاوسطquot;، لافتاً إلى أنه quot;لقد سبقه 4 وزراء فرنسيين منذ الانتخابات الرئاسيةquot;، مضيفاً انه quot;جاء في مرحلة حرجة في المنطقةquot;، معرباً عن quot;تضامنه مع لبنان بعد إغتيال رئيس فرع المعلومات في القوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسنquot;، مشدداً على quot;وجوب أن يكون لبنان قادراً على حماية وحدته وإستقراره، مؤكدًا أن فرنسا ستعمل بكل جهودها للحفاظ على إستقرار لبنان، وستعارض بكل قواها من يحاول اللعب بإستقرار البلادquot;.
وفي مؤتمر صحافي مشترك لهولاند مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، أكد الرئيس الفرنسي quot;حرص بلاده على تقديم كافة الدعم للامن والاستقرارquot;، مشدداً على أن quot;كل شيء يجب أن يتحقق على الصعيد السياسي لتحقيق الوحدة في لبنان، وهذا شأن اللبنانيين وعلينا أن نبذل واجبنا على الصعيد الانسانيquot;، لافتاً إلى أن quot;100 الف لاجئ سوري إلى لبنان ستكون له إنعكاسات صعبة على الإقتصادquot;، لافتاً إلى quot;وجوب أن تكون الدول إلى جانب لبنانquot;.
وأضاف انه quot;لا يمكن ان يكون هناك إفلات من العقاب لقتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ولا لقتلة اللواء الحسنquot;، مؤكداً أن quot;فرنسا ستقدم مساعدتها كاملة لكي يتم كشف كل المعلومات وكل العناصر التي تسمح بكشف المرتكبين، والعالم كله يطالب بذلكquot;، معرباً عن quot;تضامنه غداة هذه المأساةquot;، مشدداً على quot;وجوب أن يعرف اللبنانيون أننا الى جانبهمquot;.
وأشار هولاند إلى انه quot;ما يميز فرنسا هو علاقاتها الجيدة مع كل القوى الديمقراطية في لبنانquot;، متوجهاً لكافة القوى بالقول إن quot;هذه الوحدة ضرورية ويمكننا أن نتكلم مع كل اللبنانيين وهذه ورقة رابحة، ونحن في هذه اللحظة على إستعداد إتخاذ كافة التدابير التي تسمح بتقوية العلاقات بين البلدينquot;، مشدداً على أن quot;الحوار قادر على ضمان وحدة البلادquot;.
كما أكد هولاند أن quot;فرنسا تعمل مع الدولة اللبنانية ومع سليمان لمتابعة سياسة صون ووحدة أراضي لبنانquot;، لافتاً إلى أنه quot;ليس للرئيس الفرنسي أن يقول كيف يجب أن يصوّت اللبنانيون في الإنتخابات النيابية المقبلة، بل يجب على الرئيس الفرنسي ان يقول لكل الذين يمكنهم، أن يساهموا في تحقيق إستقرار لبنان، من خلال العمل بروح الحوار لكي لا ينجح من يريد زعزعة الاستقرار في البلادquot;، مشدداً على أنه quot;لا يجب أن يكون لبنان ضحية الازمة السوريةquot;.
وأضاف أن quot;فرنسا منذ أن تسلم مقاليد الحكم، لم تكن لها أي علاقة مع الوزير السابق ميشال سماحةquot;، مشيراً إلى أن quot;هناك شبهات حول ما كان يقوم به، ولكن القضاء اللبناني يمكن أن يقول ونحن بتصرف لبنان لوضع المعلومات التي تصلنا بيد القضاء اللبنانيquot;.
من جهته قال سليمان إنه أكد لنظيره الفرنسي quot;على اهمية الحوار ونهج الاعتدال والالتزام بروح اعلان بعبداquot; وأضاف:quot; وشكرت للرئيس هولاند على مشاركة بلاده في قوات اليونيفيل تطبيقًا للاتفاق 1701quot;، معلنا انه quot;اعرب عن استعداده لمواصلة دعم المؤسسات الامنيةquot;.
وتابع quot;اكدت للرئيس هولاند تجنيب لبنان الاحداث التي تجري في سوريا واتفقنا على الالتزام بقواعد الديمقراطية والاستحقاقات الدستورية ومن بينها الانتخابات النيابية كما اكدنا حرصنا على انجاح مهمة المبعوث الاممي الاخضر الابراهيميquot;.
واضاف quot;عدم الاستقرار في لبنان تم تجاوزه بعد جريمة اغتيال اللواء الحسن ومتابعة الموضوع وتطمين الناس يتم عن طريق السير بالتحقيقات لكشف الفاعلين وتوقيفهم، ففي الحالات الصعبة هناك انعكاس على الشعوب الا أن الانفعالات تؤدي الى نتائج أسوأ والمطلوب من اللبنانيين أن يتجاوزوا الحدث عن طريق الحوار والتعاون لضمان وحدة الوطن خصوصًا في الوضع الذي تمر به المنطقةquot;.
وتابع quot;فرنسا وقفت دائماً الى جانب لبنان وتستطيع دعم موقف حيادي بعيدًا عن تداعيات ما تمر به المنطقة وتحديدًا في سوريا وهناك تعاون دائم بين المؤسسات اللبنانية والفرنسية وعلى كافة المستويات وفرنسا دولة كبرى في مجلس الامن وصديقة للبنان وتشترك بصورة اساسية في قوات حفظ السلام ولها تاثير كبير في الاتحاد الاوروبي الذي يقوم بالدعم السياسي والمؤسساتي للبنانquot;.
وكان هولاند قد وصل الى بيروت قبيل الساعة الثامنة (6,00 تغ) من الاحد في زيارة تستغرق بضع ساعات.
وحطت الطائرة التي تقل هولاند وتحمل عبارة quot;الجمهورية الفرنسيةquot; في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وخرج منها الرئيس الفرنسي وسلم على مستقبليه وعلى رأسهم نائب رئيس الحكومة اللبنانية الوزير سمير مقبل الذي مثل رئيس الجمهورية.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسي في القصر الجمهوري في بعبدا قرب العاصمة، قبل ان يجتمع هولاند مع سليمان.
وتخلل الزيارة فطور عمل.
واتخذت تدابير امنية مشددة على طول الطريق التي سلكها موكب الرئيس الفرنسي من المطار الى مقر الرئاسة.
وتأتي زيارة هولاند لبيروت بعد تصعيد سياسي شهده لبنان خلال الاسابيع الماضية على خلفية اغتيال مسؤول امني كبير في تفجير سيارة مفخخة في 19 تشرين الاول/اكتوبر، اذ طالبت المعارضة على الاثر باستقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، بعد أن حملتها مسؤولية تغطية ممارسات النظام السوري الذي اتهمته بعملية الاغتيال.
وحصلت حركات احتجاج على عملية الاغتيال وضد الحكومة في مناطق عدة تخللتها احداث امنية اوقعت قتلى وجرحى، لا سيما في بيروت وطرابلس (شمال).
ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاطراف السياسيين في لبنان الى مناقشة الوضع الحكومي على quot;طاولة حوارquot;، محذراً من quot;فراغ حكوميquot;، الا أن المعارضة رفضت المشاركة في أي حوار قبل سقوط الحكومة.
وصدرت مواقف غربية تؤكد تأييدها للاستقرار في لبنان ولاستمرارية المؤسسات، محذرة من تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور. واعلن ميقاتي على اثر هذه الحملة أن استقالته quot;لم تعد واردةquot;.
قمة سعودية - فرنسية في جدة
وبعد زيارته بيروت سيتوجه هولاند إلى السعودية حيث يلتقي ملكها عبدالله بن عبد العزيز في جدة، ويجري محادثات هي الاولى مع العاهل السعودي وكبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية اضافة الى البرنامج الايراني النووي المثير للجدل والنزاع في سوريا.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس إن هولاند quot;يولي اهمية قصوى للقيام باول اتصال له مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، نظرًا للمكانة التي تتمتع بها المملكة في المنطقة والعالمquot;.
واضاف الدبلوماسي طالبًا عدم الكشف عن اسمه أن quot;المباحثات ستشمل بالتأكيد الاوضاع السياسية في المنطقة مثل البرنامج النووي الايراني وامن الخليج والنزاع في سورياquot;.
وأفصحت مصادر مطلعة في قصر الأليزيه في تصريحات لصحيفة laquo;عكاظraquo; أن القمة السعودية ــ الفرنسية ستركز على الأزمة السورية، ومستقبل السلام في الشرق الأوسط، انطلاقاً من قناعة فرنسية بأن إيجاد حل للصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي يبقى مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما ستتناول انتشار الأسلحة النووية وتأثيره على أمن المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن هولاند سينتهز فرصة أول زيارة له إلى المملكة بعد انتخابه رئيساً لفرنسا للاستماع إلى آراء ووجهات نظر الملك عبدالله حيال القضايا التي ستطرح للنقاش في اجتماعهما.
وأكدت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم أن زيارة الرئيس هولاند إلى المملكة تتسم بأهمية خاصة نظراً للعلاقات الوطيدة التي تربط بين فرنسا والمملكة، لافتة إلى أن هولاند سيتبادل مع خادم الحرمين الشريفين الآراء إزاء الملفات المهمة التي سيبحثانها خاصة في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا والملف النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية. وقالت إن هناك تطلعًا فرنسياً للتعرف على وجهات نظر الملك عبدالله، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان الرئيس الفرنسي أشار قبيل توجهه إلى المملكة إلى أن بلاده تضع أولوية لعلاقاتها مع العالم العربي، مشيراً إلى أن الشراكة الفرنسية ــ السعودية تشهد تطوراً كبيراً في ظل الدور السعودي المتنامي في المنطقة، لاسيما أن العلاقات الثنائية بين البلدين لا تقتصر على الملفات السياسية، بل تشمل كذلك الاقتصادية والثقافية.
التعليقات