اشتعلت معظم المدن الأردنية غضبا في أعقاب قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات لأكثر من 20 في المئة، وشهدت مدن أردنية عدة مظاهرات وأعمال عنف رفضا للقرار الذي تسعى الحكومة من خلاله لإنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية حسب تبريرها.
عمان: في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور يخاطب الاردنيين بدبلوماسية عالية لإيصال الانباء التي تفيد أن حكومته اتخذت عدة قرارات اقتصادية مفصلية حسب رأيه من اهمها تحرير اسعار المشتقات النفطية لتصل نسبة رفع اسعار المحروقات الى اكثر من 20 في المئة، رد آلاف الأردنيين على القرار الحكومي بالمظاهرات والمسيرات في كل المدن تعبيرا عن رفضهم للقرارات التي اعتبروها تمس قوت المواطنين بشكل مباشر.
quot;نقابة الطفرانينquot; لاسقاط الحكومة
ففي العاصمة الاردنية عمان تجمع الالاف المواطنينعلى دوار الداخلية للإعلان عن اعتصام مفتوح حتى تتراجع الحكومة عن قراراتها الاخيرة مرددين شعارات مست رأس النظام الاردني ومطالبين بإسقاط حكومة النسور معلنين عن تشكيلquot;نقابة الطفرانينquot; على دوار الداخلية، هذا وشهدت المنطقة تواجدا أمنيا كثيفا، فيما تجمع عدد من quot;البلطجيةquot; على الجهة المقابلة للمعتصمين الذين قرروا التوجه إلى الدوار الرابع لمواصلة الاعتصام في حال تم فض اعتصام 'الداخلية' بالقوّة.
ودعا المشاركون في المظاهرة الى اعلان الاضراب العام صباح الاربعاء مؤكدين على انهم سيصعدون من حركاتهم الاحتجاجية ضد سياسيات الحكومة التي يصفونها بالمتخبطة.وهتف المتظاهرون ضد رئيس الوزراء عبدالله النسور بعبارة quot;إرحل يا نسورquot;، وحملوا لافتات كتب عليها quot;ثورة الجياعquot; وquot;لمصلحة من زيادة الأسعارquot; إلى جانب أعلام أردنية.
المدن الأردنية تشتعل
والى الجنوب من العاصمة عمان كانت مدن الكرك ومعان والطفيلة والعقبة مسرحا للمظاهرات والمسيرات الحاشدة.ففي مدينة الكرك الاردنية وقعت اشتباكات عنيفة على مدخل مبنى المحافظة بعد ان هاجم مئات المحتجين مبنى المحافظة بالحجارة، فيما أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع. لتفريق المحتجين.
وقد شهدت المناطق المحيطة في مدينة الكرك إغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة، فيما علا سقف الشعارات حتى وصل إلى إسقاط النظام. وقد أحرق المحتجون مؤسسات رسمية من بينها مؤسسات استهلاكية. كما تكررت أعمال شغب ايضا في كافة المدن الاردنية معان والطفيلة وغيرها.
وامتدت التظاهرات كذلك إلى مدينة السلط، وخرجت مسيرات بعد منتصف ليل الثلاثاء، ووقعت اشتباكات مع قوات الأمن التي أصيب ثلاثة من عناصرها بجراح.
واحرق محتجون في مركبة تتبع لمديرية التنفيذ القضائي ، كما احرقوا أربع مركبات اخرى لشركة الكهرباء بينما كان عاملون يصلحون أعطالا فنية في اعمدة بالمدينة. كما تم إحراق سيارتين حكومتين، بينما تم تحطيم واجهة بنك الإسكان واشارات مرورية تعرف باشارات الدبابنة , من ناحية اخرى حطم المحتجون واجهة مبنى قصر العدل بالسلط في محاولة لاقتحامه .
وحاولت قوات الأمن منع وصول المحتجين الى منزل عبدالله النسور حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع.
احراق مراكز امنية
اما مدينتي اربد والرمثا الواقعتان الى الشمال من العاصمة الاردنية عمان لم يختلف الحال كثيرا عن ما ساد في المدن الاخرى حيث شهدتا مظاهرات قام خلالها المحتجون بمهاجمة المراكز الأمنية بالحجارة، وشهدتا أعمال شغب تخللها إحراق إطارات من قبل المتظاهرين، وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من قبل قوات الامن.
أعلنت مديرية الأمن العام في إربد عن إصابة أربعة أشخاص من أفراد الشرطة بعيارات نارية، كما أحرقت محكمة ومحطة وقود.وقال بيان صادر عن مديرية الأمن العام quot;إن 4 من أفراد الأمن العام أصيبوا بعيارات نارية في منطقة طيبة بمحافظة إربد شمالي البلاد بعيارات نارية من قبل محتجين وحالتهم العامة سيئة.
مئات الاردنيين امام محطات الوقود
وقبيل الاعلان عن القرار الحكومي برفع اسعار المحروقات اصطفت مئات المركبات امام محطات الوقود مما ادى الى حدوث ازمات مرورية خانقة وسط العاصمة عمان حيث أن قرار الرفع يبدأ في الساعة الأولى من يوم الأربعاء.
وكانت الحكومة الاردنية قررت رفع اسعار المحروقات والغاز المنزلي بنسبة تراوحت ما بين 15-55% وذلك في اطار خطة اعدتها حكومة النسور بهدف انقاذ الاردن من الازمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة في ظل ارتفاع الدين العام الى اكثر من 22 مليار دولار.
التعليقات