يعرف الكويتيون أن السياسة الأميركية في الخليج لن تتغير بحسب الفائز في الانتخابات، لكن منهم من يقول إن أوباما أسوأ رئيس لأن العرب أمنوا له فطعنهم، وخرب بلادهم، وإن عاد سيخرب الكويت التي تشهد حراكًا شعبياً، ليست السفارة الأميركية براء منه.

أكد خبراء سياسيون واقتصاديون كويتيون أن السياسية الأميركية تجاه المنطقة لا تتغير سواء كان الفائز في الانتخابات الأميركية ديمقراطيًا أو جمهوريًا، فالسياسية الأميركية ظلت دون تغيير واضح طوال السنوات العشرون الماضية.
وأوضحوا لـquot;ايلافquot; أن العلاقات الأمنية والسياسية مع الخليج لن تتغير بتغير الرئيس الأميركي، ولكن قد يكون العامل الاقتصادي هو المؤثر الأكثر فاعلية في الانتخابات الأميركية، خصوصًا أن اوباما أكثر قدرة على التعامل مع الوضع الاقتصادي الأميركي وإصلاحه مقارنة برومني، وهو الأمر الذي قد يؤثر على الخليج.
السياسة واحدة
أشار توفيق الجراح، رئيس اتحاد العقاريين ومجمعات الأسواق، أن لا فرق في التأثير على استقرار الخليج بين فوز مرشح الجمهوريين أو مرشح الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، quot;فأميركا وضعت خطة إستراتيجية للتعامل مع المنطقة ويتم تنفيذها، سواءً كان الفائز ديمقراطيًا أو جمهوريًا، لكن الفارق في طريقة التنفيذ فقطquot;.
أضاف: quot;علينا كخليجين وعرب ألا نعلق أمالًا كبيرة على الرئيس الأميركي الجديد، فالسياسية الأميركية الخارجية واحدة لا تتغير، لكننا نتطلع إلى رئيس ينظر إلى القضايا من منظور اقتصادي، ما سيكون عاملًا ايجابيًا كبيرًا في المنطقةquot;.
ورأى الجراح أن أوباما هو الأوفر حظًا من الجانب الاقتصادي، لا سيما مع تنفيذه خطة واضحة وصحيحة لإصلاح الاقتصاد الأميركي ستؤتي ثمارها في العام 2014، quot;ما يعني مواصلة الطلب الأميركي على النفط واستمرار استقرار الأسعار على المستويات الحالية، مقارنة ببرنامج غير واضح وغامض من منافسه ميت رومنيquot;.
لم نَحذَره
ومن جهته، قال الخبير السياسي حجاج بو خضور إن التوقعات تشير إلى تقارب في النتائج، quot;فالفارق ضئيل بين المرشحين وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرار سيناريو انتخابات العام 2000 بين أل جور وجورج بوش، وانتهت بفوز المرشح الجمهوري بوشquot;، متوقعًا أن يفوز رومني في النهاية.
وأوضح بو خضور أن أوباما quot;أسوأ رئيس أميركي تعاملت معه دول الخليج، بسبب طريقة التعامل الخليجية نفسها وليس بسببه هو، فنحن في الخليج تعاملنا معه كأنه واحد منا، بسبب اعتبارات اللون والأصول الأفريقية التي ينتمي إليها، فلم نحذره، بل تعاملنا معه بشكل عاطفي، متناسيين حقيقة أن السياسة الأميركية لا تقف على شخص، وأنما هي نتاج عمل مؤسسيquot;.
وأضاف أن المصالح الخليجية تراجعت خلال ولايى أوباما، وتم فرض المصالح الأميركية على المنطقة بسبب القرارات التي يغلب عليها طابع العاطفة التي تتخذ في الخليج. ولفت إلى أنه quot;في حال فوز رومني، ستعمد دول الخليج إلى اتخاذ قرارات أكثر عقلانية، لأن الانطباع الأول عن رومني أنه سيكون متشددًا أكثر في القضايا العربيةquot;.
ولفت بو خضور إلى أن أميركا تطبق البرجماتية بشكل صحيح، معربًا عن أمله في أن تطبق سياسات عقلانية مع دول الخليج، بعيدًا عن أسلوب توزيع الأدوار التي تعتمده كثيرًا في سياستها الخارجية.
لم يعد النفط ناخبًا
من جانبه، أكد محمد الثامر، مدير إدارة التداول في بورصة الكويت الأسبق، أن المرشح quot;الذي يقدم الاقتصاد على السياسة هو الأفضل لبث الاستقرار في اقتصاديات منطقة الخليج والعالمquot;، لافتًا إلى تراجع دور أسعار النفط في تحديد السياسات الأميركية خلال العقد الماضي. قال: quot;منذ ثلاث دورات رئاسية أميركية، لم نرى النفط عاملًا مؤثرًا في اتخاذ القرارات الأميركية، وهو ما عزلنا اقتصاديًا عن الأحداث السياسية الأميركيةquot;.
ولفت الثامر إلى أن العلاقات الأمنية والعسكرية مع أميركا لن تتغير مع تغير الرئيس، فهي مستمرة وتتم وفق ما تم وضعه من قبل معاهد التخطيط الأميركيةلخطط إستراتيجية على المدى القصير والبعيد.
أوباما خرب العرب
أشار المحلل السياسي عبد العزيز البالول إلى أن بقاء الرئيس الحالي باراك اوباما رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية quot;يعني المزيد من الثورات والاضطرابات الأمنية في المنطقة، إذ سعت الحكومة الأميركية خلال ولاية اوباما إلى تقوية الأغلبية في المنطقة العربية، وهذا ما تفعله اليوم في الكويت، وقد عمدت الحكومة الأميركية في الفترة الأخيرة على تنظيم العديد من ورش العمل في السفارة الأميركية في الكويت بالتعاون مع جمعية الخريجين الكويتيين لتعليم الشباب فنون القيادة وأشكال الحراك الشعبي للمطالبة بحقوق وواجبات في الوقت الذي لا ينقص فيه أي شيء عن الشباب و المواطن الكويتيquot;.
أضاف: quot;أنا كمواطن كويتي أفضل رومني على اوباما الذي اظهر دعمه الأساسي لإسرائيل، في الوقت الذي لم يف فيه بأي وعود تجاه المنطقة العربية، بل على العكس كان العامل الأساسي وراء الأحداث التي شهدناها في العالم العربيquot;.