يعتزمتواضروس الثاني البابا الجديد لأقباط مصر البدء بحملة إصلاحات ومواجهة تحديات من داخل الكنيسية نفسها، قبل الانتقال لمواجهة المشاكل والأزمات الخارجية.


القاهرة: تنتظر تواضروس الثاني البابا الجديد لأقباط مصر تحديات جسام بالنسبة للاقباط سواء داخل الكنيسة مثل الملفات المتعلقة بإعادة ترتيب الكنيسة نفسها وطريقة إدارتها أو خارجها مثل تلك المتعلقة بوضع الأقباط في مصر ولا سيما بعد وصول الاسلاميين الى الحكم.

ومن المقرر ان يتم تجليس البابا تواضروس رسميا في منصب بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للاقباط الارثوذكس الرقم 118 الاحد المقبل في احتفال يقام في الكاتدرائية المرقصية.
واصدر الرئيس المصري محمد مرسي، القادم من صفوف جماعة الاخوان المسلمين، قرارا جمهوريا بالتصديق على اختيار البابا تواضروس بابا للاسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية، وفقا للائحة 57 التي تنظم انتخاب البابا.
وتنتظر البابا الجديد تحديات داخلية كبيرة مثل تعديل لائحة انتخاب البابا ولائحة الاحوال الشخصية للاقباط واعادة تشكيل المجلس الملي بالاضافة لاحتواء شباب الاقباط بعد التغيرات التي صاحبت علاقتهم بالكنيسة في اعقاب الثورة.
كما يواجه البابا تحديات خارج اسوار الكنيسة تتعلق بوضع الاقباط في مصر وبناء الكنائس والدستور الجديد.
وقال البابا تواضروس الثاني في حوار مع جريدة الاهرام المملوكة للدولة quot;لا توجد ملفات صعبة لأن الكنيسة ليست البابا وحده، ولكنها تعمل من خلال المجمع المقدس وكل أساقفته ومن خلال الأراخنةquot;.
واضاف ان quot;البداية دائما من الداخل فبلا شك ترتيب البيت وتحديد المسؤوليات داخل الكنيسة شيء مهم جدا، وأعتقد أن هذه هي البداية الصحيحةquot;.
واوضح نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة القبطية ان اولى ملفات البابا الجديد هي تعديل لائحة 1957 المنظمة لاختيار البطريرك، مضيفا لوكالة فرانس برس ان quot;المرشحين ال17 تعهدوا بطريقة مكتوبة اثناء ترشحهم بضرورة تعديل لائحة انتخابا الباباquot;.
وقال تواضروس في حوار مع جريدة الوطن المستقلة quot;لا بد ان تتغير اللائحة لان بها بعض البنود التي لا تناسب الزمن الذي نحن فيهquot;.
واضاف جبرائيل، الذي قدم للبابا ورقة عمل حول تحديات تطوير الكنيسة، quot;يجب ايضا على البابا اعادة تشكيل المجلس الملي يمثل الاقباط بشكل اوسع والتوسع في اعطاء سلطة للمدنيين في ادارة احوال الكنيسةquot;، وتابع quot;يجب تحويل المجلس الملي الى برلمان مدني للكنيسةquot;.
ويعتقد جبرائيل ان واحدة من اهم تحديات البابا الجديد هي ادارة الكنيسة بطريقة مؤسسية وليست باباوية عن طريق ايجاد مستشارين للبابا في مجالات السياسة والثقافة والقانون.
واضاف ان quot;تطوير سكرتارية البابا بازاحة الاساقفة منها وقصر مدة العمل بها على عامين سيكون تحديا اخر للبابا لمنحه تواصلا اكبر مع الشعبquot;.
وتثير مسألة الطلاق لدى الاقباط معضلة كبيرة في الكنيسة بسبب حصرها في سبب الزنا فقط، ويضطر عدد من الأقباط لتغيير دينهم ليتمكنوا من انتزاع الطلاق ومن ثم العودة للمسيحية من جديد.
كما يضطر آخرون إلى الطلاق المدني عبر القضاء لكنهم يواجهون معضلة ان الكنيسة لا تزوجهم مرة ثانية، وهو ما علق عليه جبرائيل قائلا quot;الكنيسة تحتاج لفتح ملف الاحوال الشخصية وخاصة الطلاق كذا الضغط لاصدار قانون موحد للاحوال الشخصية للاقباطquot;.
ومن جملة التغيرات الناجمة عن ثورة يناير انها ادت الى خروج شباب الاقباط من عباءة الكنيسة بالمشاركة في الثورة على غير رغبتها والتظاهر خارج اسوارها خلافا لما اعتادوا عليه لعقود.
وقال نادر شكري، المتحدث باسم اتحاد شباب ماسبيرو (وهي مجموعة شبابية قبطية تم تكوينها في اعقاب الثورة) ان quot;جزءا كبيرا من خدمة البابا الجديد السابقة كانت مع الشباب وهو يدرك ان الكنيسة تحتاج لتفعيل دورهم بناء على الحوارquot;.
وقال شكري، الذي التقى البابا الجديد مرتين في اعقاب اختياره، quot;شباب الاقباط خرجوا خارج اسوار الكنيسة ويشاركون حاليا في الحياة الاجتماعية والسياسية دون توجيهquot;.
ويشكل الاقباط ما بين 6% و10% من سكان مصر البالغ 83 مليون. ويشتكي الاقباط من تعرضهم للتمييز والتهميش والاقصاء من المناصب العليا.
واسند رئيس الجمهورية لقبطي منصب مساعده لملف التحول الديمقراطي، وتشغل قبطية واحدة فقط منصب وزاري في الحكومة المصرية.
وياتي اختيار البابا الجديد في وقت حساس للغاية من تاريخ مصر حيث يسيطر التيار الإسلامي على الحكم بوجود أول رئيس إسلامي للبلاد.
ويعتقد شكري أن البابا لا يستطيع فصل نفسه عن المحيط الخارجي للكنيسة، قائلا quot;اكبر تحدي للبابا سيكون كيفية التعامل مع التيار الاسلاميquot;، واضاف quot;المشكلة لن تكون مع الاخوان المسلمين بل ستكون مع السلفيين والجماعة الاسلامية الذين يتخذون مواقف متشددة بخصوص الاقباطquot;.
ويخشى البعض من ان تكون العلاقة بين الرئيس مرسي والبابا تواضروس صدامية بسبب تلك الملفات الحرجة.