ناشد قائد الجيش السوري الحر المجتمع الدولي دعم المقاتلين الذين يقارعون نظام الرئيس بشار الأسد قبل quot;أن يتحولوا كلهم الى إرهابيينquot;.


لندن: قال قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ في مقابلة أجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف داخل سوريا إنه يرحب بقرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مد جسور مع المعارضة المسلحة، وحتى التفكير في تنظيم امدادات من السلاح. ولكنه أضاف أن تداعيات الحرب أخذت تفيض إلى بلدان مجاورة وأن فصائل المعارضة المسلحة لا تعمل تحت قيادة موحدة، وللسرعة في دعم مقاتلي الجيش السوري الحر أهمية حاسمة.

وقال العميد الشيخ quot;إذا لم يُتخذ قرار سريع بدعمنا سنتحول كلنا الى ارهابيينquot;. وحذر من أن انفجارًا سيقع في كل الاتجاهات إذا استمر الضغط المسلط حاليًا quot;وسيتنامى الإرهاب بسرعةquot;.

وكان العميد مصطفى الشيخ من أوائل الضباط الكبار، الذين انشقوا عن النظام وانضم الى العقيد رياض الأسعد في قيادة الجيش السوري الحر. لكنّ المقاتلين الذين يواجهون قوات النظام على الأرض ليسوا منقسمين في ما بينهم فحسب، بل إنهم كثيراً ما يرفضون الاعتراف بقيادة العميد الشيخ نفسه.

وإذ تدرك المعارضة أن هذا أحد اسباب إحجام القوى الغربية عن تسليحها أو تشجيع حلفائها في الشرق الأوسط على تسليحها، فانها أعلنت يوم الجمعة توحيد فصائل المعارضة المسلحة في خمس جبهات يقود كل جبهة منها ضابط منشق.

كما أصدر العميد الشيخ بيانًا يشدد على وحدة سوريا ويطالب باحترام حقوق الانسان وخاصة حقوق الأسرى، ودعا جميع القادة الميدانيين الى التوقيع عليه مشيرًا الى انه يمكن أن يصبح أساس دستور سوري جديد.

وقال العميد الشيخ إن على بريطانيا والدول الأخرى أن تربط مساعداتها بهذا البيان، ملمحاً الى أن هناك فصائل أحسن تمويلاً من فصائل أخرى. وتردد أن دولاً خليجية وجهات مانحة غير حكومية، تفضل تمويل الجماعات الاسلامية على الفصائل ذات الاتجاهات العلمانية.

في غضون ذلك استضافت قطر محاولة جديدة لتوحيد القيادات السياسية التي تبدت صراعاتها وخلافاتها خلال اجتماعات المجلس الوطني السوري وفي علاقات المجلس مع تنظيمات معارضة أخرى.

وستتألف المبادرة الوطنية السورية الجديدة التي طُرحت في قطر من هيئة قيادية تضم 60 عضوًا ولجنة عسكرية ولجنة قضائية. وسيعين الأعضاء الستون حكومة تكنوقراط quot;تقود الثورة في سورياquot;، بما في ذلك ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة.

وقال دبلوماسي غربي لصحيفة الديلي تلغراف quot;إن القطريين سئموا تمويل سيرك ولذا أُطلقت هذه المبادرة الجديدة، ولهذا السبب تعرف المعارضة أن هذه الاجتماعات يجب أن تسفر عن نتيجةquot;.

وفي حال التوصل الى اتفاق على الصيغة الجديدة، يقول دبلوماسيون عرب يشاركون في التمهيد لاعلان حكومة انتقالية، إنها تلقت وعودًا بدعم مالي ضخم، بما في ذلك 280 مليون دولار من الولايات المتحدة. كما سيُبحث جدياً تقديم دعم عسكري.

ولا يُعرف الشكل الذي سيتخذه هذا الدعم أو الجهة التي ستتولى تقديمه، ولكن عضو المجلس الوطني السوري جمال الورد قال quot;أجرينا مفاوضات بشأن آلية نستطيع بها الدفاع عن أنفسنا ضد طائرات الأسدquot; في اشارة الى تلقي وعود بأسلحة اشد فاعلية ضد طيران النظام الحربي بينها صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من الكتف.

ولاحظ مراقبون أن المبادرة الجديدة لا تحل المشكلة المتمثلة في كيفية إيصال المساعدات الى الداخل، أو ما إذا كان المقاتلون على الأرض سيوافقون على تلقي الأوامر من سياسيين أمضوا في بعض الحالات عشرات السنين في الخارج. كما يشير منتقدون الى أن الإطار الجديد بيروقراطي ومعقد بحيث أنه لن يلقى تجاوبًا بين المواطنين السوريين الاعتياديين.

وقال خالد صلاح عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري quot;إن هذا يذكِّرني باليوم الذي بدأنا فيه المجلس الوطني السوري. إنها الخطة نفسها مكررةquot;.